قال مسؤولون أميركيون أن شهرام أميري كشف عن مركز العمل السري للمفاعل النووي الإيراني

واشنطن، طهران: كشف مسؤولون اميركيون النقاب عن ان عالم الذرة الايراني شهرام اميري الذي عاد امس الى بلاده من الولايات المتحدة كان مخبرا للCIA داخل ايران منذ بضع سنوات .

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن هؤلاء المسؤولين قولهم ان اميري الذي كان يعمل في جامعة مالك اشطر بطهران كشف عن جعل هذه الجامعة مركزا للعمل السري الايراني في المجال النووي.

واضافت الصحيفة ان اميري quot;اثناء وجوده في ايران كان احد مصادرquot; تقرير تقييمي لاجهزة الاستخبارات عن البرنامج النووي الايراني صدر عام 2007 واثار جدلا شديدا.

واوضحت الصحيفة نقلا عن هؤلاء المسؤولين الاميركيين ان الباحث الايراني quot;قدم لسنوات عدة ما وصفه مسؤول بمعلومات على قدر كبير من الاهمية بشان الجوانب السرية لبرنامج بلاده النوويquot;.

وقد اعلن شهرام اميري الذي quot;خطفتهquot; المخابرات الاميركية قبل 14 شهرا حسب طهران، بعيد وصوله عند الساعة 5,30 (1,00 تغ) من صباح الخميس الى العاصمة الايرانية، انه لم يكن يعمل في المجال النووي،

وقال اميري للصحافيين في مطار طهران الدولي حيث كانت في استقباله زوجته وكذلك نائب وزير الخارجية الايراني حسن قشقوي quot;ليس لي اية علاقة بنطنز وفوردو (موقعين لتخصيب اليورانيوم). كانت لعبة من الحكومة الاميركية لممارسة ضغط على ايرانquot;. واضاف quot;لم اقم باية ابحاث في المجال النووي. انا باحث بسيط اعمل في جامعة مفتوحة امام الجميع وليس فيها اي سرquot;.

وبدا اميري مبتسما وملوحا بشارة النصر عند وصوله الى مطار طهران، حسب مراسلة وكالة فرانس برس.

ونفت الولايات المتحدة مجددا الاربعاء ان يكون اميري ارغم على المجيء الى الاراضي الاميركية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي quot;لا احد اجبره على المجيء الى هنا او على المغادرةquot;.

وامام سيل الاسئلة المتعلقة بأميري التي انهال بها الصحافيون على كراولي، قال المتحدث باسم الخارجية الاميركية quot;لن اتحدث اكثر عن اميري، لقد غادر الولايات المتحدة ويعود اليه ان يقرر ما اذا كان يعتزم الحديث عن تجربته هنا ام لا. لقد اعطيتكم كل ما لديquot;. وكان كراولي اكد سابقا ان اميري كان يقيم في الولايات المتحدة quot;بصفته مواطنا عادياquot;، مؤكدا ان تسجيلات الفيديو على موقع يوتيوب عن اميري quot;متناقضةquot;.

وكان اميري قال الثلاثاء في مقابلة مع شبكات التلفزيون الايرانية الحكومية انه موجود في مكاتب رعاية المصالح الايرانية في واشنطن بعدما نجح في الفرار من الاستخبارات الاميركية.

واضاف اميري quot;فوجئت فعلا بتصريحات وزيرة الخارجية الاميركية (هيلاري كلينتون) التي قالت ان كنت حرا هناك واني ذهبت بمحض ارادتي. لم اكن حرا. كنت بحراسة رجال مسلحين من الاستخبارات الاميركيةquot;. واوضح quot;في الشهرين الاولين، تعرضت لاسوأ عمليات التعذيب الجسدي والمعنويquot;.

من جانبها اكدت الولايات المتحدة الثلاثاء ان اميري موجود في الولايات المتحدة quot;بمحض ارادته (...) منذ بعض الوقتquot;. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي quot;انه بالتأكيد حر في الرحيلquot;، موضحا ان اميري ابلغ الولايات المتحدة برغبته في مغادرة البلاد.

ولم يوضح كراولي ما اذا كان اميري قدم معلومات عن طبيعة البرنامج النووي الايراني الذي تستهدفه الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة. كما رفض كراولي الادلاء باي تعليق عن طريقة وصول العالم الايراني الى الولايات المتحدة.

وبحسب وسائل الاعلام الايرانية فان شهرام اميري هو quot;باحث في النظائر المشعة الطبية في جامعة مالك الاشترquot; التابعة للحرس الثوري.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست الخميس ان اميري حصل على خمسة ملايين دولار من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) لتقديم معلومات عن البرنامج النووي الايراني. وقالت quot;واشنطن بوستquot; ان اميري quot;ليس مجبرا على اعادة الاموال لكنه قد لا يتمكن من الوصول اليها بعدما قطع تعاونه مع وكالة الاستخبارات المركزية وفق ما وصفه مسؤولون اميركيون، وعاد الى ايران فجأةquot;.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم انه قد يكون غادر الولايات المتحدة وعاد الى ايران quot;خوفا من ان تؤذي حكومة طهران عائلتهquot;. وقال مسؤول اميركي للصحيفة ان quot;كل ما حصل عليه (ماليا) بعيد عن متناول يده بفضل العقوبات المالية المفروضة على ايرانquot;. واضاف quot;لقد رحل لكنه لم يأخذ المال. معلوماته في حوزتنا وهو في حوزة الايرانيينquot;.

لكن المسؤول نفسه قال ان خسارة الولايات المتحدة لاميري قد يكلفها غاليا على صعيد الاستخبارات. وقال ان quot;الدعم (المالي) مرتبط بما فعله الشخص بما في ذلك كيف تم التأكد من صحة معلوماتهم بمرور الوقتquot;، مؤكدا quot;نحن لا نعطي شيئا مقال لا شيء.