اعتبرت الرئاسة الأفغانية أن عملية فرار 500 سجين من سجن قندهار يدل على وجود مساعدة قدمت لهم من الداخل.


كابول: اكدت الرئاسة الافغانية الثلاثاء ان فرار حوالى 500 سجين من عناصر طالبان، من سجن مدينة قندهار الكبيرة في جنوب افغانستان، لم يكن ليحدث لولا وجود مساعدة من داخل السجن.

وقال مكتب الرئيس حميد كرزاي في بيان ان quot;هروب جميع السجناء من احد اقسام السجن عبر نفق يدل على ان هناك مساعدة قدمت من داخل السجنquot;.

وبحسب الرئاسة، التي قالت ان معلوماتها تستند الى تقرير لوزير العدل حبيب الله غالب قدمه الى الرئيس كرزاي فان السجناء في اقسام السجن الاخرى لم يكن بامكانهم الفرار عبر هذا النفق.

وفر نحو 500 سجين تشير السلطات اليهم بعبارة quot;المساجين السياسيينquot; - من مسؤولين او ناشطين في حركة طالبان لم يتم توقيفهم خلال معارك او هجمات- ليل الاحد الاثنين من سجن قندهار عبر نفق يتجاوز طوله 300 متر، قال المتمردون انهم قضوا خمسة اشهر في حفره من الخارج.

وبحسب مراسل فرانس برس الذي زار السجن الاثنين يبلغ قطر النفق الذي يؤدي الى زنزانة حوالى متر واحد.

واكدت حركة طالبان في بيان ان حفر النفق الذي يبلغ طوله 320 مترا استغرق خمسة اشهر وادى الى داخل زنزانة quot;المساجين السياسيينquot; في السجن.

وقالت الحركة ان عملية quot;حفر النفق انتهت ليلة الاحد الاثنين وخرج المجاهدون والمساجين الى الخارج عبرها بفضل ثلاثة معتقلين كانوا على علمquot; بالعملية التي قالت انها دامت اربع ساعات وانتهت في الساعة 03,30 صباح الاثنين (23,00 تغ الاحد) وان المساجين فروا على متن سيارات كانت تنتظرهم.

واكدت طالبان ان مجموعة كومندوس انتحارية تمركزت قرب السجن لكنها لم تضطر الى التدخل.

وبحسب تقرير وزارة العدل الذي اوردته الرئاسة الافغانية في بيانها فان quot;حفر نفق طويل يتطلب الوقت ومعدات النقل التي لم يكن بالامكان ان تكون غير مرئية عن اعين الحراس خصوصا قوات الامنquot;.

واعربت الوزارة عن استغرابها quot;لعدم ملاحظة موكب كبير كان ينتظر هروب هذا الكم من السجناء في الخارجquot;.

واوضحت الوزارة ان البيت الذي حفر من خلاله النفق تعرض لعملية تفتيش من قبل قوات الشرطة قبل شهرين ونصف.

واعلنت السلطات المحلية في قندهار الثلاثاء القاء القبض على 65 شخصا من السجناء الهاربين.

واعلنت السلطات الاثنين مقتل اثنين من السجناء الفارين خلال محاولة مقاومة عملية الاعتقال.

وبدأت القوات الافغانية وقوات التحالف عمليات بحث وتتبع واسعة للسجناء الهاربين في قندهار.

وتشكل عملية فرار السجناء نكسة لحكومة كابول وقوات التحالف الدولي التي ضاعفت عملياتها خلال السنتين الاخيرتين في قندهار معقل نظام حركة طالبان، من اجل استقرار هذا البلاد.

وبحسب الخبراء فانه من الصعب تقييم المضاعفات الامنية لعملية الفرار في الوقت الحالي، لكنهم اشاروا الى انها تلقي الضوء على ضعف الدولة الافغانية التي تعاني اصلا من فقدان الشرعية لدى ابناء الشعب الافغاني.

وقندهار معقل نظام حركة طالبان (1996-2001) الذي اطاح به تحالف دولي نهاية 2001، والتي تشن منذ ذلك التاريخ تمردا على حكومة كابول وقوات حلف شمال الاطلسي.