برلين:يسعى وزير الدفاع الالماني كارل ثيودور زو-غوتنبرغ الى تقليص عديد القوات المسلحة الى حد كبير ووقف التجنيد، ما يثير استياء النواب المحافظين في معسكر المستشارة انغيلا ميركل الذين يتعلقون بالجيش رمزا للديموقراطية التي تلت الحقبة النازية.
واعتبر النائب المسيحي-الديموقراطي ارنست-راينهارد بيك quot;اعتقد ان اغلبية في الكتلة البرلمانية والحزب تفضل المحافظة على النموذج المجرب في الخدمة العسكرية الاساسيةquot;.

غير ان العضو في لجنة الدفاع البرلمانية يقر بالحاجة الى اجراء اصلاح واسع للجيش الالماني quot;للتخلص من البنى المكلفة التي تعود الى حقبة الحرب الباردةquot; ما سيجعل الجيش اكثر فعالية.
وتابع في حديث عبر اذاعة دويتشلاند فانك quot;ليس مقبولا ان نلقى صعوبات مع 250 الف جندي في تنفيذ عملية مثل تلك التي لدينا في افغانستان ب4000 الى 5000 جنديquot;.

واطلق زو غوتنبرغ جدالا بالحديث عن الازمة المالية وقرار الحكومة ان تفرض على الجيش تقشفا اقتصاديا يوازي 8,3 مليارات يورو على اربعة اعوام.
واشار استطلاع للرأي اجرته مؤسسة امنيد في اواخر تموز/يوليو الى ان 43% من الالمان يفضلون الغاء الخدمة العسكرية، فيما يعارضه 51%.

غير ان ميركل ظلت بعيدة عن الجدال حيث لا يتوقع صدور اي قرار قبل تشرين الثاني/نوفمبر بعد المؤتمر السنوي لاحزاب الائتلاف.
واكد زو غوتنبرغ المنتمي الى الحزب المسيحي الاشتراكي ان المانيا تحتاج الى جيش اصغر واكثر فعالية قادر على تنفيذ عمليات اكثر تنوعا.

وانشئ الجيش الالماني بعد عشر سنوات على انتهاء الحرب العالمية الثانية لمواجهة التهديد السوفياتي، وما زال يعتمد بشكل اساسي على المدرعات، وهو افضل في المناورة في السهول الاوروبية مما هو على القمم الافغانية.
واقترح الوزير تحويل الجيش الى مهنة، على غرار اغلبية الدول الاوروبية الاخرى مع تقليص عديده من 250 الفا الى 165 الف عسكري.

واشار زو غوتنبرغ الى ان الخدمة العسكرية لا تطال اكثر من 16% من الشبان من فئة عمرية واحدة.
ويتم اعفاء 50% من المجندين لاسباب طبية فيما يجري 20% بالكاد خدمة مدنية، كتولي الرعاية بالمرضى في دور العجزة.

ومن اجل تجنب اغضاب المحافظين اكد زو غوتنبرغ وميركل انهما يريدان quot;تعليقquot; الخدمة العسكرية عوضا عن الغائها.
لكن الجيش سيواصل تجنيد حوالى 7500 شاب سنويا على اساس تطوعي لفترات خدمة تتراوح بين 12 و23 شهرا.

ويبقى الالمان نتيجة الحقبة النازية وصورة ضباطها متعلقين بفكرة quot;المواطن الجنديquot; بحسب ديتليف بوش من المعهد الالماني للسياسة الدولية والامن. واكد quot;انه تقليد قديم وادى اكثر من 10 ملايين الماني خدمتهم العسكرية منذ 1956quot;.
وتابع بوش quot;يعتبر المحافظون ان دفاع الشباب عن وطنهم ما زال يشكل قيمة اساسيةquot; حيث يعتبر الرأي العام ذلك ضمانا لبقاء الديموقراطية.

وتم تقليص فترة الخدمة العسكرية تدريجيا من 18 شهرا قبل اعادة توحيد البلاد قبل 20 عاما الى ستة اشهر، وهي فترة يعتبرها عسكريون غير كافية لتدريب جنود.