ارتفعت أصوات نقابية دولية أخيرًا مطالبة بممارسة كل أنواع الضغوطات على قطر، البلد المستضيف نهائيات كأس العالم عام 2022، للالتزام بالشروط المتعارف عليها في البلدان المتقدمة بحق تشغيل العمّال في ورشات بناء التجهيزات من ملاعب وغيرها المعدة خصيصاً لهذه التظاهرة العالميّة.


مراد أيوبي برفقة الأمين العام للكونفدرالية العامة للعمال

كان اتحاد النقابات الدولية والنقابة الدولية لعمّال البناء والخشب والنقابة السويسرية quot;أونياquot;، وجّه رسالة إلى رئيس الفيفا جوزيف بلاتير، دعاه فيها quot;إلى فرض احترام قوانين العمل على السلطات العمومية القطرية، التي ستنظم بلادها كأس العالمquot;، بحسب تصريح لشاران بورو الكاتب العام للنقابة الأولى.

سبق لهذه النقابات أن جمعها لقاء مع مسؤولي الفيفا في مقرها في زيوريخ في سويسرا في هذا الخصوص، بعد تقرير نقابي تحدث عن ما أسماه quot;بالظروف اللاإنسانية التي يعمل فيها العمّال، خصوصًا المهاجرون، في كل من قطر والإمارات العربية المتحدة...quot;.

أطلقت هذه المنظمات النقابية حملة تحت عنوان، quot;لا مونديال في قطر من دون احترام قانون العملquot;، وهي تعتمد، في حالة ما إذا استدعى الأمر ذلك، على أعضائها من النقابات الوطنية، للضغط على 207 اتحادًا أعضاء في الفيفا من أجل أن تسحب ثقتها من دعم ملف قطر في تنظيم كأس العالم.

كما هددت الحركة النقابية الدولية، في بيان لها، بتعاونها مع 308 نقابة وطنية من مجموع أعضائها، الموزعة على 153 دولة، quot;تملك الحركة والقوة والسلطة لاتخاذ إجراءات تهدف إلى منع إقامة كاس العالم في قطر...quot;،بحسب البيان نفسه.

quot;الرسالة شرعيةquot;

يعتقد مراد أيوبي من الكونفدرالية العامة للعمال الفرنسية، في تعليقه على مبادرة النقابات الدولية، quot;أن الرسالة التي قدمتها هذه النقابات لرئيس الفيفا جوزيف بلاتير شرعية ما دام العديد من تقارير المنظمات النقابية تحدث عن انتهاك حقوق العمّال المهاجرين في قطر وفي الإمارات العربية، الآتين من ماليزيا، والهند، وأندونيسيا...، والمخاطر المحدقة بهؤلاء يوميًا في إطار عملهمquot;.

يقول أيوبي في تصريح لـquot;إيلافquot;: quot;بمجموع 308 نقابة وطنية منتشرة على 153 بلدًا، الحركة النقابية الدولية تمتلك القوة للتأثير في حكوماتها بهدف الضغط من أجل سحب كأس العالم من قطر. ويبدو أن الفيفا سبق لها أن خضعت تحت الضغوطات الدولية، وأدخلت ضمانات تخصّ قوانين العمل عند صناعة كرات هذه التظاهرةquot;.

في السياق نفسه، يضيف هذا المتخصص في نزاعات العمل، أن quot;هذه الاحتجاجات النقابية الدولية، التيرافقت تنظيم كأس العالم في قطر، ليست هي الأولى من نوعها. ففيغمرة كأس العالم، التي أجريت في جنوب أفريقيا، مئات حراس الأمن الخاص تظاهروا يوميًا عند مشارف الملاعبquot;.

كما quot;توقف السائقون لساعات عن العمل، وتركوا ألف مشجّع لحالهم بمحاذاة أحد الملاعب في جوهانسبورغ... وهذا بفضل تعاون مثمر بين المنظمات النقابية لدول الشمال والجنوب، ما أدى إلى تحسين شروط عمل هؤلاء العمّالquot;، يقول أيوبي.

quot;تنظيم كأس العالم مرادف لترويج القيم الكونيةquot;

أشار ضيفنا إلى أن quot;كأس العالم 2014 التي ستنظم في البرازيل، وهي كما جنوب أفريقيا، من البلدان الأولى في العالم التي تفتقر العدالة الاجتماعية، ولهذه الغاية الرئاسة البرازيلية بدت أكثر انفتاحًا للتعاون، بهدف أن تتحول كأس العالم إلى أداة للتقدم الاجتماعيquot;.

هذا ما يعني، بحسب هذا الإطار النقابي، quot;أن ضغوطات المنظمات النقابية الدولية دفعت ببعض المنظمين لأن يستبقوا المشاكل العمالية تفاديًا لأي أزمة، لأن الكل يعرف أن تنظيم تظاهرة كبيرة ككأس العالم، هو مرادف للنمو الاقتصادي بالنسبة إلى البلد المنظم، ولكن كذلك مروّج مهم للقيم الكونيةquot;.

ويتابع في الإطار عينهأن quot;المنظمين توصلوا إلى تحسين ظروف عمل العمّال في الورشات، التي تستعد للتحضير لكأس العالم في هذا البلد، كما تم فرضها علىكل المؤسسات، التي تعمل من قريب أو بعيد معها، كما حصل في جنوب أفريقيا، وهو ما يشكل انتصارًا حقيقيًا للحركة النقابية...quot;.

يخلص أيوبي إلى القول: quot;عمومًا المستفيد الأكبر من التظاهرات الرياضية هم الأغنياء. في جنوب أفريقيا، الشركات المتعددة الجنسية للبناء تضاعفت أرباحها لمرات، في الوقت الذي لم ترتفع فيه أجور العمال بأكثر من 30 %quot;.

ويرى في المنحى نفسهأن quot;عملية الضغط التي تمارسها النقابات الدولية تسمح في النهاية بضمان لكل عامل في العالم ظروف عمل جيدة، بهدف أن يستفيد أكثر العمّال في المواعيد الرياضية المقبلةquot;. في موازاة هذه الاحتجاجات النقابية، كانت جهات من داخل الفيفا وخارجها طالبت بسحب تنظيم كأس العالم من قطر، وهذا بعدما تردد أن هذا البلد العربي حصل على شرف تنظيم هذه التظاهرة الكروية العالمية بفضل أعمال رشوة من دون أن تنجح هذه الأطراف في إثباتها حقيقة بالحجة والدليل.

قطر مستمرة في تحضير نفسها للتظاهرة

يتنافس العديد من الشركات الفرنسية على الظفر بنصيبها من الاستثمارات، التي ستعرفها قطر للتحضير لمنافسات كأس العالم 2022، واجتمع خلال هذا الأسبوع مسؤول قطري مع وزير التجارة الدولية الفرنسي بيير لولوش ونظيره في الرياضة دافيد دويي، إضافة إلى ما يزيد على خمسين شركة.

توقيت تنظيم هذه التظاهرة في قطر أصبح يثير العديد من النقاشات، حيث إن هناك من ينادي بعقدها خلال فصل الشتاء، نظرًا إلى سخونة الطقس خلال فصل الصيف في هذا البلد، وهو ما فضّله رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشيل بلاتيني.

وقال نجم وسط ميدان منتخب الزرق سابقًا في هذا الشأن: quot;إذا لعبنا في فصل الشتاء فهذا لا يطرح لنا أي مشكل...quot;، موضحًاquot;بدلاً منوقف الموسم الكروي في مايو/ أيار، نلعب إلى حدود يونيو/ حزيران، ونتوقف في ديسمبر/ كانون الأولquot;، متسائلاً، في الوقت عينه، quot;أين هو المشكل؟quot;.