يسعى مسلمو المهجر للإحتفاظ بعاداتهم وتقاليدهم في ما يتعلق بالإحتفال بالأعياد الدينيَّة، ومراسم الزواج، ومواليد الأطفال، والطهور، والختان، التي يورثونها إلى اطفالهم جيلاً بعد جيل.
ميونيخ: عدد المسلمين في المانيا يقترب من الثلاثة ملايين، يعيشون ويعملون في بلد المهجر الجديد محتفظين بعاداتهم وتقاليدهم التي يورثونها الى اطفالهم جيلاً بعد جيل، فهم يواظبون على الاحتفال بالأعياد الدينية الاسلامية،وتقاليد الزواج ومواليد الاطفال وكل العادات التي تربوا ونشأوا عليها .
في ميونيخ انشأت شابة تركية مسلمة هي quot;خديجة اوزلمquot;وكالة متخصصة في اقامةاحتفالات المسلمين الدينية المختلفةوتنظيمها، ولا سيما افراح الزواج والخطوبةوالمواليد التي يهتم بها المهاجرين المسلمين في المدينة . وبعثت هذه الوكالة الجديدة السرور في نفوس العائلات المسلمة التي كانت تبحث عن تنظيم احتفالات تحاكي احتفالاتهم نفسها في موطنهم الاصلي، واخيرًا تحقق حلمهم واصبحت هذه الوكالة تلبي لهم رغباتهم وطلباتهم الاحتفالية.
وكالة quot;خديجةquot; تحظي بإقبال كبير
التقت ايلافquot; خديجة اوزلمquot; في مقر وكالتها الكائن في وسط مدينة ميونيخللتعرف على طريقة ونوعية الاحتفالات الاسلامية في ميونيخ؟ وهل يقتصر عمل الوكالة على تنظيم احتفالات الزواج والخطوبة فقط ام انها تمتد الى مختلف الاحتفالات الدينية الاخرى؟
تقول صاحبة الوكالة انها تستطيع تنظيم اي احتفال يخص الجالية الاسلامية في ميونيخ، بغض النظر عن وطن المنشأ، فالجالية الاسلامية في ميونيخ شديدة التنوع، وتضم مهاجرين من كل الدول الاسلامية من تركيا صاحبة الاغلبية هنا،إلى الدول العربية ودول اسيا المسلمة وصولاً إلى منطقة البلقانوغيرها.
هناكفوارق بالطبع في عادات الزواج بينهمخصوصا وان كل قومية او جالية تسألناعن امكانية توفير موسيقيين وفنانين واطعمة وحلوياتمن نفس بلد المحتفلين.. وتضيف من حسن الحظ فإن مدينة ميونيخ تمتاز بوفرة في مطاعمها التي تنتمي الى كافة الاقطار الاسلامية والعربية، وعند الاتصال بهم نستطيع الترتيب للاحتفال بشكل جيد.
خديجة اوزلم |
عائلة عراقية مهاجرة استفادت من خدمات هذه الوكالة، ويقول السيد quot;القبيسيquot; اقمت حفل زواجي هنا بالترتيب مع هذه الوكالة، لم نكن نعرف كيفية اعداد حفل زواج على الطريقة العراقية بسعر مناسب في ميونيخ واعتقد ان الحفل نجح لانه اقيم في جو عربي .
لا ينشغل العروسان بأمور الاحتفال والتنظيم على الاطلاق، فالوكالة تهتم بكل شيء ابتداء من تصميم بطاقات الدعوة وانتهاء بفستان العروس، كذلك اعداد وترتيب اصناف الطعام واطباق الحلوى التي تحرص عليها الاسر المسلمة في احتفالاتهم ، اما ديكورات قاعات الاحتفالات فهي تختلف من قومية الى اخرى وبالشكل الذي يريده اصحاب الحفل.
و تقول: السيدةquot; اوزلم quot; ان حفلات الزواج العربي والتركي تتشابه كثيرًا، فهم يحتفظون تقريبًا بالطقوس نفسها.فهناك يوم الحناء الذي يسبق ليلة انتقال العروس الى عش الزوجية وتقول انها تقوم بترتيب ذلك بنفسها ففي المساء تقوم بتبليل الحناء بالماء ووضعها في صينية كبيرة مزينة بالشموع ثم تدور بها على الضيوفوسط الغناء والرقص والفرحة حتى تصل الى العروس التي تحني بها يديها او رأسها او ارجلها حسب رغبتها في ذلك .
الاسر التركية والعربية تهتم بالاحتفالات الضخمة
ان احتفالات الزواج العربي والتركي تحظى دائما بعدد وافر من المدعويين ويختلف من اسرة الى اخرى، وفي بعض الاحيان قد يصل الي 400 مدعو، ويقول quot;محمودquot; مصري يعمل في صناعة الحلوى quot;تطلب منا كميات كبيرة من اصناف الحلوى على الطريقة العربية او التركية في حفلات الزواج بالنظر الى ضخامتها او في الاحتفالات الدينية كالمولد النبوي والاعياد.
ولاتقتصر احتفالات المسلمين في المانيا فقط علي الاحتفالات الدينية وحفلات الزواج، بل يحتفلون ايضابالمواليد الجدد والطهور اوquot; ختان الاطفال الذكورquot;. ويبدو ان اهتمام المسلمين بإعداد حفلات ضخمة، ربما يرجع الى محاولة خروجهم من شعورهم بالعزلة في المحيط الذين يعيشون فيه الى رحاب اوسع بالتفاف الاصدقاء والاقارب حولهم ، وهذه المناسبات يجدون فيه فرصة لذلك.
بلدية ميونيخ استفادت ايضًا من عمل هذه الوكالة عندما طلبت منها تنظيمعدة فعاليات ومؤتمرات كان الاسلام طرفا فيها، وتقول quot;خديجة اوزلمquot; اننا نؤدي دورًا وسيطًا في تنظيم هذه الفعاليات ونتعاون مع بلدية ميونيخ في شهر رمضانمن خلال اقامة احتفال في المدينة.
وترى ان عمل الوكالة في تنظيم المؤتمرات والفعاليات مع الجانب الالماني هو من الاعمال الناجحة في المانيا وتقول انه ينمو باستمرار فلقد حققت الشركات والوكالات العاملة فيالسوق الالمانية في سنة 2008 ارباحا تصل قيمتها الى 2.08 مليار يورو مسجلة بذلك نمو قدره 4% عنالعام الذيسبقه وهو يتزايد باستمرار.
الاندماج عبر حفلات الزواج المختلط
في حفلات الزواج المختلط تبدو صور الاندماج بين عائلات المانية وعربية او تركية مهاجرة في احسن صورها، وفي مثل هذه الحالات تقوم الوكالة بتقسيم الاحتفال الواحد الى احتفالين احدهم على الطريقة العربية او التركية والآخر على الطريقة الالمانية التي تتمثل في الغالب في رحلة على ظهر احدى السفن في احدى بحيرات بافاريا الشهيرة حيث يرافق الاحتفال فرقة بافارية تعزف الموسيقي الفلكولورية، مما يعطي انطباعًا مؤثرًا عن حقيقة انسجام الثقافات وتداخلها بغض النظر عن التشويه الذي تلعبه السياسة في افساد علاقات الدول.
فرصة الزواج المختلط في الجيل الثاني من المسلمين في المانيا تبدو كبيرة، فهم لديهم مساحة اكبر من الحرية في اختيار شريك الحياة دون تدخل اسرهم واجبارهم على الزواج.
التعليقات