تعتبر مدينة أكادير المغربية من المراكز التجارية القديمة عبر التاريخ، وقد بات السياح الإسبان، والفرنسيون، وحتى العرب من أكبر زوار هذه المدينة، التي تتمتع بمواصفات سياحية عالمية خصوصًا أن شاطئها يعتبر من أجمل شواطئ جنوب المغرب.
أكادير (جنوب المغرب): بعد أن إكتمل ربط شمال المغرب بجنوبه، عقب فتح الطريق السيار الرابط بين مدينتي مراكش وأكادير، تحولت هذه الأخيرة إلى قبلة للعديد من السياح الأجانب، والعرب، والمحليين.
وكانت نسبة كبيرة من السياح تستهويهم هذه المدينة الخلابة، إلا أنهم كانوا يتراجعون عن هذه الفكرة بسبب وعورة الطريق، التي كانت تتسبب في حوادث سير مختلفة.
ولم تعد زيارة هذه المدينة الرائعة تكلف سوى نحو أربع ساعات ونصف على متن السيارة، وهو ما شجع عدد من الأسر إلى تغيير وجهتها من شمال المملكة إلى جنوبها.
وأڭادير كلمة أمازيغية تعني الحصن المنيع، وتقع على سلسلة جبال الأطلس الكبير على الساحل الغربي للمحيط الأطلسي على خط عرض 27 شمالاً.
وتعتبر المدينة من المراكز التجارية القديمة عبر التاريخ، فقد تردد الفينيقيون على خليج أكادير بسبب التجارة التي كانوا يمارسونها آنذاك، واحتلها البرتغاليون ابتداء من سنة 1515.
وقد أطلقت على المدينة مجموعة من الأسماء منذ نهاية القرن الخامس عشر الميلادي إلى يومنا هذا، منها ما هو محلي، أي ما أطلق من طرف المغاربة أو ما أطلق من طرف المستعمرين.
كما من جهة أخرى، نجد أسماء أطلقت عليها في الخرائط والوثائق الرسمية الدولية. وبلغ عدد هذه الأسماء زهاء عشرين اسما، والملاحظ من هذا المجموع أن أغلبيتها اندثرت مع الوقت، وبقي اسمان ما زالت تعرف بهما هذه المدينة : quot;أكديرquot; واسم حي بها وهو quot;فونتيquot;. ونذكر من هذه الأسماء، quot;سانطا كروز دي أكيرquot;، ولعين لعربا، وفونتي، وتكمي أوكدير لعربا، وتكمي أورومي.
وبعد الزلزال المدمر سنة 1960، الذي خلف خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، انبعثت المدينة من جديد، لتخرج في لوحة آخاذة تأسر كل من رآها.
ويعد شاطئ أكادير واحدًا من أجمل شواطئ جنوب المغرب، وهو يقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تتراوح بين حمامات الشمس الهادئة في نزهة على الكورنيش، أو ركوب الخيل وممارسة الرياضات المائية، أو الجلوس على المقاهي والمطاعم الراقية على طول الساحل.
يقول رضوان الفضل، زائر من الدار البيضاء، quot;كل سنة أزور أكادير، لأنني أرتاح فيها نفسيا بشكل كبير، فهي تتوفر فيها كل ضروريات الاستجمام، والراحة، والاسترخاء، كما أن الأمن بها يشعرك براحة كبيرةquot;.
وأوضح رضوان، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن quot;السياح الإسبان، والفرنسيين، وحتى العرب أضحوا من أكبر زوار هذه المدينة، التي تتمتع بمواصفات سياحية عالميةquot;.
وليس الشاطئ وحده من يحظى بالزوار، بل إن هناك فئة من السياح يترددون على حديقة أولهاو، المعروفة أيضًا باسم quot;حديقة العشاقquot;.
وتستقطب هذه الحديقة الرومانسية زوارًا من كل الأعمار لقضاء وقت في جو من الرومانسية، وفي طبيعة خلابة، وهي مجاورة لمتحف أقيم لإحياء ذكرى زلزال أكادير.
كما توجد في المدينة القصبة، المعروفة محليًّا بـ quot;أكادير اوفلاquot; ومعناها القصبة الموجودة في الأعلى، وهي عبارة عن معلم تاريخي حي يجسد تاريخ المدينة، خاصة أنها شهدت الزلزال دون أن تتأثر به فبقيت شامخة.
وتقع القصبة على قمة جبل يعلو بـ 236 مترًا عن سطح البحر، وذلك في شمال مدينة أكادير التي يشرف عليها.
وتأسست سنة 1540 على يد السلطان محمد الشيخ السعدي لهدف التحكم في ضرب البرتغاليين الذين استقروا عند قدم الجبل منذ 1470، في إطار بحثهم عن طريق الهند.
وقد أنشؤوا عند الساحل قرب عين فونتي حصنا، وأقاموا على سفح الجبل برجا لمراقبته، ما دفع السعديون إلى بناء القصبة على قمة نفس الجبل. ولقد مكن هذا الموقع الاستراتيجي من قصف المنشآت البرتغالية بالمدافع في سنة 1541 ثم تحرير الحصن البرتغالي المسمى quot;سانتاكروزquot; وبالتالي تناقصت أهمية القصبة إلى أن أعاد الغالب بالله السعدي بناءها.
التعليقات