تتكشف يوما بعد آخر تفاصيل إختفاء المهندس الفلسطيني ضرار أبو سيسي الذي كان موجوداً في أوكرانيا، ليتم نقله بعد ذلك إلى سجن عسقلان داخل إسرائيل، وسط حظر مشدد على زيارته، مما يعكس بحسب منظمات دولية خضوعه لأجواء تحقيق قاسية، فيما حمّلت عائلة أبو سيسي دولة أوكرانيا التي اختطف أبو سيسي على أراضيها كامل المسؤولية عن إعتقاله.

أبو سيسي


غزة:كان المهندس أبو سيسي يشغل منصب مدير تشغيل محطة توليد الكهرباء في مدينة غزة، وقد نجح أخيراً في تبديل توربينات الكهرباء التي تعتمد على السولار الإسرائيلي بتوربينات تعتمد على الغاز المصري، مما تسبب في خسارة مادية كبيرة لإسرائيل.

وحول آخر الأخبار المتعلقة بموضوع حظر زيارة المهندس ضرار في سجنه، قالت زوجته فيرونيكا أبو سيسي التي انتقلت إلى أوكرانيا بعد خبر إعتقاله بيوم واحد في تصريح لـquot;إيلافquot; إن منظمة الأمم المتحدة قد أبلغتها بموعد زيارة محامي المنظمة لزوجها في الثامن عشر من آذار/ مارس الحالي، إضافة إلى السماح بزيارة محامٍ ثانٍ عيّنته هي في اليوم عينه.

وحول تفاعل المجتمع الأوكراني مع قضية زوجها، أسفت فيرونيكا إلى حالة البيروقراطية العالية والبطء الشديد في التعاطي إيجابياً مع قضيتها.

فيما أملت أبو سيسي من دولتها الأم أوكرانيا أن تدافع عن زوجها الأب لستة أطفال يحملون الجنسية الأوكرانية، وقالت quot;يجب أن تكون أوكرانيا معنية بحل مشكلة مواطنيهاquot;.

وأكدت فيرونيكا عدم نيتها العودة إلى غزة طالما لم يعد زوجها معها، كما حمّلت معاناة الأطفال الستة في ظل غيابها هي وزوجها للحكومات الإسرائيلية والأوكرانية والفلسطينية.

وقد تركت فيرونيكا أولادها الستة في بيت عمتهم سوزان أبو سيسي، لتسافر إلى أوكرانيا دعماً لقضيتها هناك، وعبّرت عن حزنها وألمها لفراق أولادها رغماً عنها قائلة: quot;لست قادرةً على رؤية أطفالي بعد اعتقال والدهم في بلد يعتبر بلداً آمناًمقارنة بقطاع غزة المهدّد بالقصف والموت كل يومquot;.

لن أسمح بنسيان ضرار
ماريا ابنة ضرار ابو سيسي
كما اعتبرت فيرونيكا أبو سيسي بحزم أن quot;المواطن الأوكراني سيظل هو الأهم بنظر أوكرانيا، ولن أسمح بنسيان ضرارquot;، وذلك رداً على سؤال حول إمكانية طمس قضية زوجها على خلفية أن أوكرانيا ترفض الاعتراف بحركة حماس أو بحكومتها في غزة، إضافة إلى معلومات تشير إلى تعاونها مع وكالة الاستخبارات الأميركية في إطار حملتها على الإرهاب.

وفيما تسعى فيرونيكا إلى نصرة قضية زوجها في أوكرانيا، عبّرت سوزان أبو سيسي شقيقة ضرار التي ترعى أولاد شقيقها حالياً عن فرحتها إزاء التأكد من بقاء شقيقها على قيد الحياة.

في الوقت نفسه تسعى الشقيقة أبو سيسي إلى استقبال كل وسائل الإعلام المختلفة لنقل قضية شقيقها للرأي العام العربي والعالمي، وهي تعتبر أن quot;الإعلام هو الوسيلة الوحيدة المتاحة لدينا لفضح ممارسات إسرائيل ضد حقوق الإنسان وإيصال الصورة الحقيقية إلى العالمquot;.

وأبلغت سوزان quot;إيلافquot; أنها في انتظار قناة إسرائيل الثانية لإجراء مقابلة خاصة معها في ما يتعلق بإعتقال ضرار، وهي مهتمة بنشر قضيته في كل مكان وعبر أية وسيلة إعلامية.

كما إن شقيقها يوسف المقيم حالياً في هولندا ما زال ينتظر أن يحقق أمنيته بلقاء شقيقه بعد 16 عاماً من الغياب، وذلك بعد انتهاء أمنيته بإعتقال شقيقه في السجون الإسرائيلية، الأمر الذيلم يفقده الأمل في رؤية شقيقه في وقت قريب.

وحول طبيعة التفاعل الدولي في هذا الإطار، أبلغ الشقيق يوسف أبو سيسي quot;إيلافquot; عن أسفه حيال وجود أحداث سياسية كبيرة مثل زلزال اليابان وأحداث ليبيا التي ربما تطمس قضية شقيقه.
شقيقة ضرار أبو سيسي واثنين من أطفاله

إعتراف إسرائيل باعتقال أبو سيسي منعها من قتله
حول تحركات مراكز حقوق الإنسان في قطاع غزة حيال قضية إعتقال المهندس أبو سيسي، قال حمدي شقورة نائب مدير مركز المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان لـquot;إيلافquot; إنّه حظرت زيارة أبو سيسي بدأ منذ اعتقاله ولا يزال مستمراً حتى الآن، موضحاً أنه quot;في كل الحالات التي يتم فيها حظر زيارة المعتقلين يكون فيها المعتقلون خاضعين لتحقيق قاس، وأشكال عدة من التعذيبquot;.

بينما رأى المحلل السياسي أشرف العجرمي أنه لو لم يضطر اعلام إسرائيل للإعتراف بإعتقال أبو سيسي لكان هناك خطر حقيقي على حياته، مشيراً إلى قيام إسرائيل في الماضي بقتل كثير من علماء الذرة العراقيين لدى اعتقالهم، مؤكداً لـquot;إيلافquot; على quot;دور الإعلام في فضح هذه الممارسات أمام الرأي العام العالمي، وذلك عبر تكثيف عرض القضية بكل الطرق المتاحةquot;.

تعاون إسرائيلي أوكراني
كما أبدى العجرمي دهشته من اعتراف إسرائيل بإعتقال أبو سيسي، الأمر الذي يدلل بكل صراحة على تعاون إسرائيلي أوكراني رسمي، حسب قوله.

في السياق نفسه،عبّر العجرمي عن قلقه إزاء تدخل أوكرانيا في تسليم مواطن لدولة أخرى لا ينتمي إليها، معتبراً quot;ان ما قامت به أوكرانيا ينتهك القانون الدولي، ويعد شكلاً من أشكال التعاون الإستخباراتي الرسمي بين الجانبينquot;.

وحول ظروف إعتقال أبو سيسي أوضح العجرمي أنه quot;حتماً هناك مبرر لدى إسرائيل لقيامها بإعتقاله بهذه الطريقةquot;، وقال: quot;ربما تخشى إسرائيل فعلاً من تطوير أنواع الأسلحة على هاجسها الوحيد: الأمنquot;.

لكن العجرمي لا يتوقع من إسرائيل الاستماع لأي شكاوى لمؤسسات حقوق الإنسانحيال الموضوع، وقالإنquot;حقوق الإنسان تتوقف تماماً لدى إسرائيل حينما يذكر اسم الفلسطيني، خاصة إن المنظومة الدولية الداعمة لها لا تأبه لأي مما تقوم به من انتهاكات وخروقات لحقوق الإنسانquot;.

يذكر أن المهندس ضرار أمضى 11 عاماً في أوكرانيا، حيث أكمل دراساته العليا وتزوّج من سيدة أوكرانية. وكان قد غادر قطاع غزة لزيارة أهل زوجته في أوكرانيا في 18 كانون الثاني- يناير، حيث إختفى في 19 شباط/ فبراير.

وقد إعتبرت حركة حماس اختطاف المواطن الفلسطيني المهندس ضرار أبو سيسي من أوكرانيا ونقله للإعتقال في سجون الاحتلال بأنه صورة من صور العربدة التي يمارسها الاحتلال وجهاز الموساد الصهيوني.