قال 79 في المئة من البريطانيين أنهم يعترضون على زيارة بابا الفاتيكان بنيديكت السادس عشر لأسباب شخصية.

يعم بريطانيا جدل ساخن يحيط بزيارة بابا الفاتيكان بنيديكت السادس عشر المزمعة الأسبوع المقبل. ويتعلق الجدل بتكاليف الزيارة التي ستوضع على كاهل دافع الضرائب لأنها مصنّفة laquo;زيارة دولةraquo;.

وارتفعت درجة حرارة الجدل بعدما علم أن تلك التكاليف ستبلغ 12 مليون جنيه (18.6 مليون دولار). واكتسب هذا الأمر بعدا آخر له، كما هو متوقع، على ضوء أن البابا هو رأس الفاتيكان الذي جرجرت سمعته في وحل فضائح أساقفته وقساوسته الجنسية بحق القصّر - أولادا بشكل رئيسي - حول العالم.

وفي استطلاع الكتروني أجري خلال عطلة نهاية الأسبوع وسط 2005 أشخاص، عارضت الأغلبية العظمى من البريطانيين الزيارة. فقال 77 في المائة إن من غير الإنصاف أن يتولى دافع الضرائب أمر الفاتورة الباهظة، بينما قال 79 في المائة إنهم يعترضون عليها laquo;من دوافع شخصيةraquo;.

ويذكر أن الزيارة البابوية ستبدأ في 16 من الشهر الحالي وتشمل انكلترا واسكتلندا. وتعود تكاليفها العالية، بشكل أساسي، الى الإجراءات الأمنية الصارمة العالية التي ستصاحبها. ورغم أن الكنيسة الكاثوليكية البريطانية ستساهم فيها بما بين 9 و10 ملايين جنيه (14 و15.5 مليون دولار على التوالي)، فسيبلغ العبء الواقع على خزانة المال العام 12 مليون جنيه أخرى.

وكشف الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة laquo;ثيوسraquo; البريطانية، وهي laquo;بنك عقولraquo; يعنى بالشوون الدينية، أمورا أخرى بينها أن 76 في المائة من المستطلعة آراؤهم يعترضون على تمويل الزيارة من لدن دافع الضرائب لأن البابا laquo;شخصية دينيةraquo;. وبينما قال 29 في المائة إنهم بعتقدون أن بريطانيا ستجني منفعة ما من الزيارة البابوية، اختلف 33 في المائة مع هذا الرأي.
وكان استطلاع سابق أجرته الكنيسة الكاثوليكية نفسها وسط عينة من ألف شخص - قبل الحديث عن تغطية تكاليف الزيارة من المال العام - قد أوضح أن 3 في المائة فقط laquo;يعترضون بشدة على زيارة الباباraquo; بينما قال 66 في المائة إنهم laquo; ليسوا مع الزيارة أو ضدهاraquo;.

وفي تصريح لفضائية laquo;بي بي سي نيوزraquo; الإخبارية، قال بول وولي، مدير بنك العقول ثيوس: laquo;من الواضح آن للجمهور البريطاني اعتراضا هائلا على دفعه فاتورة الزيارة، رغم أنه لا يعارض التعاليم الدينية والاجتماعية التي يمثلها البابا. وبحوثنا عموما، إضافة الى استطلاع الكنيسة الكاثوليكية، تظهر أن الجمهور هنا يجد الأمل في أن يتمكن الفاتيكان من إصلاح جسوره مع العالم بعد سلسلة الفضائح الجنسية التي رزح تحت وطأتها وألقت بظلالها على زيارات البابا للعديد من مدن العالم مؤخراraquo;.

ودافع ناطق باسم الحكومة الائتلافية عن الزيارة بقوله: laquo;الفاتيكان دولة معترف بها دوليا ولها نفوذ عميق في سائر أنحاء المعمورة، إضافة الى أن أكثر من مليار شخص يعتنقون المذهب الكاثوليكيraquo;.
وأضاف قوله: laquo;بابا الفاتيكان سيزور بريطانيا بدعوة من الملكة. وعلى هذا الأساس فالصحيح هو أن تغطي الحكومة البريطانية تكاليف زيارتهraquo;.