دعا برلماني أوروبي إلى وقف هدر الأموال الدولية في أفغانستان وبوقف المساعدات لحين وقف الفساد.

بروكسل: دعا رئيس وفد العلاقات مع أفغانستان في البرلمان الأوروبي بينو أرلاكي الإتحاد الأوروبي إلى وضع نظم مناسبة للتأكد من حسن صرف أمواله في أفغانستان.

وكان النائب الايطالي المنتمي لمجموعة التحالف الليبرالي الديمقراطي في الجهاز التشريعي الأوروبي يتحدث اليوم خلال مؤتمر صحافي عقده في بروكسل لعرض تقرير أعده حول أفغانستان، حذر فيه من مغبة إستمرار هدر الأموال الدولية في هذا البلد، فهناك quot;80% من الأموال الممنوحة لأفغانستان لا تصل إلى الشعب الأفغانيquot;.

وأشار إلى أن الفساد وعدم الشفافية وعدم وجود ضوابط ونظم مراقبة لطرق صرف هذه الأموال تؤدي جميعها إلى هدر أموال دافعي الضرائب.

ودعا أرلاكي في تقريره، الذي استغرق اعداده ستة أشهر، الأوروبيين إلى العمل من أجل إصلاح نظام تسليم مساعداتهم وأموالهم لأفغانستان بشكل يضمن لهم وصولها إلى أهدافها الحقيقية وعدم وقوعها في أيدي المنشقين والفاسدين.

كما ناشد الإتحاد الأوروبي بعدم تقليد الولايات المتحدة الأميركية، التي اتخذت قراراً بوقف مساعداتها المدنية لأفغانستان لحين وقف الفساد واتضاح الرؤية، وقال quot;لا أعتقد أن القرار الأميركي صائب، وأدعو الأوروبيين إلى عدم فعل الشيئ نفسهquot;.

وناشد البرلماني في تقريره مؤسسات الإتحاد الأوروبي ودوله العمل من أجل دعم العملية السلمية في أفغانستان، فـquot;جميعنا يعرف أن لا حل عسكري في هذا البلد، فلا بد من تسريع العملية السلمية ودعم جهود الحكومة الأفغانية، خاصة لجهة الحوار مع مسلحي طالبانquot;.

وأوصى أرلاكي بضرورة تعزيز عمل بعثة الإتحاد الأوروبي لتدريب كوادر القضاء وقوات الشرطة والجيش في أفغانستان وكذلك دعم مهمة بعثة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في المجال نفسه، ووصف ذلك بـquot;الأمر الأساسي لأنه سيرتبط بالانسحاب التدريجي للقوات الدولية بعد التأكد من قدرة الجيش والشرطة من تولي مهام الأمنquot; في البلاد.

وشدد على ضرورة أن تتوافق أي جهود مبذولة في هذا البلد مع الدستور الوطني، مشيراً إلى عدم إمكانية إملاء شروط على الحكومة الأفغانية، لأنها تدرك، كمال الجميع، ما يجب عمله، و تعرف أن هناك هدر كبير للأموال والجهود.

وعبر البرلماني الأوروبي عن تفاؤله بإمكانية أن تتحول محتويات تقريره حول أفغانستان إلى إستراتيجية جديدة تجاه هذا البلد، مشيراً إلى الدعم المطلق لباقي نواب البرلمان له.

ويتقاطع صدور تقرير أرلاكي حول أفغانستان مع وجود الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن اليوم في البرلمان الأوروبي، حيث تحدث أمام النواب عن الوضع في أفغانستان والتعاون بين الإتحاد الأوروبي وناتو واستراتيجية الحلف الأمنية الجديدة.

وأشار راسموسن إلى ضرورة دعم الحكومة الأفغانية دولياً دون فرض أي شيء عليها، quot;يعرف المسؤولون الأفغان مواطن الضعف والقوة لديهم و يعرفون ما يجب أن يفعلوهquot;، حسب كلام الأمين العام لناتو.

وأقر راسموسن بوجود الكثير من الخسائر الدولية في أفغانستان، مشيراً إلى ضرورة متابعة العمل على المستويين المدني والعسكري لضمان استقرار الوضع في تلك المنطقة بأكملها.

يذكر أن حديث راسموسن عن أفغانستان يأتي قبل عدة أيام من انعقاد مؤتمر كابل ، المقرر في العشرين من تموز/يوليو الجاري، والذي من المفترض أن تركز فيه أطراف المجتمع الدولي على ضرورة دعم الحكومة الأفغانية، من جهة، وضرورة وضعها أمام مسؤولياتها ، من جهة أخرى، خاصة بشأن الأمن ومحاربة الفساد والقضاء على زراعة المخدرات.