مهندس الاتصالات الاردني بشار أبو زيد المتهم بالتخابر لمصلحة إسرائيل

نفى مهندس الإتصالات الأردني بشار أبو زيد الذي يحاكم بتهمة التخابر لمصلحة إسرائيل، التهم المنسوبة إليه أمام محكمة في القاهرة. وكشفت التحقيقات أن متهمًا إسرائيليًا يُدعى أوفير هيراري طلب من أبوزيد توفير أعداد كبيرة من شرائح التليفونات لشركة موبينيل لتمرير المكالمات الدولية المصرية.


القاهرة: أنكر مهندس اتصالات أردني يحاكم بتهمة التجسس لحساب إسرائيل في مصر،كل التهم الموجّهة إليه أمام محكمة أمن الدولة العليا في القاهرةفي جلستها يوم الأحد.

وقررت المحكمة تأجيل محاكمة بشار أبوزيد، وإسرائيلي يدعى أوفير هيراري، بتهمة التخابر لمصلحة دولة أجنبية (إسرائيل) بهدف الإضرار بالمصالح القومية لمصر؛ إلى جلسة 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وفقًا لموقع quot;أخبار مصرquot;، التابع للتلفزيون الحكومي.

ويعمل أبو زيد (31 عامًا) مهندس اتصالات، وتتهمه نيابة أمن الدولة العليا المصرية بأنه قام quot;خلال الفترة من أكتوبر (تشرين الاول) 2010 حتى 14 مارس (اذار) 2011 في دائرة مصر القديمة (في القاهرة) وخارج جمهورية مصر العربية بالتخابر مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية بقصد الإضرار بالمصالح القومية (المصرية)quot;.

وكانت نيابة أمن الدولة العليا أسندت إلى المتهمين quot;قيامهما بتمرير المكالمات الدولية المصرية إلى داخل إسرائيل بهدف السماح لأجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية بالتنصت عليها والاستفادة بما تحمله من معلومات ورصد أماكن وجود وتمركز القوات المسلحة وقوات الشرطة وأعدادها وعتادها وإبلاغها إلى إسرائيل على نحو يضرّ بالأمن القومي المصريquot;.

وقال أبوزيد، الذي خرج من قفص الاتهام، إنه quot;لم يتخابر لمصلحة الموساد نهائيًا، وإن مجال عمله اقتصر على الاتصالات فقط، وإنه لم يسأل عن جنسية المتهم الثاني (ضابط الموساد) أو المتعاملين معهquot;.

واكدت التحقيقات أن المتهمين الأردني والإسرائيلي quot;اتفقا على تمرير المكالمات الدولية الواردة للبلاد عبر الانترنت داخل إسرائيل، وذلك بغرض السماح لأجهزة الأمن الإسرائيلية بالتنصت على تلك المكالمات والاستفادة بما تتضمنه من معلومات عن كل القطاعات في البلاد، مما يضرّ بالأمن القومي المصري ويعرضه للخطرquot;.

فقد كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة أن quot;المتهم الإسرائيلي طلب من المتهم الأردني بشار أبوزيد توفير أعداد كبيرة من شرائح التليفونات لشركة موبينيل لخدمات التليفون المحمول المصرية بغرض استخدامها في عملية تمرير المكالمات الدولية المصرية،quot; وفقًا للموقع.

وتبين من التحقيقات أن أبوزيد quot;قام بإرسال طرود عبر شركات البريد السريع الدولي تحتوي على وسائل إخفاء ومنها (دمية لعبة أطفال) بداخلها شرائح تليفونات محمولة تابعة لشركة موبينيل المصرية.. فضلاً عن إرسال وحدات تخزين رقمية محملة بالمعلوماتquot;.

وبسبب تدافع الصحافيين أمام قفص الاتهام أعاد حرس المحكمة ابراهيم الى الداخل، ثم عاد الى القفص قبل دخول هيئة المحكمة بدقائق. ودخل القفص رافعًا يديه بعلامة النصر.

وهزّ رأسه بالنفي حين سألته المحكمة عن التهم الموجّهة اليه.

وقال quot;أنا مهندس اتصالات، والمتهم الثاني مجرد مهندس موجود في السوق. وأنا ما مررتش المكالمات الدولية، وأنا تعاملت معه، ولا يهمني أن أعرف من هو، ولم أعطه أي معلومات عن مصر أو أي دولة عربية أخرىquot;.

ويحاكم هيراري غيابيًا. وفي قضايا التجسس لمصلحة إسرائيل، التي نظرت في مصر خلال السنوات الماضية، وأدين فيها عدد من المصريين، أحدهم على الاقل يحمل جنسية دولة غربية، لم تقدم مصر ضباط المخابرات الاسرائيليين المتهمين في تلك القضايا للمحاكمة، ولم تقل انهم عاشوا في البلاد أو مروا بها.

وطلب المستشار مكرم محمد عواد من المتهم الخروج من القفص ليرد على الاتهامات الموجه اليه. وطلب محاميه أجلاً للاطلاع على الاوراق. وقال للمحكمة quot;لم نر ملف القضية حتى بالعين المجردةquot;.

وحضرت والدة المتهم الجلسة، وكان باديًا عليها الارتباك، كما حاولت اخفاء وجهها عن المصورين.

وفي أغسطس/آب الماضي، أكد والد بشار، براءة ابنه من التهم الموجّهة إليه، مناشدًا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ومنظمات حقوق الإنسان، التدخل في قضية ابنه التي quot;أوقعه فيها الموساد الإسرائيلي بهتانًاquot;.

وقال والد بشار، المقيم للعمل في المملكة العربية السعودية منذ سنوات، لـCNN بالعربية عبر الهاتف، إن ابنه بات يعاني الإعياء التام وفقًا لما أخبرته به زوجته، التي زارته الأربعاء في سجن الطرة، وأبلغته أنه quot;تعرّض للضرب المبرح داخل السجن، وأجبر على التوقيع على اعترافات أخذت منه قسرًاquot;.

وروى أبو زيد بعضًا من تفاصيل عمل بشار بالقول quot;لقد عمل ابني مع أحد الأشخاص في فلسطين، من خلال الشراكة في جهاز تمرير المكالمات من مصر إلى الأراضي المحتلة بأسعار أقل، وبيع شرائح الاتصال لهم، لكن خلافًا حصل بينهما، وفضّت الشراكة بينهما، حتى إن بشار رفع دعوى قضائية وكسبها، وخلال بحثه عن شريك مجددًا، أشار عليه أحد أصدقائه إلى وجود شخص اسمه أوفير هيراري، يعمل في المجال عينه، وعرض عليه العمل معهquot;.

ويقول أبو زيد إن بشار quot;شارك في حراك الثورة المصرية منذ بدايتها، وإنه أبلغ عن تسلل ثلاثة من المسلحين من الجنسية الألمانية حاولوا اختراق قوى الحراك في منطقة عين الصيرة في مصرquot;، مؤكدًا أن ابنه quot;كان أحد أعضاء اللجان الشعبية في المنطقة مع بداية الثورة المصريةquot;.

وكان أبو زيد أوقف في نيسان/أبريل الماضي، وتم التحقيق معه أمام نيابة أمن الدولة العليا، التي أحالته للمحاكمة بتهمة quot;التخابر لمصلحة دولة اجنبية بقصد الإضرار بالمصالح القومية لمصرquot;.