يشارك نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبد العزيز بن عبد الله ممثلا لبلاده في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب السبت المقبل بالقاهرة.

الدول العربية اتهمت في وقت سابق الحكومة السورية بعدم تنفيذ التزاماتها


الرياض: يشارك نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبد العزيز بن عبد الله ممثلا لبلاده في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب السبت المقبل في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لبحث مستجدات الأوضاع على الساحة السورية.

ويسبق اجتماع المجلس اجتماع يعقد الجمعة للجنة الوزارية المنبثقة منه لمتابعة الأوضاع السورية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري وعضوية مصر والجزائر والسودان وسلطنة عمان والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.

يذكر أن جامعة الدول العربية اتهمت في وقت سابق الحكومة السورية بعدم تنفيذ إلتزاماتها التي وافقت عليها في خطة العمل العربية.
وتتوقع مصادر ديبلوماسية أن يكون الاجتماع الوزاري عاصفا بعد الانتقاد الشديد اللهجة الذي وجهه مندوب سوريا لدى الجامعة يوسف الأحمد لكل من العربي ونائبه احمد بن حلي على تصريحات أدليا بها الأحد الماضي إذ أوحيا أن الحكومة السورية لم تتقيد بمضمون الخطة العربية التي وافقت عليها الأسبوع الماضي.

وقال السفير الأحمد إلى أن العربي تجاوز صلاحياته وquot;نصب نفسه حكماquot;
وتقول الحكومة السورية إنها تعاملت بإيجابية مع مبادرة الجامعة العربية وتبذل كل الجهد لتطبيقها،متهمة الولايات المتحدة الأميركية بـquot;التورّط الفعليquot; بالأحداث الدامية في سوريا.
ووجّه وزير الخارجية السوري وليد المعلم رسائل إلى وزراء خارجية روسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل وإلى رئيس وأعضاء اللجنة الوزارية العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن.

وقال المعلم في الرسائل إنه quot;بعد أن إتخذت سوريا خطوة هامة جداً لوقف العنف بأن دعت حَمَلة السلاح إلى تسليم سلاحهم وأن يصار إلى إخلاء سبيلهم فوراً،فوجئت بتاريخ 4-11-2011 بدعوة الناطقة بلسان وزارة خارجية الولايات المتحدة الأميركية لهؤلاء المسلحين بعدم تسليم أسلحتهم إلى السلطاتquot;.وأضاف أن سوريا quot;ترى في دعوة الخارجية الأميركية للمسلحين عدم تسليم أسلحتهم تورطاً مباشراً للولايات المتحدة بإحداث الفتنة والعنف في سوريا التي كلّفت الشعب السوري جيشاً وشرطة ومواطنين الكثير من الضحايا الأبرياءquot;.

وأوضح أن بلاده quot;ترى في دعوة الولايات المتحدة هذه تشجيعاً للمجموعات المسلّحة على الإستمرار في عملياتها الإجرامية ضد الشعب والدولة، ونفياً واضحاً لسلمية التحركات في سوريا ورغبة وعملاً ومحاولة لتعطيل عمل جامعة الدول العربية ومبادرتها التي تعمل على وضع حد للأزمة واستعادة الأمن والإستقرار للمواطنينquot;.

من ناحيته اعتبر وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أن مبادرة الجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا قد quot;ماتتquot; وقال أن الدول العربية تتحمل مسؤولية كبرى تجاه الوضع هناك وعليها ممارسة ضغوط كبيرة على دمشق،مشيرا الى استعداد بلاده للاعتراف بالمعارضة السورية.

واستبعد جوبيه في حديث صحفي الثلاثاء الماضي القيام بعملية عسكرية ضد دمشق، معتبرا أن quot;عقيدةquot;بلاده تقوم على اشتراط تفويض من مجلس الأمن الدولي لأي تحرك ضد سوريا.
وقال جوبيه انه يعتقد أن المبادرة العربية تجاه سورياquot; ماتت ولكن هذا لا يعني أنه لا يتعين الاستمرار في الجهودquot;.

وهاجم جوبيه الرئيس السوري بشار الأسد قائلا quot;ليست المرة الأولى التي يعد بها بشار الأسد بالقيام بشيء ثم يقوم بعكسه.لقد تحدثت مطولا مع نظيري التركي (أحمد داود أوغلو) الذي التقى الأسد منذ عدة أسابيع لستّ ساعات.وفي نهاية اللقاء اتفقا على عدد من الإجراءات ولكن في اليوم التالي سقط 10 أو 15 قتيلا.أعتقد أنه لم يعد من مجال للثقة في تصريحات بشار الأسدquot;.
وأضافquot;أعتقد أن النظام فقد اليوم كليا شرعيته،وأنه في لحظة أو أخرى يتعين تغييرهquot;.

وأشار إلى انه quot;بالغ القلق لجهة توقع مزيد من تدهور الوضع،في سوريا ولأنني أرى أن احتمالات حصول تحول للنظام قليلة للغاية.لذا فإن رأيي أن هناك مسؤولية كبرى تقع على كاهل الدول العربية التي يعود إليها أن تمارس ضغوطا متصاعدة من أجل أن تتطور الأمور في سورياquot;.

وأعلن استعداد بلاده للاعتراف بالمعارضة السورية quot;شريطة أن ينجزوا تنظيم أنفسهم. اليوم، المعارضة السورية ما زالت منقسمة على نفسها، بناها غير واضحة.ولكنني لا أستبعد أبدا الاعتراف بالمجلس الوطني السوري الذي يقوم بجهود من أجل تجميع صفوف المعارضةquot;.

وتشهد سوريا منذ 15 مارس/آذار الماضي مظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط النظام،قالت الأمم المتحدة إن حصيلة القتلى خلالها تجاوزت 3500 قتيل،فيما تقول السلطات السورية إن الحصيلة 1500 قتيل بينهم 800 رجل أمن.

وتتهم السلطات السورية مجموعات مسلّحة مدعومة من الخارج بإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الأمن.