فيينا: قال وزير الخارجية النمساوي ميخائيل شبندل ايغير اليوم ان استقرار السودان امر مهم لعموم المنطقة مشيرا الى انه يتعين العمل بكل الوسائل على تجنب اندلاع حرب اهلية جديدة هناك من شأنها احداث مآس كبيرة للمدنيين.

واضاف في بيان وزعته الدائرة الاعلامية لوزارة الخارجية النمساوية عقب لقائه نظيره السوداني علي احمد كرتي ان اللقاء تطرق الى مناقشة التطورات الاخيرة في السودان لاسيما موضوع الاستفتاء الشعبي الذي سيجري في شهر يناير المقبل والذي سيقرر مستقبل جنوب السودان.

وعبر ايغير عن امله في ان تجري انتخابات المجلس الوطني المقررة في شهر ابريل القادم في جو سلمي وان تكون سابقة جيدة للاستفتاء حول الاستقلال مشيرا الى انه quot;ومهما كانت نتائج هذا الاستفتاء فانه من المهم جدا ان تنفذ رغبة الشعبquot;. ورأى الوزير النمساوي ان المشكلة القائمة حاليا حول هذا الموضوع لا تتمثل فقط في وجود احتياطات نفطية كبيرة في جنوب السودان وانما ايضا في عدم وضوح الحدود غير المثبتة في حالة انفصال الجنوب.

واكد quot;استعداد النمسا لتقديم يد المساعدة للسودان في هذا الظرف العصيبquot; مشيرا بهذا الخصوص الى ان بلاده سترسل مراقبين في اطار البعثة التي سيرسلها الاتحاد الاوروبي للمساهمة في مراقبة الاستفتاء كما انها مستعدة ايضا لتقديم المساعدة فيما يتعلق بالمسائل القانونية في حالة الانفصال.

وعبر ايغير عن قلقه الشديد من الاوضاع المستجدة للسكان في منطقة دارفور بسبب المواجهات المسلحة التي اشتدت حدتها بين الحكومة السودانية والمتمردين. واكد ان بلاده تولي بشكل تقليدي الاولوية المطلقة في سياستها لحماية السكان المدنيين واحترام حقوق الانسان وباعتبارها حاليا عضوا غير دائم في مجلس الامن الدولي فهي شديدة الحرص على احترام هذه الاولوية.

واضاف الوزير النمساوي ان الحكومة السودانية تتحمل مسؤولية حماية السكان من الغارات التي قد يتعرضون لها وعليها ان تتعاون في هذا المجال مع الاطراف الدولية مثل الاتحاد الافريقي ومنظمة الامم المتحدة.

وفيما يتعلق بقرار محكمة الجنايات الدولية الذي اتهم الرئيس السوداني عمر البشير بارتكاب جرائم حرب ضد الانسانية والذي اضيفت اليه مؤخرا تهمة الابادة الجماعية اكد ايغير quot;ضرورة التعاون مع محكمة الجنايات حتى وان لم يكن السودان طرفا في معاهدة روما لان صلاحيات هذه المحكمة مستمدة من قرار مجلس الامن الذي ينطبق على كل الدول الاعضاء في المنظمة الدوليةquot; على حد قوله.