كثف رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية جهوده للوصول إلى العلماء الإيرانيين، والوثائق السرية والمواقع العسكرية.


بيروت: في الوقت الذي أطلقت فيه طهران العنان لسلسلة من الهجمات التي تستهدف مصداقيته وولايته في الوكالة، يعمل رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الياباني يوكيا أمانو، على تكثيف الجهود للوصول إلى العلماء الإيرانيين، والوثائق سرية والمواقع العسكرية، للتحقيق في برنامج ايران النووي، في الوقت الذي أطلقت فيه طهران العنان لسلسلة من الهجمات التي تستهدف مصداقيته وولايته في الوكالة.

في هذا السياق، أشارت صحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; إلى العلاقات المتوترة بين رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية و ايران، في الوقت الذي رفضت فيه طهران دعوة الوكالة الاسبوع الماضي إلى اجتماع يهدف الى مكافحة انتشار الأسلحة النووية وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط.

تحاول الوكالة مقابلة محسن فخري زاده، أحد العلماء الإيرانيين الذي يُعتقد أنه يشرف على بحوث اللأسلحة النووية في إيران، كما تسعى إلى الدخول إلى موقع عسكري يدعى quot;بارشينquot;، 18 ميلاً الى الجنوب من طهران، يشتبه في أنه مركز لإجراء اختبارات متفجرات عالية.

في مقابلة أجريت معه مؤخراً، قال امانو: quot;لدينا قائمة بالعناصر التي يجب معالجتها. نود أن نحصل على الموافقة بالوصول إلى الناس والوثائق والمعلومات والمواقعquot;.

لكن طهران رفضت هذا الطلب، مطلقة وابلاً من الشتائم، إذ اتهمت أمانو بالتواطؤ مع واشنطن، وبأنه متورط في سلسلة من الاغتيالات التي استهدفت عدداً من العلماء النوويين الايرانيين في السنوات الأخيرة.

وكشف أمانو عن دراسة تركزت حول جهود ايران المزعومة لتطوير التقنيات اللازمة لصنع صواريخ نووية ونظم إطلاق القنابل، فسارعت طهران إلى انتقاد التقرير، ووصفته بأنه quot;ينطلق من دوافع سياسية ويستند إلى معلومات مزورةquot;.

ورفض مسؤولون ايرانيون دعوة أمانو لأن يقوم فريق فني رفيع المستوى في الأمم المتحدة بزيارة إلى طهران في الاسابيع المقبلة لمناقشة التقرير، وقالوا أنهم فقدوا الثقة في وكالة الطاقة الذرية.

في مقابلة في مكتبه، قال أمانو إن علاقة الوكالة مع طهرات تمر بفترة من التوتر الشديد، لكن خطورة المعلومات التي أثارها التقرير حتمت عليه الإعلان عنها أمام أعضاء الوكالة التابعة للامم المتحدة.

وأضاف: quot;كنت أعلم أن تعميم هذا التقرير على الدول الأعضاء سيسبب بعض المشاكل، لكن علينا تحمل الصعاب في هذه العملية وأن نمضي قدماً، ولا أعتقد أنه من المفيد النظر إلى هذه المسألة بطريقة شخصيةquot;.

من جهة أخرى، شدد أمانو على أن المجتمع الدولي بحاجة إلى الاستمرار في التركيز على كوريا الشمالية أيضاً لأنها تشكل تهديداً نووياً، وبيونج يانج تمتلك بالفعل أسلحة نووية وتمكنت من تطوير برنامج لتخصيب اليورانيوموقال انه يأمل أن تستأنف القوى العالمية قريباً محادثات نزع السلاح مع الرئيس كيم جونغ ايل لأنه quot;قضية كوريا الشمالية مسألة مهمة مثل ايرانquot;.

في وقت سابق من هذا العام، طرح أمانو تقريرا يشير بشكل واضح إلى أن الوكالة تعتقد أن حكومة الرئيس بشار الاسد تعمل سراً على بناء مفاعل نووي، وذلك قبل أن تقوم الطائرات الاسرائيلية بتدمير المنشأة في العام 2007. لكن سوريا نفت مراراً هذه الاتهامات.

وواجهت الوكالة الذرية انتقادات كثيرة أثناء ولاية أمانو، خصوصاً في أعقاب زلزال آذار/مارس الذي تلته كارثة تسونامي تسببت في انهيار مفاعل فوكوشيما النوويفي اليابان.

وأعلنت كل من ألمانيا وسويسرا وبلجيكا عن نيتها بتخفيض اعتمادها على الطاقة النووية بعد حادث فوكوشيما، في الوقت الذي قالت فيه الصين انها تؤخر بناء مفاعلات جديدة في انتظار مراجعة شاملة لتدابير السلامة.

خلال العام المقبل، يقول أمانو إن من بين مهماته الأساسية استعادة ثقة الجمهور في مجال استخدام الطاقة النووية، مشيراً إلى أن الاهتمام الدولي في السعي للطاقة النووية لا يزال قوياً.