رفضت غالبية الأوساط السورية المعارضة والتيارات السياسية التي تحدثت إليها إيلاف أي تدخل خارجي كمخرج مُحتمل لما يحدث في سوريا من سفك دماء وقمع واعتقال للمتظاهرين.


قوات الأمن السورية تواصل محاصرة درعا للأسبوع الثاني

مع تزايد الضغط الدولي على سوريا، ومناشدة السلطات لوقف سفك دماء المتظاهرين المدنيين، ما رأي المعارضة السوريّة بالتدخّل الأجنبي في سوريا، خاصة أن هذا التدخل لم يحقق مصلحة ليبيا أو ما يريده الثوار حتى الآن. وكيف يرون شكل هذا التدخل؟ وهل يعتقدون أن لدى الدول العظمى مصلحة في سقوط الأسد؟

السيادة السورية المسلوبة

قال النائب السابق في مجلس الشعب السوري مأمون الحمصي في تصريح خاص لـquot;إيلافquot; إن هناك خطوات يجب على المجتمع الدولي أن يقوم بها، وأكد quot;أن الشعب السوري شعب منكوب، ويعيش حالة مأساويةquot;. وأضاف quot;الاعتقالات عشوائية، ولا نعرف عدد الشهداء الحقيقي، وسط غياب المعلومات والشفافية، ومنع دخول وسائل الإعلام، ومحاصرة درعا، وأشار إلى quot;أن هذا الوضع لا ُيحل إلا بوساطة العدالة الدوليةquot;.

وشدد الحمصي، وهو معتقل سابق على خلفية ربيع دمشق، على quot;أننا لا نقبل من الدول العربية والمجتمع الدولي أن يتعاملوا بمئة مكيال، فالدم الليبي ليس أغلى من الدم السوريquot;، لافتًا إلى أن quot;الشعب السوري أعزل، ولدينا نساء اعتقلت لمجرد التظاهرquot;.

وقال: quot;على المجتمع الدولي واجب والتزامات، بموجب المعاهدات الدولية، ولدماء شعبنا قدسية لأنهم مواطنون عزّلquot;.

وأكد quot;أن السيادة السورية منزوعة أصلاً بفعل سلب البلاد من قبل عائلة الأسدquot;، وأضاف quot;أسابيع من التظاهرات، والتماثيل والصور لم تنته في المحافظات السورية، رغم محاولات يومية حثيثة لانتزاع الصور وتحطيم التماثيلquot;، وتساءلquot;كم كلفت الاقتصاد السوري كل هذه الصور والتماثيل، ألم يكن من الأجدى أن تدفع هذه التكاليف لخدمة السوريين المتعبين ماليًا؟quot;.

وقال quot;كنت في لبنان، وشاهدت الشباب السوريين يعملون كعمّال في لبنان، وكل مجموعة من عشرة شباب يعيشون في شقة واحدةquot;. وأضاف إن quot;الشعب السوري شعب نظيف، ويريد أن يعيش، وكان هؤلاء الشباب في الأعياد يعودون إلى عائلاتهم، إلا أنهم كانوا يتعرضون للابتزاز، وسط حالة عامة من الفساد في الجمارك السورية على الحدود السورية اللبنانيةquot;.

واعتبر quot;أن النظام السوري يحاول أن يخيف الشعب السوري بسلاح التدخل الخارجيquot;، وطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، والذين سكتوا عن ممارسات النظام السوري، بالقصاص العادل، محمّلاً المجتمع الدولي مسؤولية التأخير في رد الفعل، وقال quot;لا نريد أن يكون تعاملهم مع النظام على حساب الشعبquot;، وأضاف quot;الشعب السوري شعب بطل، واتحد بكل أطيافه حتى نجاح الثورةquot;.

الحل يجب أن يكون سياسيًا
من جانبه اعتبر المحامي رجاء الناصر القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي المعارض أن حل الأزمة في سوريا يجب أن يكون حلاً سياسيًا، وليس أمنيًا أو عسكريًا، وقال quot;حتى هذه اللحظة لا يوجد إلا خطوات عاجلة تسعف البلادquot;، محذّرًا quot;في حال عدم حدوث ذلك، فالبلد ستقاد إلى الفوضى، والى تعقيد أكثر في الأزمات، والى مستقبل لا يمكن لأحد التكهن بهquot;.

وأشار في اتصال هاتفي أجرته quot;إيلافquot; إلى مدينة حلب (وسط سوريا) إلى رفض التدخل الأجنبي، وقال quot;نحن ضد التدخل الأجنبي، ليس لأنه أثبت فشله في ليبيا فقط، بل لأنه نوع من أنواع الاحتلال، ونحن نؤمن أن يكون التحرك داخليًا ووطنيًا من حيث المبدأ، ومن حيث الواقع، القوى الخارجية لا تهتم إلا بمصالحها الأساسية، وهي مصالح ضد القضية الوطنيةquot;.

ورأى الناصر quot;من جهة أخرى أن الدول الغربية غير جادة في التدخل في سوريا، لأن مصالحها ليست متوافقة مع الشعب السوريquot;، معبّرًا عن حرصه quot;أن يكون التغيير سلميًا وداخليًا وفوريًا، ومن دون أية تدخلات خارجية، وبمبادرة وطنية باتت الآن ملحّة وعاجلة وآنيةquot;.

وحول العقوبات على النظام، رأى quot;أن العقوبات على الأنظمة غير مجدية، فقد أثبتت فشلها في كل المراحل، حيث إن الرؤساء والمسؤولين لديهم ترتيباتهم الداخلية، التي تضمن حرية الحركة لهم، وتحمي أموالهم من المصادرة، في حين يبقى المتضرر الوحيد هي الشعوبquot;.

وأضاف quot;طبقت هذه الأساليب في العراق وليبيا والسودان.. ونتيجتها أن الحكام لم يتأثروا بنتائجهاquot;. معتبرًا أن العبرة في هذه العقوبات بأن لها معنى رمزيًا وسياسيًا بأن هذه الحكومات خارج إطار التعامل المريح مع الخارج، فيما عدا ذلك ليس لها أية قيمة فعلية.

رفع الغطاء عن النظام السوري
وتحدث المعارض السوري البارز، عبيدة نحاس مدير، معهد الشرق العربي في لندن عن رفض التدخل الخارجي، معتبرًا أن كفّ المجتمع الدولي عن التعامل مع النظام السوري كـquot; طفل مدللquot;هو الحل للخروج من الأزمة، وطالب بتخلي الغرب عن النظام السوري ورفع الغطاء عنه.

استخدام الآليات الدولية لحماية المتظاهرين السلميين
بدوره، قال الدكتور رضوان زيادةمدير مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان في تصريح خاص لـquot;إيلافquot; نحن ضد التدخل العسكري بأي شكل من الأشكال، ولا أعتقد أن أحداً من السوريين سيقبل بذلك، لكن في الوقت نفسه، أكد زيادة، الذي تحدث في مداخلة مهمة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، عن انتهاكات النظام السوري لحقوق الإنسان quot;لن نتوقف عن استخدام كل الآليات الدولية الضرورية من أجل حماية المتظاهرين السلميين في سوريا، وكانت خطوة إرسال لجنة تحقيق دولية من مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة البداية في هذا الإطارquot;.

رأي بانتظار التبلور
توجهت quot;إيلافquot; بالسؤال إلى الناشط السوري المعارض المقيم في ألمانيا فراس قصاص رئيس حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا عن رأي الحزب في التدخل الخارجي، فأجاب quot;إن حزب الحداثة لم يبلور موقفه النهائي من موضوع السؤالquot;.

ووفق آراء متفرقة لعدد من التيارات السياسية السورية المعارضة، استطلعت quot;إيلافquot; أمزجتهم، إزاء ما يحدث رأوا أنه كلما طالت فترة الأزمة الدموية في سوريا... كلما تعقدت القضية باتجاه الأسوأ، وباتت الاحتمالات مفتوحة، مما يزيد القلق على البلاد.

هذا واستغرب معارضون ما يتحدث عنه موالون للنظام السوري عن عمليات عسكرية quot;نظيفةquot; تحصل في درعا، ولفتوا إلى أن المتظاهرين المدنيين في سوريا يعارضون النظام بصدور عارية وأياد تبتهل إلى الله القصاص، وكان هناك حنق كبير لدخول الحصار العسكري على درعا في الأسبوع الثاني وسط عمليات قنص وقتل والعالم يتفرج.