كابول: بعد عشر سنوات من اندلاع الحرب في افغانستان تواصل الولايات المتحدة الدعوة الى استراتيجية هجومية تهدف الى اضعاف طالبان الى درجة تدفعهم الى التفاوض، لكن محللين يرون فكرة quot;القتال والحوار والبناءquot; هذه متناقضة ونتائجها غير مؤكدة.

وقبل نحو ثلاث سنوات من انتهاء انسحاب كل القوات الاجنبية من افغانستان المقرر في نهاية 2014، يركز الغربيون على البحث عن اتفاق سياسي مع المتمردين وان كانوا يواصلون القتال على الارض.

واعترفت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في اسلام اباد قبل ايام بان اتصالات تمهيدية جرت بين واشنطن وعدوتها اللدودة الاولى في افغانستان، شبكة حقاني القريبة من تنظيم القاعدة.

وقد عقد لقاء قبل الهجمات الكبرى التي استهدفت في ايلول/سبتمبر الماضي مصالح اميركية عدة في البلاد بينها السفارة الامركية في كابول.

وبدا موقف واشنطن التي ضربت في الصميم، اقل تصالحا حيال شبكة حقاني. وفي منتصف تشرين الاول/اكتوبر، شنت القوات الافغانية وقوات حلف شمال الاطلسي -- بقيادة الولايات المتحدة -- quot;هجوما واسعاquot; على معاقلها في شرق افغانستان المحاذي لباكستان.

واعترفت كلينتون بنفسها الجمعة في اسلام ابد بان الاسلوب الاميركي القائم على القتال والحوار يمكن ان quot;يبدو متناقضا بحد ذاتهquot;.

لكنها قالت مبررة ذلك ان quot;سنوات طويلة من التجربة كشفت ان الشقين هما اللذان سيقنعان البعض بالقدوم للتفاوض ويخلصان الآخرين المعارضين بشكل كامل للسلامquot;.

ورأى توماس راتينغ الخبير في حركة التمرد في افغانستان في شبكة المحللين quot;اناليستس نيتووركquot; مركز الابحاث التي يتخذ من كابول مقرا له انه quot;من المهمquot; ان كلينتون quot;لم تستبعد حلا سياسيا مع المتمردينquot;.

واضاف quot;انه امر جيدquot; لانه من الضروري اجراء محادثات تمهيدية.

الا انه شكك في الشق العسكري وفي قدرة الغارات وعمليات القصف على اضعاف المتمردين بدرجة كافية لاجبارهم على التفاوض. وقال quot;اعتقد ان ذلك سيجعلهم اكثر رغبة في التحديquot;.

وقوض اغتيال الرئيس الافغاني الاسبق برهان الدين رباني الذي كان مكلفا الاتصال بالمتمردين لاجراء مفاوضات سلام، على يد رجل ادعى انه مبعوث لطالبان في 20 ايلول/سبتمبر الماضي الآمال الضئيلة بالتدم على طريق المفاوضات.

وبينما ما زال يصعب تقييم أثر العمليات العسكرية على الارض، يخدم الوقت مصلحة المتمردين الذين حققوا تقدما في السنوات الاخيرة، وليس حلف شمال الاطلسي.

وحاليا، وعلى الرغم من الضغوط الاميركية، ترفض باكستان الراعية التاريخية لطالبان في التسعينات، ان تهاجم عسكريا القواعد الخلفية لشبكة حقاني المتمركزة داخل حدودها.

وفي المنطقة قلة هم الذين يعتقدون ان الاميركيين يعرفون فعلا طريقة للخروج مرفوعي الرأس من هذا النزاع الاطول في تاريخهم والذي اسفر عن مقتل 1800 من جنودهم او حوالى ثلاثة آلاف جندي اجنبي في المجموع.

وقال امتياز غل المدير التنفيذي لمركز الابحاث والدراسات حول الامن في اسلام اباد quot;انهم يتمسكون بما يستطيعون فعلهquot;.

واضاف ان تنظيم انتخابات فدرالية كل سنتين في الولايات المتحدة quot;يجعل من الصعب جدا تبني استراتيجية متماسكة في هذا الشأن على الامد الطويل لاوباما ولاي رئيس آخر.

اما العقدة الثانية فهي حسب راتيغ غياب التفاهم بشأن اتفاق لتقاسم السلطة في افغانستان بسبب عداء الطاجيك والاوزبك في الشمال لاي مفاوضات مع طالبان الذين ينتمي معظمهم الى الباشتون الاتنية المنافسة لهم في جنوب وشرق البلاد.

وقال الباحث ان طالبان قد لا يكونون مستعدين لقبول افغانستان تعدديةquot;، معتبرا ان وقفا غير رسمي لاطلاق النار سيكون وسيلة مثلى لاختبارهم.

وتابع راتيغ انه على واشنطن الامتناع عن السعي quot;لاذلالquot; المتمردين اذا كانت تريد السلام.