لا تريد الحكومة البريطانية الفصل بين الجناح السياسي لحزب الله والجناح العسكري كما فعلت الحكومة السابقة.


قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت، أن حكومة ديفيد كاميرون تراجع علاقتها مع حزب الله اللبناني مبديا حالة من القلق إزاء التواصل الذي قامت به حكومة غوردين براون السابقة مع الحزب عندما فصلت بين الجناحين العسكري والسياسي.

وقال بيرت في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط الصادرة في لندن، أن سورية تلعب دورا إيجابيا في العراق، وهي تشارك في العملية السياسية بصدق لإيجاد حكومة هناكraquo;. وأضاف: laquo;ولكن نبقى قلقين بشكل كبير بشأن حزب الله بالطبع، ونحن قلقون بشأن تقارير حول تكديس الأسلحةraquo;.

ولكن بيرت تردد في اتهام سورية بدعم حزب الله، وقال ردا على سؤال حول ذلك: laquo;سورية تقول إنها لا تلعب دورا في ذلكraquo;. وكرر بيرت إجابته نفسها مرتين عند سؤاله إذا كان يصدق الادعاءات السورية. إلا أن بيرت لم يتردد باتهام حزب الله بلعب دور في التوترات بين القوات السلام الدولية المنتشرة في جنوب لبنان (يونيفيل) وأهالي بلدات جنوبية. وقال: laquo;يبدو أنه من المستبعد ألا يكون حزب الله متورطا بالتوتر بين الأهالي واليونيفيل، نظرا لوجوده القوي في المنطقة. ولكن من الصعب الحصول على تأكيد على ذلك، إلا أن وجودهم القوي في المنطقة يوحي أنهم حثوا على التوترraquo;.

وكان بيرت زار الجنوب والتقى مسؤولين في اليونيفيل خلال زيارته إلى لبنان أول من أمس. كما رفض التعليق على تقارير إسرائيلية عن تحويل حزب الله لـ160 قرية جنوبية إلى مخازن أسلحة، رغم حديثه عن laquo;قلق بشأن تقارير حول تكديس الأسلحةraquo;. وقال: laquo;لا يمكن التعليق على ما تشتبه إسرائيل بأنها وجدته في المنطقة، ولكننا حصلنا على التزام واضح من الحكومة اللبنانية أن الجيش سيعمل عن كثب مع اليونيفيل لكي يتمكنوا من أداء عملهمraquo;. وأضاف: laquo;القرار 1701 لا يتعلق فقط بالأرض بل بنزع السلاح أيضا. لذلك إذا كان الـ1701 سيطبق يجب أن يتم هذا العمل ويجب أن تكون هناك علاقة جيدة مع اليونيفيل وعلى حزب الله أن يكون قادرا على الاستجابةraquo;. والقرار 1701 صدر عن مجلس الأمن وأنهى الحرب بين حزب الله وإسرائيل صيف عام 2006. ودعا إلى خلق منطقة خالية من الأسلحة جنوبي نهر الليطاني تحت سيطرة اليونيفيل والجيش اللبناني.

ولم يلتق الوزير البريطاني مسؤولين في حزب الله خلال وجوده في بيروت، وقال ردا على سؤال حول السبب: laquo;هذه المرة لأن الوقت لم يسمح، الزيارة كانت فقط ليومينraquo;. وأضاف: laquo;أعلم أن الحكومة السابقة كان لديها اتصال بحزب الله ضمن قواعد محدودةraquo;. ولكنه شرح أن الحكومة الحالية تعتبر أن laquo;التواصل مع حزب الله هو دائما تحت المراجعةraquo;.

وقال: laquo;هناك سبب لذلك، فنحن حذرون من هذا التواصل لأسباب معروفة. ننظر إلى التزام حزب الله بالمقاومة المسلحة على أنه أمر لا نقبله ولا ندعمهraquo;. وأضاف: laquo;لا يزال مبكرا القول إذا كنا سنعتمد مقاربة الحكومة السابقة نفسها حول التفريق بين جناح حزب الله السياسي والجناح العسكري. ولكن نعلم أنه حصل اتصال محدود مع بعض أفراد حزب الله في الماضي، وسنبقي هذا الاحتمال تحت المراجعة للمستقبلraquo;.

ولكنه تابع من دون أن يغلق باب الانفتاح كليا على حزب الله: laquo;قد تكون هناك مناسبات حيث التواصل المحدود يكون في صالح الجميع وعملية السلام بشكل عام. ولكن نبقي هذه الاتصالات تحت المراجعة دائما، وحالة بحالة. في هذه المناسبة، لم يكن هناك مناسبة للقاء ممثلين من حزب اللهraquo;. وكان بيروت التقى في دمشق وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وفي بيروت رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري وغيرهما من المسؤولين اللبنانيين.