اعتبر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم مدينة كركوك الشمالية عراقا مصغرا حيث تعيش فيها مكونات العراقيين بمختلف اطيافهم. ورأى أن معالجة الأزمة البحرينية تتطلب بناء حكومة وطنية من السنة والشيعة، مشيراً إلى أن مطالب اليمنيين مشروعة، كما شدد على ضرورة مواجهة ممارسات النظام الليبي ضد شعبه واصفا القذافي بـ quot;الدكتاتورquot;.

قرر مجلس النواب العراقي تعليث جلساته عشرة أيام بعد أن أكد تضامنه مع المحتجين في البحرين واصفا ما تشهده البلاد بانه quot;مأساة انسانيةquot; وقالوا إن ما يجري هناك هو تحرك شعبي ضد التهميش وشددوا على ضرورة عدم الاعتداء على الممتلكات العامة او تخريبها.
الحكيم متحدثاً في الملتقى الأسبوعي

من جانبه قال رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم ان معالجة الأزمة البحرينية تتطلب بناء حكومة وطنية ممثلة لجميع أطياف الشعب من السنة والشيعة تنتخب في اختيار حر وعادل.
واعتبر ان مطالب اليمنيين مشروعة في الحصول على نظام سياسي يحقق لهم حياة حرة كريمة وشدد على ضرورة مواجهة ممارسات النظام الليبي ضد شعبه واصفا القذافي بـ quot;الدكتاتورquot;. كما أشار إلى ان احتجاجات العراقيين قد حققت بعض ثمارها، واعتبر مدينة كركوك الشمالية عراقاً مصغراً حيث تعيش فيها مكونات العراقيين بمختلف اطيافهم.

وأضاف الحكيم في كلمة خلال الملتقى الثقافي الأسبوعي للمجلس الأعلى الليلة الماضية ان الحراك الشعبي الواسع في الوطن العربي حالياً يهدف إلى استعادة الكرامة والحريات والحقوق السياسية والمطالب المعيشية والخدماتية وتأطير حياة المواطنين في دساتير وقوانين وانتخابات وتداول سلمي للسلطة وتحقيق العدالة الاجتماعية الغائبة. وأشار إلى ان المواطن العربي يدفع مقابل الحصول على ذلك ضريبة كبيرة من خلال ضحايا يسقطون بالمئات على مرأى ومسمع من العالم.

وحشية النظام الليبي

أشار الحكيم إلى ان هناك همجية ووحشية لدى النظام الليبي في تعامله مع شعبه الأعزل حيث يستخدم الأسلحة الثقيلة والدبابات والطائرات لقمع الشعب الذي يسقط أبناؤه بالمئات مستصرخين الضمير العربي والعالمي لنصرتهم في المحنة التي يعيشونها، فهم يُقمعون لانهم ينشدون الحرية ويطلبون عزتهم وكرامتهم. وقال ان الاعتراف بالمجلس الانتقالي في ليبيا من قبل جامعة الدول العربية والعديد من الدول الغربية يمثل خطوة مهمة وأساسية للوقوف إلى جانب الشعب الليبي وإيصال رسالة التضامن إلى جانب هذا الشعب ووضع حد لنزيف الدم المستمر في هذا البلد العربي الشقيق الذي يرتمبه نظامه الذي يقوده القذافي الذي تذكر دكتاتوريته بنظام صدام حسين.

ثورة الشعب اليمني

وعن الوضع في اليمن، قال الحكيم ان هناك استهداف للمتظاهرين المسالمين حيث يسقط مئات الضحايا مما يحفز ويزيد من حماس أبناء الشعب في متابعة كفاحه لإستعادة عزته وكرامته وبناء نظام سياسي يوفر له طموحاته المشروعة في الحياة الحرة والكريمة.

استهداف الشعب البحريني

وتوقف الحكيم عند الوضع البحريني فرأى أنه يشهد تطورات غير مسبوقة في التعامل مع أبناء الشعب من قبل القوى الأمنية وإستقدام قوات من خارج الحدود البحرينية لإستهدافهم والتضييق عليهم وإعلان حالة الطوارئ واستهداف المواطنين مما أدى إلى سقوطالقتلى في ظل تعتيم إعلامي كبير من قبل وسائل الإعلام المؤثرة والمهمة في الوطن العربي.

وأشار إلى ان الشعب البحريني يدفع ضريبة التظاهرات السلمية والاحتجاجات الحضارية للتعبير عن طموحاته ومطالبه المشروعة في الإصلاح السياسي. ورأى أنه quot;من المؤسف استخدام الأجهزة الأمنية وهي بملابس مدنية لممارسة quot;البلطجةquot; لقمع الناس وملاحقتهم في أماكن عديدة.

وأضاف ان مثل هذه المواقف تعقد المشهد البحريني إلى حد كبير وستجعله أمام تطورات ومفاجآت كبيرة quot;ولا بد من التذكير من جديد بأهمية الموضوعية في تقييم الأمور وقراءة الساحة قراءة دقيقة وموضوعية من قبل القيادة البحرينية التي تمنينا لها الإحتفاظ بالحكمة ومنطق الحوار والإنفتاح والتواصل مع أبناء شعبها وتفهم مطاليب المواطنين المشروعة وتوفير المناخات الملائمة والمناسبة لإنجاح الحوار بين القيادة البحرينية وبين أبناء الشعب البحريني الشقيق، إن مثل هذه الإجراءات هي التي تحافظ على النظام والاستقرار في هذا البلد الشقيق لأن الشعب البحريني بكل شرائحه وطبقاته وتعدداته المذهبية هو شعب وطني منشد إلى وطنه وينطلق من مصالح هذا الوطن في بناء تطلعاته وتحديد طموحاته المشروعةquot;، معتبراً أن quot;إتهامه بالتآمر والإبتعاد عن الحس الوطني إنما ينطلق من نظرة أحادية وغير موضوعية وغير منصفة لواقع هذا الشعب كما ان المطالب المشروعة لأبناء الشعب البحريني في الإصلاح السياسي وفي الإنتخابات العادلة وفي المطالبة بالقضايا الحياتية التي يطرحها لتحسين أوضاعه المعيشية وصولا إلى الملكية الدستورية التي يناشد بها انما هي مطالب مشروعةquot;.

واعتبر الحكيم أن المسيرات والاحتجاجات السلمية التي خاضها هذا الشعب انما جاءت لتحقق هذه المطالب وتشجع القيادة البحرينية للإصغاء والإستماع لها وهذه الاحتجاجات مكفولة لكل الشعوب في ان تعبر عن حقوقها ومطالبها. واوضح ان الحوار البنّاء وتفهم طموحات الشعب البحريني وإجراء الاصلاحات السياسية الحقيقية في البلاد تعد بوادر حسن نية يمكن ان تقوم بها القيادة البحرينية لتهدئة الأوضاع وتطييب الخواطر وإيجاد الفرص الملائمة للملمة الأمور وحل المشكلات، لأن الأساليب العسكرية لايمكن ان تكون طريقا للحل فاستخدام القوة سوف يزيد الأمور تعقيدا ويجعل المشهد يتطور بسرعة كبيرة باتجاهات يصعب السيطرة عليها كما ان استقدام قوات خارجية قد يشجع على تدخلات خارجية أخرى مما ينقل المشهد المحلي البحريني إلى مشهد إقليمي له مضاعفات كبيرة ويطور المطالبات السياسية والخدمية في الواقع البحريني اليوم إلى صراعات ذات أبعاد أخرى يخاطر من خلالها بالعلاقات السياسية والاجتماعية داخل البحرين وفي المنطقة برمتها.

الاحتجاجات العراقية حققت بعض ثمارها

وحول الأوضاع الداخلية في العراق اشار الحكيم إلى ان المسيرات والاحتجاجات قد حققت بعض ثمارها من خلال التركيز المتزايد على مطالب الناس والاستماع لقضاياهم واتخاذ الإجراءات العاجلة لحل هذه المسائل والمطالب المقة والمشروعة وذلك من خلال وضع سقف زمني قصير يتمثل بمئة يوم لمعالجة الإشكاليات ولوضع صورة عن خارطة الطريق المطلوبة لحل المشاكل من قبل الحكومة وتقييم الأداء الوزاري لتلبية احتياجات المواطنين ومعالجة المشاكل اضافة إلى تعزيز الدور الرقابي لمجلس النواب.

واضاف ان الظرف الذي يعيشه العراقيون اليوم يتطلب تعاونا متزايدا بين القوى السياسية والكتل النيابية والقوى المشاركة في الحكومة وتكاتفا وتعاضدا وتماسكا في اطار الكتلة الواحدة وبين الكتل السياسية المتعددة من اجل تعزيز الشراكة الحقيقية وتكريس الجهود والطاقات والإمكانات لخدمة المواطنين وحل مشاكلهم وهو امر يتطلب المزيد من الاهتمام في تفعيل الإتفاقات السياسية المبرمة بين الكتل وتعزيز آليات الشراكة الحقيقية التي تشعر الجميع بأنهم فريق عمل واحد يعملون سوية ويكرسون جهودهم لخدمة الشعب.

كركوك عراق مصغر

أما حول قضية مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط التي يطالب الاكراد بضمها إلى اقليم كردستان الشمالي الذي يحكمومنه منذ عام 1991 فقد اكد الحكيم ان هذه المدينة عراقية الخصوصية في ظل الخيمة الوطنية العراقية وتعايش الناس فيها بمختلف مكوناتهم وتوجهاتهم القومية والدينية والمذهبية والسياسية حيث تشكل كل هذه المزايا السمة البارزة لهذه المدينة التي تعتبر عراقا مصغرا يجسد فسيفساء التشكيل العراقي. وشدد على اهمية الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات من قبل الأطراف المعنية لتهدئة الأوضاع فيها وحل الإشكاليات هناك على قاعدة الالتزام بالدستور والقانون والاتفاقيات المبرمة بين الأطراف السياسية.