الطفلة اليمنية نجود

في الوقت الذي تنشر فيه الطفلة نجود سيرتها الذاتية قامت احتجاجات نسائية في اليمن ضد مشروع قانون يضع حداً أدنى لسن الزواج.

صنعاء: تظاهر الالاف من النساء أمس الاحد امام البرلمان في صنعاء استجابة لدعوة اوساط اسلامية ومحافظة احتجاجا على مشروع قانون يضع حدا ادنى لسن الزواج في اليمن. واتخذ التجمع شكل استعراض قوة ضد هذا القانون المثير للجدل الذي يمنع زواج الاناث تحت سن 17 عاما والذكور تحت 18 عاما. وجرى نقل المتظاهرات في حافلات من صنعاء والقرى المجاورة.

ورفع بعض المتظاهرات ومعظمهن يرتدين العباءات التي تغطيهن بالكامل نسخا من المصحف ولافتات تقول quot;لا تحرموا ما احله اللهquot; وquot;لا للتلاعب بحقوق النساءquot; او quot;القرآن والسنة فوق المعاهدات المخالفة لدينناquot;. ويرى الاسلاميون ان الاسلام لم يحدد سنا للزواج ويتذرعون بان النبي محمد تزوج عائشة وهي في التاسعة من العمر. ومن الشائع في اليمن، البلد القبلي تزويج الفتيات وهن في سن الطفولة.

واضطرت مجموعة من ممثلات اتحاد المراة اليمنية، وهي هيئة رسمية تدعم القانون، الى التراجع امام جمهور المتظاهرات الغاضبات. ونددت احدى المتظاهرات وتدعى ام عزيز بضغوط خارجية لتحديد سن الزواج.

في المقابل اكدت حورية مشهور احدى قيادات الاتحاد النسائي انه لا يوجد في الاسلام ما يحرم تحديد سن الزواج حيث لا يوجد اجماع بين العلماء في هذا الشان. ونددت باستخدام المعارضين لهذه المسالة التي تناقش في البرلمان منذ اب/اغسطس 2009.

وفي عام 2008 القت حالة الطفلة نجود محمود علي التي تم تزويجها وهي في الثامنة من العمر من رجل كبير قبل ان تتمكن من الحصول على الطلاق الضوء على وضع الاف الفتيات اللواتي تزوجن في سن صغيرة جدا.

وتحكي الطفلة اليمنية نجود علي في كتاب يحوي سيرتها الذاتية المروعة والذي لم تقرأه بنفسها حتى الآن كيف أُرغمت وهي في التاسعة من عمرها على الزواج من رجل عمره ثلاثة أمثال عمرها وتعرضها للاغتصاب والضرب قبل ان تصنع تاريخا في اليمن بالحصول على الطلاق.

ونشر الكتاب هذا الشهر باللغة الانكليزية في الولايات المتحدة تحت عنوان quot;أنا نجود..عمري عشرة أعوام ومطلقةquot; ومن المقرر نشره قريبا بالعربية حتى يتسنى للطفلة البالغة من العمر 12 عاما الآن ان تقرأ أخيرا قصتها التي جذبت اهتماما عالميا.

وقالت نجود في رسالة بالبريد الالكتروني أرسلتها بواسطة مترجمتها اليمنية والمخرجة السينمائية خديجة السلامي quot;لا أعرف ما فيه الكتاب سوى ما تم إبلاغي بشأنه. ما زلت انتظر قراءته بلغتي..لكنني أعتقد ان من المهم نشر قصتي لبقية العالم.quot;

ولدى الناشرون خطط لنشر الكتاب الذي كتبته الصحافية الفرنسية ديلفين مينوي كما روي لها بتسعة عشر لغة بعد ان ظهر الكتاب لأول مرة في فرنسا العام الماضي. وسلطت الأضواء قبل عامين على نجود بعد ان نشرت صحيفة يمن تايمز للمرة الأولى محنتها كطفلة عروس.

وسافرت نجود الى نيويورك بعد ان حصلت على لقب امرأة العام من مجلة جلامور لتصبح رمزا دوليا لحقوق المرأة. ويكشف الكتاب كيف وافق والدها الفقير الذي لديه أكثر من 12 طفلا على تزويجها وهي في التاسعة من العمر لرجل أكبر منها سنا.

وتقول نجود ان زوجها أخرجها من المدرسة واقتادها مع عائلته الى قرية حيث مارس الجماع معها بالاكراه في الليلة الأولى لزواجهما. وتستعيد نجود تلك الذكريات قائلة quot;مهما كنت أصرخ لم يأت أحد لمساعدتي. كان الأمر مؤلما بدرجة كبيرة وكنت وحيدة في مواجهة الألم.quot; وعندما سمح لها زوجها في نهاية المطاف بزيارة عائلتها في مدينة صنعاء انطلقت مسرعة وأوقفت سيارة أجرة وطلبت من سائقها التوجه بها الى المحكمة.

وحصلت بمساعدة المحامية شذا ناصر المتخصصة في مجال حقوق الانسان على قرار من المحكمة بتطليقها لتصبح أول طفلة عروس مطلقة في البلاد. لكن نهاية الكتاب ليست هي نهاية قصتها. وتقول المخرجة خديجة السلامي التي تتابع عملية تعليم نجود ان الطفلة اليمنية فصلت من المدرسة العام الماضي بسبب تخلفها الدائم عن الحضور حيث كانت مشغولة للغاية في التحدث الى وسائل الاعلام.

وبعد سماع قصتها ساعد الناشر الفرنسي ميشيل لافون عائلتها في شراء منزل. وتحاول نجود الآن التركيز على دراستها التي تدفع تكاليف نفقاتها من الأموال التي حصلت عليها نظير نشر قصتها. وقالت نجود عبر البريد الالكتروني quot;حياتي الآن في اليمن هادئة وأعيش مثل طفلة سعيدة من الطبقة المتوسطة. عشت العام الماضي حياه فقيرة بائسة.quot;

ودفعت قضيتها وقضايا فتيات مطلقات أُخريات بعدها المواطنين اليمنيين للمطالبة بحظر زواج الفتيات قبل سن الثامنة عشرة. لكن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) يقول ان ربع الفتيات في اليمن ما زلن يتزوجن في سن الخامسة عشرة.

وكما أشارت في مذكراتها فان زواج البنات الأطفال في اليمن تغذيه مجموعة عوامل تشمل انعدام حقوق المرأة والمصاعب الاقتصادية وثقافة تأسف على إلحاق العار بالعائلات مما يجعل من الصعب الإفصاح عنه. وسوف يتبين رد فعل المواطنين اليمنيين اذا نشرت القصة في نهاية الأمر هناك. وقالت السلامي ان الكتاب ساعد نجود ماديا رغم ان بعض اليمنيين يعتقدون ان الغرب يستغل قصتها لجني أرباح وتقديم صور سيئة عن اليمن.