أكد المشرف على الملحقيات الثقافية في وزارة التعليم العالي السعودية أن الملحق الثقافي السابق في لبنان، لم يقل من منصبه بسبب رفضه اعتماد شهادة ابنة رئيس مجلس الشورى السعودي كما سبق أن صرح، كاشفاً عن مستجدات أخرى حيال القضية.
الرياض: كشف المشرف العام على الملحقيات الثقافية في وزارة التعليم العالي السعودية الدكتور عبد الله الطاير، عن تفاصيل جديدة في قضية إقالة الملحق الثقافي في السفارة السعودية لدى لبنان الدكتور منير القرني.
وقال الدكتور الطاير في بيان له اليوم رداً على القرني إن الأخير عمد إلى نشر معلومات مغلوطة، وتسريب وثائق رسمية والإفتراء على الآخرين على حد وصف الطاير. مضيفًا أن ما قام به القرني أساء إليه أولاً قبل أي شخص آخر.
وفنّد الطاير وفق بيان التعليم العالي تفاصيل جديدة من أوجه عدة، حيث ذكرأن الربط بين الشهادة التي أشار إليها الملحق الثقافي منير القرني وقرار عودته إلى المملكة مجرد quot;وهم لا يستند إلى حقائقquot; وفق وصفه. وأضاف أن quot;الشهادة المزورة التي تحدث عنها سيتخذ فيها الإجراء اللازم بعد كشف القرني لها بعد إقالتهquot;، منتقدًا أسلوب القرني في طرق كشفه عن الخطاب السري ورأى أنه كانمن واجبه quot;التريث حتى تنتهي تلك الجهات من إجراءاتها، وألا يقوم بتسريب مستندات رسمية هي جزء من مهمة عمله وتحت مسؤوليتهquot;.
وقال الطاير إن سبب إنهاء تكليف القرني كملحق تعليمي في لبنان يعود إلى أسباب أخرى لا علاقة لها بما إدّعاه، كاشفًا أن وزارة التعليم العالي تلقت معلومات عن إجراءات غير نظامية قام بها القرني، وخصوصًا في الجوانب المالية، وأن القرني ألحق زوجته بالبعثة، وهي لا تحمل الثانوية العامة، وتم الصرف عليها، مضيفًا أن وزارته اكتشفت ذلك بعد شهرين من الصرف عليها، وجرى إيقاف بعثتها، وتوجيه خطاب شديد اللهجة للملحق لتزويدهم بشهادة الثانوية العامة، ولم يتمكن من ذلك وفق رأيه.
كما كشف الطاير أيضًا عن أن من بين تلك المخالفات أن الوزارة تلقت مستندات تدين الملحق القرني، وتمثلت في توقيعه على عقدي إيجار لمستودع الملحقية على عقار واحد، بقيمتين إيجارين مختلفين، وكتب بذلك شيكاً بمئة ألف دولار لمالك العقار الذي quot;بدوره جيّر الشيك لمصلحة الملحق الذي أرسله في خطاب رسمي لإيداعه في حسابه الشخصي في البنكquot;.
وأشار البيان إلى أنه تم تكليف المدير العام للمتابعة في الوزارة بالسفر إلى بيروت ومواجهة الملحق بالوثائق التي لم ينكرها، وأجاب على أسئلة عدة حول المخالفات المذكورة بخط يده. ولدى الإدارة العامة لشؤون الملحقيات الثقافية ملف لكل المستندات التي أشير إليها.
ولفت البيان إلى أن القرني في اليوم نفسه أرسل رسالة يعترف فيها بما حدث ويقدر موقف وزارة التعليم العالي وهي موثقة على الجوال، ويقول نصّها quot;ويعلم الله أنني بذلت جهدًا بالغًا في عملي، وحاولت أن أمثل الوزارة خير تمثيل، ولكنها قدرة الله التي لا أملك أمامها إلا الإذعان والتسليم، وبقدر تأثري الشخصي بهذا القرار، إلا أنني قد خرجت اليوم من عندك مرتاحاً عندما قلت لي (سأتولى بنفسي عمل الإجراء الذي يتناسب مع حفظ كرامتك.. وحفظ ماء وجهك)، والذي أرغب أن يصدر قرار إعفائي بناء على طلبي، وأن يذيل بنقلي مستشاراً في نيوزيلندا.. إنه رجاء أتمنى أن يتم على يديكquot;.
وإختتم الطاير بيانه بالإشارة إلى أنه بعد الإطلاع على اعترافاته لم يكن مقبولاً مهما كانت مبرراته أن يقود الملحقية، وquot;أن يؤتمن على أبنائنا وبناتنا والمصالح التي أوكلت إليهquot;، فكان لا بد من إنهاء تكليفه وعودته إلى السعودية، وبناء عليه صدر قرار إداري بإنهاء تكليفه وعودته إلى الوزارة، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات النظامية بحقه. علمًا أنه تقدم رسميًا بطلب عودته بعد كشف المخالفات المالية والإدارية.
يذكر أن الدكتور منير القرني، الذي كان يشغل منصب الملحق الثقافي في لبنان، كشف قبيل يومين أن سبب إيقاف تكليفه، هو نتيجة عدم إجازته شهادة ابنة رئيس مجلس الشورى السعودي وفق بيان انتشر على الانترنت.
التعليقات