أعادت صفارات الإنذار إلى العراقيين أجواء الحروب

أعاد دوي صافرات انذار مبكر في بغداد ومراكز المحافظات العراقية الاخرى بعد توقف استمر 8 سنوات الى اذهان العراقيين اليوم ويلات ومآسي 23 عامًا من الحروب التي ظلوا يسمعونها لتحذرهم من مخاطر قصف صاروخي او غارة جوية وشيكة اعتادوا عليها خلال تلك ألاعوام لكنها خرقت اسماعهم اليوم محذرة بالدرجة الاولى من كوارث طبيعية مثل الزلازل والفيضانات وبعدها الحروب التي يأملون ان تنأى بلادهم عنها مستقبلاً.


انطلقت في العاصمة العراقية بغدادومراكز محافظات البلاد السبعة عشر الاخرى صافرات الانذار مدوية في تدشين لمنظومة الكترونية جديدة للانذار المبكر من الكوارث الطبيعية لمدة دقيقة واحدة .. حيث اعادت الى اذهان العراقيين تلك الصافرات التي اعتادوا سماعها منذ العام 1980 حين اندلعت الحرب مع ايران التي قصفت مدنهم بالصواريخ والطائرات قبل ان تتوقف عام 1988 .. ولتبدأ بعدها صافرات الانذار محذرة من غارات اميركية اثر احتلال العراق للكويت العام 1990 والتي استهدفت بالتدمير البنية التحتية في العراق واهداف عسكرية وتنموية مهمة استمرت حتى احتلاله ربيع العام 2003 .

وابلغ مواطن عراقي quot;أيلافquot; في اتصال هاتفي من بغداد ان العراقيين استمعوا الى صافرات الانذار اليوم بوجوم اعاد الى ذاكرتهم سنوات صعبة مضت عاشوها زج بهم خلالها النظام السابق في حروب عدة مع الجيران حصدت ارواح اكثر من مليون منهم اضافة لماجرته عليهم من مآسي اجتماعية واقتصادية ما زالوا يعانون من تداعياتها حتى الان اثر احتلال بلدهم وما نتج عنه من نزاعات طائفية وعرقية تسود حياتهم حاليا.

وقال مدير دائرة الاعلام في مديرية الدفاع المدني العميد كاظم بشير صالح ان تدشين صافرات الانذار هذا قد تم اثر انجاز عمليات نشر 300 صافرة كهربائية ضخمة بينها 126 في انحاء عديدة من العاصمة والبقية في مراكز المحافظات على ان ننشر المزيد من هذه الصافرات في كل الاقضية في البلاد خلال المستقبل القريب.

واشار الى ان نظام الانذار المبكر هذا شمل اربع نغمات quot;الاولى خاصة بالكوارث الطبيعية مثل الزلازل والثانية خاصة بالفياضانات والثالثة تحذر من حرائق والرابعة تنذر من غارات جوية معادية . واضاف صالح ان جهاز الانذار الجديد الذي صنعته شركة يونانية quot;اكثر تطوّرًا من النظام السابق الذي تعرض للنهب والسرقةquot; رافضًا الكشف عن تكلفة المنظومة.
وتوقف نظام الانذار المبكر السابق في العراق عن العمل العام 2003 خلال الاجتياح الاميركي للبلاد.

ومن جهتها، قالت وزارة الداخلية العراقية انه بدوي صافرات الانذار اليوم تكون المرحلة الاولى من نصب منظومة الانذار المبكر ضد الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية في بغداد ومراكز المحافظات الاخرى قد انجزت بنجاح . وقال المدير العام للدفاع المدني اللواء لطيف كريم مزهر أن المرحلة الاولى من نصب منظومة الانذار المبكر هذه من المنظومات المتطورة وذات مواصفات فنية عالمية تم الأتفاق على تنفيذها مع شركة (كومتل) اليونانية.

واشار الى ان الداخلية تهدف من خلال عمل هذه المنظومة الى تأمين الحماية للطاقات والموارد المادية والبشرية والتقليل من حجم الخسائر في الارواح والممتلكات وأدامة العمل والانتاج أضافة الى تقوية الروح المعنوية للمواطنين في ظروف السلم والحرب وحالات الكوارث المختلفة .
وأوضح صالح في تصريح صحافي أن مديرية الدفاع المدني العامة دأبت ومنذ تشكيلها عام 1956 على تنفيذ واجباتها ومهامها المتمثلة بتأمين ألانذار المبكر للمواطنين في حالات الكوارث المختلفة اذ بدأت بصافرات الانذار الكهربائية ومن ثم صافرات الانذار الالكترونية التي دمرت خلال العام 2003 لكن المديرية باشرت بنصب منظومة متطورة بديلة للانذار المبكر عن الكوارث المختلفة التي قد يتعرض لها العراق داخليًا أو لدى الدول المجاورة مثل الفيضانات والزلازل والتلوث وغيرها .

وأشار الى انه يمكن استخدام هذه المنظومة من اجل العديد من الحالات للانذار وهي تحتوي على أربع نغمات مختلفة وحسب الكوارث المتوقعة إضافة الى نغمة خامسة وهي أنتهاء صافرة الانذار اضافة الى استخدامها كأذاعة داخلية أرشادية فضلاً عن استغلالها وسيلة أتصال بين المقر العام لوزارة الداخلية أو غرفة العمليات الرئيسة وغرف عمليات الدفاع المدني في المحافظات من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة .

وقد تم نصب صافرات الانذار هذه في مرحلتها الاولى الحالية في مراكز الدفاع المدني والمدارس ومراكز الشرطة وبعض الادارات الحكومية فيما ستكون المرحلة الثانية لتغطية الأقضية والنواحي في عموم البلاد من خلال تنفيذ خطة لنصب 1000 منظومة انذار لغرض تغطية جميع الاقضية والنواحي.

وقد تم صباح اليوم أطلاق نغمة صافرة كوارث لمدة دقيقة واحدة فقط بعد ان سبقتها ارشادات حول هذه التجربة من خلال وسائل الاعلام وشركات الهاتف النقال عن طريق بث رسائل قصيرة.

وكانت المرة الاولى التي سمع فيها العراقيون صافرات الانذار يوم الثالث والعشرين من ايلول (سبتمبر) العام 1980 بعد يوم واحد من اندلاع الحرب مع ايران حين دوت في سماء بغداد أول صافرة إنذار .. حتى تعود العراقيون على سماعها طيلة 23 عاما بعدها.
وبين عامي 1980 و1988 كانت صافرات الانذار تزعج اذان العراقيين وتثير الرعب في انفسهم تحذيرا من صواريخ ارض ارض ايرانية ضربت اهدافا في قلب العاصمة العراقية بغداد ومن غارات جوية لطائرات حربية ايرانية تقصف اهدافا عسكرية واستراتيجية في عموم المدن العراقية .

لكن العراقيين يعتبرون ان ليلتي السادس عشر والسابع عشر من كانون الثاني (يناير) عام 1991
بعد اشهر من غزو العراق للكويت في اب (أغسطس) عام 1990 هي الاكثر رعبا حين قررت الولايات المتحدة الأميركية شن حرب على العراق عام 1991 فضربت بغداد بصواريخ كروز انطلقت من بوارج حربية في مياه الخليج العربي ومن طائرات انطلقت من قواعد عسكرية في دول عربية مجاورة للعراق كانت من العنف والقوة والتوسع انها ارغمت نصف سكان بغداد البالغ عددهم انذاك حوالى ستة ملايين نسمة على مغادرتها الى العراء أو الى محافظات اخرى . ثم توقف صوت الصافرات بعد انتهاء حرب الخليج الاولى مع ايران عام 1988 وبعد خروج القوات العراقية من الكويت في اذار (مارس) العام 1991 حتى العام 1998 عندما قرر الرئيس الأميركي آنذاك بيل كلينتون معاودة قصف العراق بالصواريخ والطائرت لمدة أربعة أيام كاملة. ثم عاودت صافرات الانذار دويها مطلع العام 2003 حين قرر الرئيس الاميركي السابق جورج بوش غزو العراق الذي ادى في نيسان (ابريل) من ذلك العام الى إسقاط النظام العراقي السابق ومنذ حينها خمد صوت الصافرات... حتى عاودت نشاطها اليوم الجمعة.