رأى عزت الشابندر عضو مجلس النواب العراقي أنّ الساحة السياسية تشهد حاليًا تحركًا لتشكيل حكومة غالبية سياسية، بعد فشل حكومة الشراكة الوطنية الحالية لأنها ولدت ميتة ومشلولة.وأشار إلى أن تظاهرات الشارع العراقي مهمة لأنها كانت عامل تسريع وتفعيل، ودفعت الوزارات، خصوصًا الخدمية، إلى العمل بجد.
عزت الشابندر |
بغداد: قال عزت الشابندر عضو مجلس النواب العراقي عن دولة القانون بزعامة المالكي ان الساحة السياسية تشهد حاليًا تحركا لتشكيل حكومة غالبية سياسية، بعد فشل حكومة الشراكة الوطنية الحالية لانها ولدت ميتة ومشلولة. وأشار إلى أن تظاهرات الشارع العراقي مهمة لانها كانت عامل تسريع وتفعيل ودفعت الوزارات، خصوصًا الخدمية، إلى العمل بجد.
وانتقد الشابندر في مقابلة مع quot;إيلافquot; الموقف العراقي من احداث البحرين الذي وصفه بالمغالاة في التعاطف، الامر الذي اضرّ بالقضية.. وهذا ماجاء في هذه المقابلة:
- ما رأيك بما يقال عن تشكيل حكومة غالبية سياسية في العراق؟
bull; حكومة الشراكة الوطنية مفهوم لا يوجد في دول العالم شبيه له كما يحدث في العراق، ونحن في قائمة دولة القانون نرى ان الحكومة الحالية لا تملك مقومات فشلها او نجاحها.. فما الجدوى من حكومة الشراكة الوطنية هذه؟
- هل ترى ان الوضع السياسي في العراق أصبح صالحًا للتعامل مع تطلعات لحكومة غالبية سياسية؟
bull; حكومة الشراكة الوطنية فيها قدر كبير من السلوك الممجوج، فما الذي يعني ان تكون في الحكومة وضدها في الوقت نفسه؟. الصحيح إما أن تكون في الحكومة ومعها أو ضدها، ومن هنا تأتي حكومة الغالبية السياسية، وبالمناسبة فإن كل النظم السياسية في العالم تقوم على حكومات غالبية سياسية ومعارضة، وحكومة الشراكة الوطنية ليست حكومة لنظام مستقر، بل هي حكومة عبور لمرحلة استقرار، وعندما تكون هناك ازمة ثقة كما يحصل في العراق فإن حكومة الشراكة الوطنية تعتبر عبورًا.
- هذا يعني ان حكومة الشراكة فشلت، فهل يوجد تحرك فعلي لتحقيق حكومة غالبية سياسية؟
bull; حكومة الشراكة الوطنية هي حكومة إسعاف اضطرارية، وليس لها وجود في مكان آخر من العالم. حكومة الشراكة ولدت مشلولة وميتة، وانا لست متفائلا بها، ولا أتوقع استمرارها طويلاً، وان سحبت الثقة من الحكومة. فإن التحرك سيكون باتجاه حكومة غالبية سياسية لها معارضة.. نعم يوجد حراك سياسي في هذا الخصوص، ومن كل الكتل باتجاه تشكيل حكومة غالبية سياسية.
- ما هو رأيكم في بيان بعثيي العراق بالتطوع لحماية العقيد القذافي؟
bull; لا تعليق سوى أنها دعايات بعثية، ونأمل ان يكون مصيرهم مثل مصير القذافي المرتقب، وهذا السلوك شكل من إشكال الإبتزاز والإستجداء.
- ما رأيكم بما يتم تداوله عن إقدام الحكومة العراقية على دفع رواتب لفدائيي صدام؟
bull; لم اسمع عن هذا الموضوع، ولا معلومات لدي بشأنه.
- كيف تقوّم عمل مجلس النواب العراقي؟
bull; أرى ان مجلس النواب يعمل بقوة، حيث إن هناك عملاً مثابرًا كبيرًا من قبل بعض اللجان، التي تعمل لوقت طويل لإنجاز عملها، وحتى الهيئة الرئاسية تقوم بعمل جيد، رغم عدم انسجامها بشكل عام وتام.
- هناك انتقادات لأداء رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، ما هو رأيك؟
bull; أرى ان أداء أسامة النجيفي أداء جيد، فالرجل يعرف وضع وعمل مجلس النواب، وهو صبور وحازم وقادر على إعطاء مجلس النواب هيبته. وقد سمعت بمثل هذا الكلام وتلك الانتقادات، لكن لا يجوز أن نجرّد الآخرين من قدرتهم واجتهادهم.
- يتوقع ان يكون صيف العراق هذا العام أكثر سخونة بخصوص التظاهر ضد نقص الخدمات؟
bull; نحن مع حركة وتظاهرات الشارع العراقي، وكانت مهمة، لأنها كانت عامل تسريع وتفعيل، ودفعت الوزارات، خصوصاً الخدمية منها، إلى العمل بجد، بشكل لم يسبق أن عملوا به سابقًا.
- لكن وزير الكهرباء أعلن انه لن يتم توفير سوى 4 ساعات كهرباء خلال الصيف فأين الجد في العمل؟
bull; قد تكون 4 ساعات كهرباء أفضل من لا شيء، خصوصًا وأن هناك بلدانًا مستقرة، مثل لبنان، الذي تعتبر الخدمات فيه متقدمة، ومع ذلك الكهرباء تنقطع لمدة 16 ساعة يومياً، وأنا رجل واقعي، ولا اريد الضحك على الشعب، خصوصًا أن العراق الجديد ورثة تركة ثقيلة في كل شيء.
- هل تدافع عن الطريقة التي تعامل بها رئيس الحكومة المالكي مع التظاهرات؟
bull; لا ادافع عن الرجل، ولا أنحاز إليه، لكن المالكي تعامل بصدق ونزاهة مع التظاهرات والمتظاهرين، ففي الوقت الذي عارض التظاهرات الكثير من الجهات السياسية في العراق كأطراف في التحالف الوطني مثلاً، وكانت ممتعضة من تحرك الشارع، وفي حين وقف أشخاص ضد حق الشعب في التعبير عن حقه، عمدت القائمة العراقية إلى ركوب موجة التظاهرات وتجييرها لمصالحتها، وهذه مواقف مخادعة.
وحده المالكي أعطى المتظاهرين الحرية وحق التظاهر، وقال للمتظاهرين واجبي أن احميكم عندما تتظاهرون، كما هو واجبي ان احمي ممتلكات الدولة وأحافظ عليها. وكان صادقا معهم، ولم يكذبهم، قال لهم بعض المطالب يمكن تحقيقها خلال اشهر مثل البطاقة التموينية، فهي تحتاج أشهرًا لأنها مواد يتم استيرادها ونقلها. أما بعض المطالب الأخرى فقال قال المالكي إنه لن يتم انجازها إلا خلال سنة، والجزء الآخر من الطلبات قال انه لن يستطيع انجازها لتعارضها مع الدستور لأنها مخالفة. من هنا فان المالكي كان واقعيًا وصادقًا مع المتظاهرين، وهذا ليس انحيازًا إلى المالكي.
- هناك كلام عن محاولة المالكي إعادة كسب ود التيار الصدري والمجلس الأعلى الإسلامي؟
bull; لا ادري شيئًا عن هذا الموضوع، ولا أرى أي تحرك في هذا الاتجاه.
- كيف تقوّم الموقف الحكومي العراقي من البحرين وليبيا مع انتقاد البعض له؟
bull; الموقف العراقي من البحرين وليبيا على مستوى الشارع والحكومة كان موقفًا سليمًا، إلا ان الموقف من البحرين رصد البعض مغالاة في التعاطف مع البحرين، مما أعطى فرصة للتفسير السلبي والتأويل، فأضرّ بالوضع في البحرين، ويجب ان ننظر للأمور بواقعية، لكن في المقابل فإن موقف النظام العربي كان موقفاً حقيراً، حيث تعامل بمزاجية، وغطّى الأحداث في ليبيا بمزاجية واضحة.
- لماذا تأخر تعيين الوزراء الأمنيين، ومتى سيتم ذلك؟
bull; سيتم طرح أسماء الوزارات الأمنية ربما في نهاية هذا الأسبوع أو خلال الأسبوع المقبل، والتأخير مفهوم، فمن الطبيعي ان تتوافر شروط معنية معقولة موضوعة من قبل القائد العام للقوات المسلحة، وهذا حق، ومن الشروط ان المالكي وفقا للمعايير يريد رجلا عسكريا محترفا، ولا يريد شخصا حزبيا.
إضافة الى انه يعتقد انه حقق مكاسب خلال السنوات الماضية، ولا بد من إناطة الوزارات الأمنية برجال يؤمنون بذلك. وهناك موضوع اهم بكثير من حيث الثقة بالطرف الآخر وإناطة الوزرات الأمنية كالدفاع والداخلية لا بد ان ان يرافقه احساس بالثقة بالآخر، خصوصاً أنه توجد معطيات واشارات الى وجود نفس تآمري يعوّل على الجيش لخلق حالة خطر على العملية السياسية في العراق وتغييرها. إن وجود معطيات او مؤشرات كهذه من شأنه ان يدفع القائد العام للقوات المسلحة للتفكير مليًا قبل اناطة مسؤولية الوزارات الأمنية لأشخاص غير مؤهلين، وهذا طبيعي فالقائد العام للقوات المسلحة مسؤول عن كل ما يحدث، ومن الطبيعي التأني.
- صندوق النقد الدولي شكك اليوم بقدرة العالم على انتاج 13 مليون برميل يوميًا، مما قد يعني مأزقا للحكومة؟
bull; كلام صندوق النقد الدولي ليس دقيقًا، وليس برئيًا، وموقف الصندوق لا ينفصل عن موقف عربي عام، فهم لا يرغبون في أن يطور العراق إنتاجه وتطوره، وان يصل إلى مستوى انتاج متطور ومنافس. لكن العراق لا يكترث لذلك لأنه نمر يتوثب، وسيأخذ ويستعيد مكانته قريبًا شاء من شاء وأبى من أبى. فعلى سبيل المثال، على الرغم من إحجام العراق عن التعامل بالدين، إلا ان عشرات الشركات الأجنبية تتهافت، وتتوسل لإنجاز مشاريع بالدفع الآجل.
التعليقات