جذبت عضو الكنيست والصحافية شيلي يحموفيتش أنظار الحقل السياسي في إسرائيل، عندما أعلنت عن اعتزامها الترشّح لرئاسة حزب العمل، وربما ساهم في ارتفاع أسهمها تمسكها بأجندة صهيونية، رأت أنها الورقة الرابحة للفوز بالمنصب الشاغر.


شيلي يحموفيتش

تل أبيب: لم يكن انسحاب وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك من رئاسة حزب العمل، وتأسيسه حزب الاستقلال، الذي تولّى زعامته، سوى بداية منافسة جديدة حول خلافة باراك في رئاسة العمل.

ورغم كثرة الأسماء المطروحة لتولّي هذا المنصب، إلا أن عضوة الكنيست عن حزب العمل الصحافية quot;شيلي يحموفيتشquot; فاجأت الجميع لتعلن عن اعتزامها خوض المنافسة على خلافة باراك، حاملة معها أجندة سياسية، رأت أنها ستعيد لحزب العمل quot;الوسطquot; ما وصفته بالأمجاد السابقة، ولم تترك يحموفيتش فرصة إلا وروّجت لنفسها أمام كاميرات وسائل الإعلام المختلفة.

اتخذت يحموفيتش من موقعها الالكتروني على شبكة الانترنت منبراً، أكدت فيه أنها الشخصية الأنسب لتولي رئاسة حزب العمل، الذي ترى فيه الحزب الأمثل لقيادة الدولة العبرية في الفترة المقبلة. وقالت المرشحة المرتقبة في حديث مع صحيفة هاآرتس quot;إنني أتفهّم جيداً حجم المسؤولية الملقاة على كتفي، ولكن ذلك لا يخيفني، فرئاسة حزب العمل هي التحدي الأكبر، لإنقاذ الحزب من أزمة القيادة والشعبية التي هيمنت عليه منذ فترة ليست بالقصيرةquot;، وأعربت يحموفيتش عن قدرتها على إعادة الأمل لأعضاء الحزب الطامحين إلى التغيير، ووضع سياسات أفضل من سابقتها.

روح الجماعة والوحدة

هذا وتوجهت رئيسة حزب العمل الإسرائيلي المرتقبة إلى مؤيّديها، وطلبت منهم الحفاظ على روح الجماعة والوحدة. وقالت في بيان وزّعته في مركز حزب العمل quot;خلال السنوات الخمسالتي قضيتها عضوًا في الكنيست، تنازلت عن إغراءات سياسية عديدة، وحرصت على تنفيذ وجهات نظر عالمي الخاص في التشريع الاقتصادي والاجتماعي المتشعب، وستكون وجهات النظر تلك هى البرنامج، الذي أعيد به بناء قيم حزب العمل، وسيتصدر جدول أعمال هذا البرنامج، القضايا الجماهيرية، والصهيونية، وسيكون جدول أعمال اجتماعي ديمقراطيًا، سيما أن إعادة هذه القيم ستمنح الأمل للجماهير، وتجلب للحزب عدداً كبيراً جداً من الأطياف السياسية كافة في إسرائيلquot;.

وتشير آخر استطلاعات الرأي التي أجريت داخل حزب العمل إلى أن الحزب بقيادة يحموفيتش سيتمكن من الحصول على ما لا يقل عن عشرة مقاعد في الكنيست، وتجاهل الاستطلاع الحديث عن quot;شلومو بوحبوطquot; رئيس الحكم المحلي، والرئيس المؤقت لحزب العمل بعد انسحاب إيهود باراك من منصبه.

ولدت شيلي راحل يحموفيتش في الثامن والعشرين من آذار/ مارس عام 1960، وهى عضو في البرلمان الإسرائيلي quot;الكنيستquot;، كما إنها أديبة وسياسية، وقبل دخولها مجال العمل السياسي، عملت صحافية لفترة طويلة، إلى جانب انشغالها في العمل الإذاعي والتليفزيوني.

يحموفيتش ابنة quot;حنا، وموشيهquot;، وهمامن الناجين من الكارثة النازية في بولندا quot;الهلوكوستquot;، وفي قرية سفا الزراعية في إسرائيل أنجبا ابنتهما شيلي، التي عاشت طفولتها في منطقة quot;رامت هاشارونquot;، وكان والدها يعمل عامل بناء.

خدمت شيلي في الجيش الإسرائيلي، وتحديداً في سلاح الجو في قاعدة quot;حاتسريمquot;، ثم ضابطة في قاعدة quot;عتسيونquot;، ثم حصلت على شهادة الليسانس في العلوم الاجتماعية من جامعة بن غوريون، وفي الفترة التي كانت فيها طالبة ركزت نشاطها المهني في شعبة جمعية حقوق المواطن في منطقة بئر السبع.

الخصخصة السريعة

كصحافية، شقت شيلي يحموفيتش طريقها عندما عملت خلال دراستها مراسلة لصحيفة quot;عل هامشمرquot;، ثم مراسلة لشبكة quot;بquot; في الإذاعة الإسرائيلية العامة quot;كول يسرائيلquot;، ومن هناك واصلت عملها في مراسلة الإذاعة في مجالات الاقتصاد والمجتمع والسياسة والعمل، وقدمت برنامج quot;بريق المالquot; الاقتصادي في الإذاعة، وفي تشرين الأول/أكتوبر عام 2000، انتقلت إلى العمل في القناة الثانية من التليفزيون الإسرائيلي.

لم تستنكف يحموفيتش الاعتراض على سياسة الخصخصة الاقتصادية السريعة، التي دعت إليها وزارة المالية الإسرائيلية، كما كشفت عن العلاقة المريبة بين عالم المال والسلطة داخل بلادها، ولم تتردد في مهاجمة رجال الثروة البارزين، الذين كان لهم دور غير مباشر في تفعيل القرار السياسي، وربما العسكري، في الدولة العبرية.

إلى جانب ذلك، لم تتخل يحموفيتش عن مناقشة الموضوعات والقضايا المحببة إليها، إذ طرحت القضايا الاقتصادية من زاوية اجتماعية وديمقراطية.

تقيم شيلي يحموفيتش في مدينة تل أبيب، ويأخذ عليها معارضوها تشددها في مواقفها، وعدم الانحناء للعاصفة في وقت الخطر، ورأوا أن ذلك ربما كان سبباً في انفصالها عن زوجها، بعد إنجابها منه ولداً وبنتاً. كما يرى المقربون منها أن هذه الانتقادات خدمتها في العمل السياسي، إذ باتت شخصيتها قوية، وحالت دون قدرة منافسيها على مجابهتها، ولعل هذه المعطيات هى ما تحتاجه الشخصية التي تتولى رئاسة حزب العمل في الفترة المقبلة، التي أصبح فيها الحزب ضعيفاً وعاجزاً عن مواجهة قوة أحزاب أخرى، خاصة الليكود وكاديما وإسرائيل بيتنا.