الرئيس اليمني علي عبدالله صالح خلال كلمته التلفزيونية |
وعد الرئيس اليمني اليوم خلال كلمة تلفزيونية وجّهها إلى تجمع القبائل المؤيدة له بلقاء قريب في العاصمة اليمنية صنعاء، وأعلن صالح خلال كلمته تحدًيا جديدًا مع المعارضة والقبائل المضادة له، في وقت تترقب الأنظار ما سيسفر عنه اجتماع أحزاب quot;اللقاء المشتركquot; غدا الأربعاء لتشكيل مجلس انتقالي.
لا أحد يعلم ما يدور في حسابات الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، خصوصًا بعد مغادرته المستشفى العسكري في العاصمة السعودية الرياض، متوجّهًا إلى قصر المؤتمرات، حيث يقضي فيه فترة النقاهة.
صالح أطل اليوم في ظهور أول بعد خروجه من المستشفى وكأنه يودّع مسلسلات ظهوره المتقطعة من الرياض، واعًدا أن يكون اللقاء المقبل في اليمن، وشكل في ظهوره اليوم تباينًا عما كان عليه قبيل أسابيع بعد إجرائه عملياته التي فاقعددهاالعشر.
في هذا الظهور عاد صالح بقوة خطابه كما كان عليه في جمعاته الشهيرة في ساحة السبعين في صنعاء، داعيًا في كلمة منقولة عبر التلفزيون الرسمي اليمني لمؤتمر القبائل المؤيدة له في صنعاء كل الأحزاب المعارضة السياسية بالتوجّه نحو صناديق الاقتراع وحل أزمة اليمن التي تتجاوز السبعة أشهر.
وقال صالح، الذي لم تتغير خطوات وأساليب حديثه للمؤيدين والمعارضين على حد سواء، رغم اقترابه خطوات من الموت، قال إن المعارضين هم أصحاب quot;مصالح ضيقة، وعديمو تفكيرquot;، متهمًا إياهم بسرقة شعارات مطالبات الشباب وفق وصفه.
الرئيس اليمني خرج في خطابه بوجهٍ غابت عنه تمامًا آثار حروق أصيب بها في تفجير مسجد النهدين في الثالث من حزيران/يونيو، الذي وجّه فيه صالح مسؤولية التفجير إلى زعيم قبيلة حاشد صادق الأحمر رغم نفي الأخير ذلك.
طائرة الرئيس اليمني في العاصمة السعودية |
عودة صالح إلى صنعاء إن حدثت، يرى العديد من المراقبين أن من شأنها أن تكون هي أساس عودة الحراك إلى الثورة الشبابية اليمنية التي خيّم عليها الفتور أحيانًا عديدة منذ مغادرة صالح للعلاج.
أما على الصعيد القبلي في مواجهة صالح، فكان صوت حاشد وزعيمها صادق الأحمر عاليًا، خصوصًا وأن الأحمر أسس فريقًا من القبائل المحتشدة ضد صالح، أسماها بـquot;تحالف قبائل اليمنquot;.
وتعهدت القبائل خلال اجتماعها في الثلاثين من شهر تموز/يوليو بالحماية والدعم للثورة الشبابية، متعهدًا فيها الزعيم القبلي للثورة ورئيس التحالف القبلي صادق الأحمر خلال الاجتماع بعدم عودة الرئيس صالح إلى السلطة بقوله quot;أعاهدكم الله أن علي عبد الله صالح لن يحكمنا ما حييتquot;.
المواجهة المقبلة ستكون حتمية بعد ظهور صالح اليوم في ميزان القوة بين السلطة مع صالح والتحالف القبلي الأكثر حضورًا والأعلى صوتًا بقيادة الأحمر.
تأتي هذه التطورات في وقت كشفت فيه مصادر لجريدة quot;البيانquot; الإماراتية عن تعديل في المبادرة الخليجية التي تتوحد رؤى كل عناصر المجتمع الدولي إليها، كونها الحل في نقل السلطة وتجنيب اليمن مخاطر حرب أهلية.
ونقلت الصحيفة عن تعديلات أدخلت على أساس المبادرة، وتنص على تقسيم المرحلة الانتقالية إلى فترتين زمنيتين، يتم في الأولى التي تنتهي بنهاية العام الجاري، انتخاب نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي رئيسًا لليمن بالتوافق، ثم يتبع ذلك فترة انتقالية تستمر عامين، يتم خلالها تعديل الدستور والقوانين وتغيير طبيعة نظام للحكم وصولا إلى انتخابات برلمانية جديدة.
وكان الرئيس صالح اجتمع في الرياض بعدد من قيادات حزبه للتشاور قبل ظهوره اليوم، ونقل عدد من المصادر الإعلامية أن صالح أعلن موافقته على تسليم السلطة مقابل رحيل زعيم حاشد صادق الأحمر، وقائد اللواء المدرع المنشق علي محسن الأحمر.
لكن ظهور صالحالقوي اليوم يؤكد من جديد تحديه كل أشكال التكتلات المضادة لحزبه وسلطته، إلا أنه يظل ممسكًا بطرف قوي، ربما يجعل النهايات في اليمن السعيد بعيدة التأمل حتى العام 2013 حيث تنقضي فيها فترة رئاسة صالح لليمن.
لكن لا بد من الإشارة هنا إلى أن اليمن تتقاطع فيه كتل قبلية وأحزاب، تسيطر على أجزاء كبرى ومناطق عدة من البلاد، حتى بعد عودة صالح فستكون هي الأكثر تحديًا، حيث إن الرئيس الذي تتجاوز فترة حكمه ثلاثة وثلاثين عامًا لن يكون بمقدوره سوى حكم العاصمة بعيدًا عن جمهوريته الساخنة.
إلى ذلك، تعقد المعارضة quot;السياسيةquot; الممثلة في أحزاب اللقاء المشترك يوم غد السابع عشر من آب/أغسطس اجتماعها لإعلان الجمعية للمجلس الوطني الانتقالي للثورة. هذا الإعلان الرسمي والمنتظر يأتي بعد شهر من إعلان شباب الثورة من إعلان مجلسهم quot;المفككquot; الذي شكل مفاجأة حتى على صعيد المختارين في عضويته.
علي صالح الزعيم المقلق للخليجيين الذين يؤمنون أن حل ثورة اليمن ليست سوى من مجلسهم، بادروا إلى حل الأزمة اليمنية التي ستؤثر على الخليج بحل كان مفاده انتقال السلطة بمغادرة صالح في غضون شهر، حيث ستمنحه حصانة من الملاحقة القضائية، وكذلك يؤمّن له خروج آمن من السلطة، في وقت يرى العديد من اليمنيين الثوار أن المبادرة الخليجية هي مؤامرة تسعى فيها دول المنطقة الخليجية إلى إفشال ثورة الشباب اليمنية.
يذكرهنا أن طائرة صالح الرئاسية تمكث مدة تتجاوز الشهرين في مطار الملك خالد الدولي، فهل ستغادر من دونه إلى صنعاء؟ أم إنها ستغادر به إلى وجهة مجهولة؟.
التعليقات