فرضت الشرطة الفرنسية غرامة على امرأة تقود سيارتها وهي منقبة بحجّة أنه يعيق الرؤية،وواجهت عقوبة أخرى هي انتهاكها قانون حظر ارتدائه في الأماكن العامة.

فرنسا تغرّم إمرأة لقيادة السيارة وهي منقّبة

فرضت السلطات الفرنسية غرامة على امرأة قادت سيارتها وهي ترتدي البرقع، لأنه يعيق الرؤية المفترض أن يتمتع بها السائق فلا يعرض نفسه والآخرين للخطر.

ونقلت الصحافة البريطانية عن الشرطة الفرنسية مقارنتها لارتداء البرقع أثناء القيادة بوجود طبقة من الثلج على زجاج السيارة الأمامي أو تناول الشخص وجبة وهو خلف المقود. وقالت إن الضابط الذي أوقف المنقبة فرض عليها 30 يورو غرامة فورية بموجب البند 6-412 من قانون المرور الفرنسي. وقال الضابط نفسه إن قيادتها السيارة لم تكن سلسة إذ كان واضحا أنها تشكو من ضيق مجال الرؤية حولها.

وينص ذلك البند على ألا يُعاق مجال الرؤية سواء بركاب آخرين أو مشحونات داخل السيارة أو أشياء معتمة من شأنها سد خط البصر عبر نوافذها. وإضافة الى مخالفتها قوانين الحركة، أخطرت المرأة بأنها تنتهك أيضا قانون حظر ارتداء البرقع في الأماكن العامة بما فيها الطرق والمتاجر والمطاعم والمقاهي والسيارات على الطرق العامة.

وهذا هو القانون الذي دخل حيّز التنفيذ في ابريل / نيسان الماضي وأثار جدلا واسع النطاق. ويذكر أن فرنسا هي أول دولة أوروبية تحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، تلتها بلجيكا ثم هولندا. وأدلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نفسه بدلوه في المسألة فوصف البرقع بأنه laquo;مهين للمرأةraquo;، بينما وصفه وزيره للهجرة إيريك بيسون بأنه laquo;نعش متحركraquo;raquo;.

ويذكر أيضا أن امرأة أخرى، هي هند أحمس (32 عاما)، تواجه حاليا عقوبة السجن لمدة سنتين بعدما رفضت - من حيث المبدأ - دفع غرامة قدرها 40 يورو لانتهاكها قانون الحظر. ونتيجة لكل هذا كنّتها الصحافة الفرنسية laquo;شهيدة البرقعraquo;. واستأنفت هند ضد الحكم قائلة إنه غير دستوري وأعلنت أنها سترفع قضيتها الى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

ولكن فحتى الشرطة الفرنسية نفسها شكت من أن تطبيق قانون الحظر laquo;غير ممكن عملياraquo;. وقال المنتقدون إن عليها تخصيص وقتها لمكافحة الجريمة الحقيقية التي تهدد الناس في أمنهم بدلا عن صرف الموارد لفرض حظر البرقع. ومن جهتها توعدت laquo;القعدةraquo; في شمال افريقيا بالانتقام من فرنسا لمساسها بما تعتبره فرضا إسلاميا. وجاء في بيان لها على أحد مواقعها الإلكترونية: laquo;سننزل أسوأ أنواع الانتقام بكل الوسائل المتاحة لنا على فرنسا من أجل شرف بناتنا وإخواتناraquo;.