الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز يحيي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عقب وصول الأخير الى الرياض لتوقيع اتفاق نقل السلطة (23 تشرين الثاني 2011) |
هناك فرصا حقيقية لنجاح اتفاق نقل السلطة في اليمن خصوصا بسبب الاستثمار السياسي على اعلى المستويات، وبالتحديد رعاية السعودية، إلا أنه سيواجه تحدي إصرار الشباب على اكمال ثورتهم وإعادة هيكلة القوات المسلحة. هذا وادان الرئيس علي عبدالله صالح مقتل متظاهرين برصاص موالين له، وطلب محاسبة المسؤولين.
صنعاء: يحظى اتفاق نقل السلطة في اليمن بفرص حقيقية للنجاح لاسيما بسبب الرعاية السعودية الرفيعة، الا انه سيواجه تحدي اشراك الشباب المصرين على اكمال quot;ثورتهمquot;، واجراء اعادة هيكلة حقيقية للقوات المسلحة التي يسيطر عليها اقرباء الرئيس اليمني، بحسب محللين.
كما ان مشاكل البلاد القديمة وغير المعالجة قد تطفو مجددا الى السطح كالقضية الجنوبية ومسألة الحوثيين وتنظيم القاعدة.
ومقتل خمسة متظاهرين الخميس بنيران المدنيين المسلحين الموالين للرئيس علي عبدالله صالح بعد ساعات فقط من توقيعه المبادرة الخليجية لانتقال السلطة يذكر بان اليمن ما يزال بعيدا جدا عن حل شامل لازمته، لكن quot;القطار بات على السكةquot; بحسب المحلل فارس السقاف.
وقال السقاف الذي يدير مركز دراسات المستقبل في صنعاء quot;هناك تجارب مريرة سابقة مع صالح من حيث الانقلاب على الاتفاقات، لكنه الآن وقع على المبادرة وخيارات عدم التنفيذ محدودة جدا بالنسبة له لانه بات تحت المراقبة والمتابعة من السعودية وكل المجتمع الدوليquot;.
واقر بان اقرباء صالح الذي يسيطرون على المناصب الحساسة في المنظومة الامنية quot;لا يوافقون على توقيع المبادرة وقد يعملون على اظهار اي حادثة على انها خرق للاتفاق من قبل المعارضة ويعيدون خلط الاوراقquot;.
كما رأى ان صالح quot;كما نعرفه يمكن ان يشعل الامور، لكن في الواقع لقد حقق مكاسب كافية وهو الآن مثل البهلوان الذي يؤدي عرضا مبهرا لكنه في النهاية يصاب بالاعياء، وصالح تعب فعلا من الرقص على رؤوس الافاعيquot;، وهي العبارة التي استخدمها صالح في السابق لوصف حكمه لليمن.
وحصل صالح بموجب الالية التنفيذية للمبادرة الخليجية على مخرج جيد من السلطة اذ سيبقى رئيسا للبلاد بصفة شرفية لمدة تسعين يوما يمارس خلالها نائبه الصلاحيات الاساسية، كما حصل على حصانة قانونية من الملاحقة القضائية.
من جهته، قال ابراهيم شرقية المحلل في معهد بروكينغز في الدوحة ان quot;هناك فرصا حقيقية لنجاح المبادرة ولا يجب التقليل من شأن التوقيعquot; خصوصا بسبب quot;الاستثمار السياسي على اعلى المستويات، وبالتحديد رعاية الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي تدل على متباعة سعودية قوية للتطبيقquot;.
كما ان وحدة الموقف الدولي والاجماع في مجلس الامن الذي تمثل بالقرار 2014 الداعم للمبادرة الخليجية تقوي فرص النجاح.
لكن المطبات كثيرة في هذا البلد الفقير المنهك الذي تتمتع فيه القبائل المسلحة بنفوذ كبير ولن يتمكن من الخروج بسهولة من تركيبة حكم صالح الذي استمر 33 عاما.
ويرى شرقية ان اهم التحديات ستكون اعادة هيكلة الاجهزة العسكرية والامنية التي يسيطر عليها ابناء صالح وابناء اخوته، فاعادة الهيكلة جزء من اتفاق نقل السلطة.
وقال المحلل في هذا السياق quot;هذا هو الاختبار الحقيقي. هل سيتم تغيير النظام او تغيير علي عبدالله صالح؟ هل سيتم اقصاء احمد نجله الذي يقود الحرس الجمهوري مع ابناء عمه؟ بقاؤهم يعني بقاء النظامquot;.
كما اشار الى المعضلة الاخرى المتمثلة برفض quot;شباب الثورة السلميةquot; للاتفاق واصرارهم على محاكمة صالح.
وبحسب شرقية، فان المعارضة البرلمانية التي وقعت المبادرة في الرياض مع صالح quot;لا تملك شرعية تمثيل الشباب المحتجينquot; الذين يبدون منقسمين بين مناهض بشراسة للمعارضة وراغب في منحها فرصة. وفي كل الاحوال يصر الشباب على quot;متابعة الثورة حتى اسقاط النظامquot;.
كما ان الحصانة التي تمنحها المنظومة السياسية القبلية في اليمن لصالح برعاية دولية قد لا تكون كافية بالنسبة لعائلات المتظاهرين الذين قتلوا، فهي يمكنها ان تلجأ الى القضاء الدولي.
وبحسب شرقية، quot;يجب اشراك المعارضة الشبابية لانجاح المبادرة، وهذا يمكن ان يكون من خلال تشكيل الحكومة الائتلافيةquot; التي ستشكلها شخصية من المعارضة البرلمانية التي quot;فوتت فرصة اشراك الشباب في التوقيع، ولا يجب ان تفوت فرصة اشراك الشباب في الحكومةquot; على حد قوله.
وبدوره يرى المحلل اليمني علي سيف حسن ان quot;الرعاية السعودية والدعم الدولي للتوقيع سيضمنان الى حد كبير نجاح التطبيقquot;.
وبحسب هذا المحلل، فان اطراف quot;النزاع الاسريquot; في اليمن، اي الصراع بين صالح وآل الاحمر الذي حول في الاشهر الاخيرة quot;الثورة السلميةquot; الى صراع دام في شوارع صنعاء وتعز، quot;جميعهم موالون للسعوديةquot;.
ورأى ان quot;كل الاطراف التي يمكنها ان تعرقل الحل هي تحت السقف السعوديquot;.
لكن حسن يرى ان الطريق صعبة جدا ويتخوف من تشكيل quot;حكومة ضعيفةquot; غير قادرة على اخذ قرار، بما يشكل quot;تكرارا للمشهد المصريquot;.
وستكون هذه الحكومة غير قادرة بحسب حسن على مواجهة quot;المشاكل القديمة التي ستعود لتظهر وخصوصا قضيتي الجنوب والمتمردين الحوثيين في الشمال اضافة الى القاعدةquot; التي يسيطر مسلحوها حاليا على اجزاء واسعة من محافظتي ابين وشبوة الجنوبيتين.
وكون نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي جنوبيا سيساعد في معالجة ازمة الحراك الجنوبي الذي يطالب بالانفصال وخفتت مطالبه على وقع الحركة المناهضة للنظام.
لكن الاكيد ان صالح لو خرج فعلا، سيكون حظي بافضل مخرج بين رؤساء دول الربيع العربي الاربع التي شهدت تغييرا حتى الآن، فهو لم يقتل، ولن ينفى ولن يحاكم.
وقال علي سيف حسن ان صالح quot;سيظل لاعبا اساسيا في اللعبة اليمنية، وهو وقع على المبادرة من على كرسي ملكي في الرياض. هو حصاد ماهر وقد اتيح له مخرج مشرف جدا جداquot;.
صالح يطلب محاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين
وادان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مقتل خمسة متظاهرين الخميس برصاص موالين له، وطلب من السلطات الامنية القبض على المسؤولين عن هذا العنف لمحاسبتهم، حسبما افاد بيان رسمي نقلته وكالة الانباء اليمنية.
وذكر البيان ان صالح الذي وقع الاربعاء اتفاقا نقل بموجبه سلطاته الى نائبه عبد ربه منصور هادي quot;ادان اعمال العنف التي حدثت اليوم في العاصمة صنعاء وراح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحىquot;.
وبحسب البيان، وجه صالح quot;وزارة الداخلية بالتحقيق الفوري والكامل واحالة مرتكبي هذه الجريمة الى العدالة من اي طرف كانquot;، معربا عن quot;اسفه لاستمرار القوى والعناصر التي لا تريد الأمن والاستقرار والسلام في الوطن والتي تعمل على اشعال فتيل الحرب واثارة الفوضى كلما لاحت بارقة امل في تحقيق الامن والسلام في الوطنquot;.
قتل خمسة متظاهرين واصيب 34 آخرون بجروح في صنعاء الخميس برصاص اطلقه مدنيون موالون للرئيس صالح على تظاهرة شبابية مناهضة للمبادرة الخليجية ومطالبة بمحاكمته، كما افاد مصدر طبي وكالة فرانس برس.
وكان المحتجون يتظاهرون رفضا للمبادرة، التي وقعها الرئيس اليمني مساء الاربعاء وحصل بموجبها على خروج مشرف من السلطة وعلى حصانة قضائية.
واعرب صالح في البيان عن quot;تطلعه الى عدم تكرار ما حدث من اعمال العنف والتحلي بضبط النفسquot; معتبرا ان من يقوم بهذه الأعمال ... انما يريد جر البلاد الى العنف والفوضى والدمار والتخريبquot;.
التعليقات