الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس
برزت حالة من الإنقسام بين أقباط مصر بشأن بيان شيخ الأزهر الذي أكد فيه على الهوية الإسلامية لمصر، وكان مجمع البحوث الإسلامية قد أعلن ولأول مرة في بيان رسمي أن مصر دولة إسلامية بنص دستورها الذي يمثل العقد الاجتماعي بين أهلها

في الوقت الذي أكد فيه الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس ومطران دمياط وكفر الشيخ اتفاقه مع البيان الذي أصدره مجمع البحوث الإسلامية بخصوص تصريحاته المثيرة للجدل حول هوية مصر والقرآن الكريم ، اصدر مثقفون أقباط بيانا أخر اعترضوا فيه على ما جاء في البيان ، في خطوة تبرز انقساما قبطيا حول تصريحات الأسقف.

واكد بيشوى في بيان له اليوم الأحد بأن العقائد الدينية للمصريين جميعا خط أحمر لا يجوز المساس به عن قريب أو بعيد ، معربا عن شكره لما سماهquot; المنحى الكريم الذي طالما طالب به من قبلquot;، مؤكدا حرصه على سلامة الوطن بمسلميه ومسيحيه ومواقف الكنيسة في مواجهة الإساءة للأديان وحماية المقدسات سواء من الداخل أو الخارج.

وأكد بيشوي على مبدأ عدم تجريح الأديان ورموزها، وعدم المساس بالديانة الإسلامية على وجه الخصوص، مشيرا الى انه أشار الى هذه المبادئ في محاضرته باجتماع تثبيت للعقيدة الذي عقد في الفيوم الأربعاء الماضي.

ونفى بيشوى مجددا في بيانه اي ذكر للقرآن الكريم في المحاضرة سوى انه شجب بعض الغربيين المتطرفين في حرق نسخ منه، كما لم يذكر المسلمين أو الإسلام إلا في تأكيده فقط على أهمية حماية المسجد الأقصى والحقوق العربية.

بيد ان بيان صاحب الشأن ومفجر العاصفة لم يمنع بعض المثقفين الأقباط من إبداء غضبهم من بيان مجمع البحوث الإسلامية ، حيث أصدر مثقفون أقباط بيانا اعترضوا فيه علي بيان مجمع اكدوا فيه ان quot;الجماعة القبطية العلمانية ترفض رفضا قاطعا بيان الأزهر حول أن مصر دولة إسلامية، ونحن دولة مدنية quot;.

وأضاف البيان الذي حمل توقيع منظمة quot;شركاء من أجل الوطن quot; التي يرأسها المحامي القبطي ممدوح رمزي quot; نحن مع الأزهر في أن الأديان خط أحمر لا يجوز لأحد المساس بها، ولكننا أيضا مع الدولة المدنية العلمانية كخط أحمر لا يجوز المساس بها quot; ، مطالبا الأزهر بمراجعة بيانه حول الدولة العلمانية. وقال quot;نحن نرفض تدين الدولة ولا ينبغي لمؤسسة دينية أن تتدخل في الأمور السياسية وتتجاوز دور الدولة quot;.

وكان مجمع البحوث الإسلامية قد أعلن ولأول مرة في بيان رسمي أن مصر دولة إسلامية بنص دستورها الذي يمثل العقد الاجتماعي بين أهلها quot; مشيرا الى ان حقوق المواطنة مشروطة باحترام الهوية الإسلامية وحقوق المواطنة التي نص عليها الدستورquot;.

وأعرب المجمع عن صدمته لما نشر ‬منسوبا الى بيشوى من طعن علي القرآن الكريم وتزييف علي علماء المسلمين وأكد أن هذه التصرفات‮ ‬غير المسئولة تهدد في المقام الأول الوحدة الوطنية وتخدم الأهداف العدائية المعلنة عالميا‮ ‬علي الإسلام.

وأكد ايضا أن رفض هذه التصرفات ينبع من حرص‮ ‬علي أمن الوطن بمسلميه ومسيحييه‮ ‬وحماية الوحدة الوطنية ومواجهة الفتن‮.

وكان الأنبا بيشوي قد صرح في اجتماع عقد مع سفير مصر في قبرص، وحضره صحافيون، أنه يظن أن بعض الآيات في القرآن الكريم أضافها بعد وفاة النبي محمد أحد خلفائه، وأثارت هذه التصريحات ردودا شديدة لدى المسؤولين المسيحيين والمسلمين الذين توجسوا من خطر اندلاع توتر طائفي، حتى أن بيشوي أعلن الأربعاء أنه أسيء فهمه.

وقال الأنبا أن quot;سؤالي حول معرفة ما إذا كانت بعض الآيات أضيفت بعد وفاة النبي لا تشكل انتقادا، بل كانت مجرد سؤال حول بعض الآيات التي أظن أنها تناقض الدين المسيحي quot;كما أفادت صحيفة المصري اليوم. وتابع quot;لا افهم كيف تحول ذلك إلى انتقاد للإسلامquot;.

ومن المقرر ان يعقب البابا شنوة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية وبابا الإسكندرية في التليفزيون المصري مساء اليوم الأحد على تصريحات بيشوى وبيان الأزهر.