تنفق شرطة لندن أكثر من 540 ألف دولار كل 24 ساعة لتوفير الحماية الأمنية لكبار الشخصيات والدبلوماسيين

ما أن بدأ دافع الضرائب البريطاني يجأر بالشكوى من أنه سيضطر لتحمّل التكلفة المالية لزيارة بابا الفاتيكان الرسمية للبلاد (16 إلى 19 من الشهر الحالي) بأكثر من 18.5 مليون دولار، حتى تلقى ضربة أخرى تهون زيارة البابا كثيرا مقارنة بها.

فقد كشف النقاب عن أن شرطة العاصمة تنفق 350 ألف جنيه (أكثر من 540 ألف دولار كل 24 ساعة لتوفير الحماية الأمنية لكبار الشخصيات والدبلوماسيين، أي 128 مليون جنيه (قرابة 200 مليون دولار) كل سنة.

وللعلم فإن تعبير laquo;دافع الضرائبraquo; ليس من قبيل الاستعارة ولا يستخدم هنا تجاوزا. ففي الديمقراطيات الغربية (الرأسمالية)، لا تتمتع الحكومات بأي أموال خاصة بها، وإنما تقوم ميزانياتها على أموال الضرائب. وبالتالي فإن استثماراتها وصادراتها ووارداتها ومشاريعها الداخلية والخارجية بدءا من إقامة رياض الأطفال والمتنزهات وحتى الدفاع والطاقة النووية لا تعود لها وإنما لدافع الضرائب. وعلى هذا النحو فهو laquo;الدولةraquo; وما الحكومة الا وكيله لإدارة شؤون البلاد نيابة عنه. ومن هنا تنشأ الانتخابات التي يختار بها دافعو الضرائب ممثليهم. وهذا هو، على نحو من التبسيط، ما يميّز الأنظمة الديمقراطية عن الشمولية والدكتاتورية الفردية.

من هذا المنطلق يأتي غضب الشارع البريطاني على حقيقة أنه مطالب، مثلا، بتغطية نفقات كبار الدبلوماسيين ويقول إن الصحيح هو أن تتكفل حكوماتهم بدفع فواتير تلك الحماية التي توفرها لهم شرطة العاصمة.