وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي يصلون الرياض |
كما أكدت quot;إيلافquot; في وقت سابق، وقع الرئيس علي عبدالله صالح مع ممثلي المعارضة على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية في الديوان الملكي السعودي برعاية العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
سلطان عبدالله من الرياض، وكالات: وقع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اليوم الأربعاء في الرياض المبادرة الخليجية لنقل السلطة في اليمن ما يفتح الباب أمام نهاية الأزمة الحادة التي يشهدها هذا البلد منذ اكثر من عشرة اشهر.
ووقع صالح على المبادرة بحضور الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كما وقع عليها وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، كون بلاده ترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي.
وبعيد توقيع المبادرة، قام ممثلون عن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن وعن المعارضة بالتوقيع على الالية التنفيذية للمبادرة، وهي آلية تحدد بالتفصيل ملامح المرحلة الانتقالية في اليمن.
وأكد علي عبدالله صالح أن الخلاف الحاصل في اليمن منذ 10 أشهر أدى إلى إحداث تصدع في الوحدة الوطنية وتدمير ما بني خلال سنوات ماضية في مجال بناء الانسان والتنمية، قائلا إن ما جرى يحتاج إلى عشرات السنوات لاعادة بناء ما خلفته الازمة الطاحنة.
يأتي ذلك في الوقت الذي، أكد فيه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن الحقد للأعداء فقط، متوجها لصالح: quot;اتمنى ازالة كل حقد .. الحقد للاعداء فقط.quot;.
وأكد العاهل السعودي أن اليمن تبدأ صفحة جديدة في تاريخ اليمن.
وقال الملك عبد الله: quot;اليوم تبدأون صفحة جديدة من تاريخكم، وتحتاج منكم اليقظة، وتحديد الأهداف وتحمل المسؤوليةquot;.
وحذر الملك عبد الله من الفرقة والاختلاف، وقال: quot;الاختلاف لن يؤدي إلا إلى الفوضى، والدخول في متاهات لا يعلمها إلا اللهquot;،مؤكداً التمسك بما تم الاتفاق عليه،والعفو عما سلف،محذراً من الانتقام.
وفي عودة لصالح، فقد وصف حادثة اغتياله بالمؤامرة الكبيرة والفضيحة التي حدثت في جامع دار الرئاسة في صنعاء، مبينا ان إسرائيل رحمت الشيخ أحمد ياسين عندما اغتالته وانتظر خروجه من الجامع، على نقيض من أراد تصفيته في الجامع الرئاسي.
وقال quot;فما بالكم نحن المسلمين والعرب والاشقاء الى اين وصل هذا الحقد الدفين والثقافة التي ليست من ثقافتنا العربية والاسلاميةquot;.
ونوه صالح بأن ما جرى في وطننا العربي وهي رياح هبت من المغرب العربي وصولا الى المشرق العربي، لافتا إلى أنها quot;ثقافة تأثيرية وليست برامجيةquot;.
وأشار صالح إلى أن ما حصل quot;اجندة خارجية ننفذها نحن العرب والمسلمين نأسف لما حدث في اليمن وكنا نطمح الى ان يتم التبادل السلمي للسلطة بطرق سلسلة وديمقراطيةquot;.
وأكد صالح أن حزبه لم ينفرد بالسلطة منذ بداية تسلمه الحكم، مبينا أن المعارضة هي من رفضت المشاركة، مرحّبا بهم في حكومة وحدة وطنية بتعددية سياسية.
وتساءل صالح: كيف نتحدث عن الانتقال السلمي والسلس بعد زهق الارواح؟، لماذا لم نبحث عن شراكة منذ البداية؟
ورأى صالح أن المهم ليس التوقيع بل حسن النوايا، مشيرا إلى أن العمل بشكل جاد ومخلص بداية لشراكة حقيقة لاعادة بناء ما خلفته الازمة.
وأضاف quot;نتطلع الى ان يشهداشقاؤنا في السعودية وقادة مجلس التعاون وكذلك الامم المتحدة على سير تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة بتنفيذ ما نصت عليهquot;.
وكان مراسلquot;إيلافquot; قد قال نقلاً عن مصادر خليجية موثوقة إن العاهل السعودي سيرعى التوقيع على المبادرة الخليجية لنقل السلطة في اليمن.
وكانت إيلاف أيضا أكدت أن التوقيع سيتم في الديوان الملكي السعودي بحضور كبار المسؤولين السعوديين إضافة إلى وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي.
وسبق أن وقعت المعارضة في نيسان/ أبريل الماضي على المبادرة الخليجية، ووقعت اليوم الأربعاء إلى جانب حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم على الآلية التنفيذية للمبادرة بعد أن تم الاتفاق على صيغتها، وهي آلية تحدد جدولا زمنيا مفصلا للفترة الانتقالية في اليمن. وبحسب مصادر سياسية معارضة وموالية، فإن الآلية التنفيذية تقسم الفترة الانتقالية إلى مرحلتين.
وتتضمن المرحلة الأولى تسليم الرئيس اليمني فور توقيعه على المبادرة صلاحياته الدستورية إلى نائبه عبد ربه منصور هادي، ولكن مع بقائه رئيساَ شرفياً من دون القدرة على نقض قرارات نائب الرئيس، وذلك لمدة تسعين يوما إلى جانب إعفاء كل المسؤولين الأمنيين والعسكريين السابقين في عهد الرئيس صالح من مناصبهم بمن فيهم ابن الرئيس (رئيس الحرس الجمهوري) وتوفير ضمانات له وللمقربين له بعدم المحاكمة والملاحقة.
أما المعارضة فيتعين عليها أن تقدم فوراً بعد التوقيع على الآلية، مرشحها لرئاسة حكومة الوفاق الوطني التي ستتألف بمشاركة الحزب الحاكم والمعارضة. وتنص الآلية التنفيذية على أن يقدم الحزب الحاكم والمعارضة أسماء مرشحيهم لحكومة الوحدة في غضون أسبوع. وفي 29 نوفمبر/ تشرين الثاني تقدم إلى البرلمان صيغة الضمانات التي تمنح الرئيس صالح ومعاونيه حصانة من الملاحقة القانونية.
وفور إقرار هذه الضمانات من قبل البرلمان يدعو نائب الرئيس إلى انتخابات رئاسية مبكرة في غضون 90 يوما، على أن تكون هذه الانتخابات توافقية يتم فيها انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا لمدة سنتين. كما يفترض أن تشكل لجنة برئاسة نائب الرئيس اليمني تهتم بإعادة هيكلة القوات المسلحة وبإزالة المظاهر المسلحة من الشارع.
وبعد الانتخابات الرئاسية المبكرة، تبدأ المرحلة الانتقالية الثانية التي تستمر سنتين، ويتم خلالها إجراء حوار وطني شامل لحل مشاكل اليمن الكبيرة، لا سيما القضية الجنوبية (مطالب الحراك الجنوبي بالانفصال). وتنتهي هذه المرحلة الثانية بانتخابات رئاسية وبرلمانية عامة.
وجاء هذا التطور بعد أن تمكن مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر وبدعم من الولايات المتحدة ودبلوماسيين أوروبيين من التوصل إلى تسوية لتنفيذ اتفاق نقل السلطة الذي صاغته الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
وتسبب الجمود السياسي بسبب الاحتجاجات التي تطالب بإنهاء حكم صالح الممتد منذ 33 عاما في إشعال الصراع مع الإسلاميين والانفصاليين في اليمن ما هدد بحالة فوضى في بلد تعتبره واشنطن خط مواجهة مع تنظيم القاعدة.
وقال دبلوماسيون ومسؤولون في المعارضة إن صالح سافر إلى السعودية لان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني رفض الذهاب إلى صنعاء لحضور مراسم التوقيع. وقال مسؤولون إن الزياني شعر بالحرج من قبل عندما أبقى صالح شخصيات كبيرة تنتظر قبل أن يرفض توقيع المبادرة.
واضطر صالح إلى السفر للسعودية للعلاج من إصابات لحقت به في محاولة اغتيال تعرض لها في يونيو/ حزيران بعد آخر مرة رفض فيها توقيع الاتفاق ما أسفر عن اشتباكات في الشوارع دمرت أجزاء من العاصمة صنعاء.
الشباب المحتجون في اليمن يرفضون خطة انتقال السلطة
من جهة ثانية اكد الشباب المحتجون المعتصمون في ساحة التغيير في صنعاء الاربعاء رفضهم لاتفاق نقل السلطة في اليمن واصرارهم على محاكمة الرئيس علي عبدالله صالح، بحسب ما افاد المسؤول الاعلامي في اللجنة التنظيمية لشباب الثورة السلمية.
واكد وليد العماري لوكالة فرانس برس الدعوة الى quot;مسيرة مليونية تصعيدية لرفض التوقيع على المبادرة الخليجيةquot; التي قال انها لا تعني الشباب.
وافاد مراسلو وكالة فرانس برس ان حالة من الغليان تسود ساحة التغيير منذ التوقيع في الرياض على اتفاق نقل السلطة الذي يمنح الرئيس اليمني خروجا مشرفا وحصانة من الملاحقة القانونية.
وهتف المتظاهرون quot;لا حصانة لا ضمانة، لعلي صالح واعوانهquot;.
وقال العماري في هذا السياق ان quot;المبادرة الخليجية لا تعنينا ولن نتزحزح من الساحات حتى يتم تحقيق كامل اهداف الثورة التي خرجنا من اجلها وخصوصا محاكمة صالح وبقايا النظامquot;.
بان: صالح سيتوجه الى نيويورك بعد توقيع اتفاق نقل السلطة
إلى ذلك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح سيتوجه الى نيويورك لتلقي العلاج الطبي بعدما وقعاتفاقنقل السلطة. وقال بان كي مون للصحافيين ان صالح اوضح برنامجه في مكالمة هاتفية معه الثلاثاء. واضاف quot;سياتي الى نيويورك بعد توقيع الاتفاق لتلقي العلاجquot;.
اوباما يدعو الى التطبيق الفوري quot;لعملية الانتقال التاريخيةquot;
حث الرئيس الاميركي باراك اوباما اليمن الاربعاء على التطبيق الفوري للاتفاق الذي وافق بموجبه الرئيس علي عبد الله صالح على تسليم السلطة بعد 33 عاما من الحكم.
وقال اوباما في بيان مكتوب quot;الولايات المتحدة ستواصل الوقوف الى جانب الشعب اليمني مع بدئهم عملية الانتقال التاريخيةquot;.
ووقع صالح الذي واجه احتجاجات معارضة له منذ كانون الثاني/يناير الماضي، اتفاقا في الرياض الاربعاء بعد اشهر من التاخير شهدت تدهور الاحتجاجات الى اضطرابات دامية.
وتتضمن المرحلة الاولى تسليم الرئيس اليمني فور توقيعه على المبادرة صلاحياته الدستورية الى نائبه عبد ربه منصور هادي، ولكن مع بقائه رئيسا شرفيا من دون القدرة على نقض قرارات نائب الرئيس، وذلك لمدة تسعين يوما.
وقال اوباما quot;على مدى عشرة اشهر، اعرب الشعب اليمني بكل شجاعة وصمود عن مطالبه بالتغيير في مختلف مدن اليمن، في مواجهة العنف والمصاعب الشديدةquot;.
واضاف ان quot;اتفاق اليوم هو خطوة مهمة تقربهم بشكل كبير من تحقيق تطلعاتهم ببداية جديدة في اليمنquot;.
وتابع quot;ان الولايات المتحدة تحث جميع الاطراف على التحرك فورا لتطبيق بنود الاتفاق ما سيسمح لليمن بالبدء في معالجة مجموعة من التحديات الجسيمة، وتحديد طريق اكثر أمنا وازدهارا للمستقبلquot;.
وفي وقت سابق الاربعاء قال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية ان quot;الولايات المتحدة ترحّب باتفاق الحكومة اليمنية والمعارضة على الانتقال السلمي والمنظم للسلطةquot;.
واضاف ان الاتفاق يعتبر quot;خطوة مهمة للشعب اليمنيquot;، مشيدا بمجلس التعاون الخليجي على دوره في المساعدة على التوسط في الاتفاق، وداعيا جميع الاطراف الى الهدوء.
وقال quot;ندعو جميع الاطراف في اليمن الى الامتناع عن العنف والتحرك بسرعة نحو تطبيق بنود الاتفاق بنية حسنة وبشفافيةquot;.
وقال ان الولايات المتحدة quot;تتطلع الى تعزيز شراكتهاquot; مع القيادة اليمنية الجديدة.
التعليقات