تجري شرطة سكوتلانديارد عددا من الفحوصات لتحديد فرضيّة تسميم عميل الاستخبارات غاريث وليامز.
كاميرات المراقبة التقطت غاريث وليامز وهو يدخل laquo;هارودزraquo; |
لندن: لا يزال الغموض يكتنف وفاة غاريث وليامز، عميل جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني MI6 laquo;إم آي 6raquo;، الذي عثرت الشرطة على جثته داخل حقيبة رياضية بلاستيكية في حمام شقته بقلب لندن قبل أسبوعين، وأقرت بأن ظروف وفاته laquo;لغز كبيرraquo;.
وحاليا تناشد الشرطة الجمهور التعرف على شاب وشابة وصفت ملامحهما بأنها laquo;شرق أوسطيةraquo; وبأنهما في العشرينات من العمر قالت إنهما طرقا باب شقة العميل ذات ليلة لم تحددها لكنها كانت في الآونة الأخيرة قبل وفاته.
وقالت إن شخصا فتح لهما البوابة العامة للمبنى الذي يضم الشقة.
ولا يعلم ما إن كان هذان الشرق أوسطيان قد دخلا الشقة فعلا أو ما إن التقيا بوليامز في تلك اللية أو في أي وقت آخر.
وتبعا لما تناقلته وسائل الإعلام البريطانية الثلاثاء، فإن شرطة سكوتلانديارد تنوي الآن إجراء عدد من الفحوصات لتحديد ما إن كان وليامز قد سُمم بمخدر نادر أو بالإشعاع على غرار ما حدث للعميل الروسي السابق المنشق الى بريطانيا، الكسندر ليتفنينكو، في نوفمبر / تشرين الثاني 2006.
وكان هذا الأخير قد سقط مريضا بينما كان يبحث في حادثة اغتيال الصحافية الروسية المعارضة للكرملين، آنا بوليتكوفسكايا، في شقتها بموسكو.
واتضح أنه مات مسموما بمادة البلونيوم 210 الإشعاعية، ووجهت أصابع الاتهام للعملاء الروس بتسميمه على ذلك النحو.
وكانت فحوصات السُمّيات الأولية التي أجريت على جثة وليامز قد أكدت خلوها من أي آثار للكحول و/أو المخدرات.
لكن تلك الفحوص لم تنظر وقتها في احتمال تسممه بالإشعاع.
وقالت تقارير صحافية لدى إعلان النبأ قبل أسبوعين أن جثة عميل إم آي 6، الذي كان في الحادية والثلاثين من عمره، تحمل آثار الطعن بأداة حادة عدة مرات، غيرأن الشرطة نفت هذا في وقت لاحق، وهو ما أضاف المزيد إلى الغموض لأنه يفتح احتمالات جديدة يستبعد أحدها قتله.
ويذكر أن وليام نازح الى العاصمة من هوليهيد في شمال ويلز، وكان يعمل في مركز التنصت GCHQ التجسسي في تشيلتنام، مقاطعة غلوسترشاير الانكليزية، وكان منتدبا من ذلك المركز الى مقر laquo;إم آي 6raquo; الواقع عبر نهر التيمز من شقته في حي بيمليكو.
لكن طبيعة عمله في جهاز الاستخبارات لم تعرف حتى الآن.
وعُلم أنه درس الرياضيات من جامعة كيمبريدج وقالت تقارير أخرى إنه كان يحمل شهادة الدكتوراه فيها.
وتحمل وفاته في طياتها عددا من الألغاز. فرغم عمله المرتبط بالتجسس، تستبعد الشرطة في الوقت الحالي أن يكون ضحية عمل إرهابي وتقول إنها ترجح أن تكون وفاته قد أتت في إطار حياته الشخصية رغم أنها لا تستبعد جريمة قتل.
كما أنها أقرت بأن رجالها عثروا في شقته على عدد من الهواتف النقالة وبطاقات تشفيرها مرصوصة بشكل laquo;طقوسيraquo; يدل على أن ثمة رسالة مخبأة لكنها غير معروفة في الوقت الحالي.
وقد أفرجت الشرطة عن شريط فيديو من كاميرات المراقبة العامة تظهره وهو يتجول، قبل ثمانية أيام من العثور على جثته، في حي نايتسبريدج الفاخر في وسط لندن ويدخل متجر laquo;هارودزraquo;. وقد أفرجت عن الفيديو عبر شاشات التلفزيون على أمل إنعاش ذاكرة من رأوه وقتها وربما تقدمهم بمزيد من المعلومات حول تحركاته السابقة لوفاته.
التعليقات