لندن: تبعد أجدابيا عن بنغازي التي تعد حصن الثوار الأساسي بأقل من 10 أميال، وهذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها الموالون للقذافي من وضع دباباتهم على الطريق الرابط ما بين المدينتين مما أدى إلى شق قوات الثوار إلى جبهتين.

وبالنسبة للثوار والمدنيين الذين يعبرون خط الجبهة هذا كان هناك غضب وخوف ممزوجا بتصميم قوي. وهم ينقلون قصصا عن العنف والقتال الضاري الذي يجري في اجدابيا والشعور السائد بين قوات القذافي بأنها على وشك ان تنجح في قمع التمرد الذي منح قدرا من الأمل بالتمكن من الإطاحة بالقذافي.

وقال زيد الليبي الذي وصف نفسه بأنه مستشار عسكري واعطى اسمه الحركي فقط لمراسل صحيفة واشنطن بوست: quot;أين المجتمع الدولي؟ لا إله إلا اللهquot;. تعتبراجدابيا التي يقطنها 170 ألف شخص آخر خط دفاعي قبل بنغازي مهد الانتفاضة الشعبية التي تسعى إلى إنهاء حكم القذافي الذي ظل يحكم ليبيا منذ 41 سنة.

قال الليبي: quot;لقد بدأوا من البوابة الغربية للمدينة ثم قاموا بإحاطة أجدابيا فالوصول إلى البوابة الشرقية. قوات القذافي بالقرب من البوابة الشرقيةquot;.

وعلى الطريق من بنغازي إلى أجدابيا بدا المتمردون وكأنهم يتهيأون لهجوم محتمل تقوم به قوات القذافي على بنغازي. وهناك 3 دبابات خاصة بالمتمردين تبعد إحداها عن الأخرى مسافة ميل واحد وقد وجهت مدافعها صوب أجدابيا.

من جانب آخر، تجمع المقاتلون الثوار في البلدات الصغيرة المنتشرة على الطريق، حيث ينتظر بعضهم الأوامر وبعضهم يتوجه صوب بنغازي والآخرون يعودون إلى خط الجبهة في بلدة زواياتينا وما وراءها.

وعلى مسافة، يمكن سماع صدى القصف. وقال مدنيون ومقاتلون إن قوات القذافي قد قصفت اجدابيا بالمدفعية والصواريخ مساء الثلاثاء والأربعاء الماضيين، ويبدو أن قوات القذافي تتبع تكتيكات مشابهة لتلك التي اتبعتها لاحتلال مدن وقعت بيد الثوار وهذه تتمثل بمزج القصف المدفعي والجوي للمناطق المدنية والاشتباك بالقتال ثم الانسحاب إلى أطراف المدينة في الليل.

قال quot;ترباحquot; الذي رفض إعطاء مراسل واشنطن بوست اسمه كاملا إنه مثل حال العديدين قد تمكن من الهرب من أجدابيا. وقال إنه رأي دبابات القذافي تدخل المدينة مع ما لا يقل عن عشرة جنود. وقال quot;تربحquot; إن قادته الميدانيين أمروه بالانسحاب.

وقال quot;ترباحquot;: quot;لا يمكنك إيقاف دبابات تحمل مدافع 40 ملليمتر. وقال تربح ومقاتلون آخرون إن الموالين للقذافي ظهروا لهم بملابس مدنية من بيوت وبدأوا يهاجمونهم. وأضاف: quot;لم نكن نعلم من منهم كان معنا ومن منهم كان ضدناquot;.

وخلال حديثه وصلت سيارة أخرى قادمة من خط جبهة القتال من أجدابيا وتحمل عائلة وممتلكاتها. وقال المقاتل مفتاح محمد شواعي، 30 سنة، إن سبعة من رفاقه قد قتلوا الثلاثاء الماضي حين دخلت قوات القذافي المدينة.

وفي مقابلات أجراها مراسل الواشنطن بوست مع الكثير من الأفراد والمقاتلين إنهم شاهدوا الكثير من الناس تقتل داخل المدينة، بعد وقوعهم في فخ تبادل النار. وقد دمرت المدفعية ونيران الدبابات والصواريخ المدنية أجزاء من المدينة الثلاثاء الماضي. وقال مفتاح محمد شعاعي، 30 سنة إن سبعة من رفاقه قتلوا عند دخول قوات القذافي إلى المدينة.

وعلى عكس التوقعات يرى الكثير من المقاتلين على خطوط جبهة القتال إنه مستعدون للموت ومنع قوات القذافي من السيطرة على أجدابيا. وقال الليبي مقسما: quot;الليلة نحن سنقاتلهم داخل المدينةquot;.