حالة كبيرة من الشغف والترقب تهيمن في تلك الأثناء على الآلاف من الأميركيين الذين تساورهم اعتقادات بأن يوم غد، الموافق الحادي والعشرين من شهر أيار / مايو الجاري، سيكون نهاية العالم. واهتمت اليوم صحيفة quot;النيويورك تايمزquot; الأميركية بإلقاء الضوء على الانقسام الحاصل الآن بين أفراد الأسر الواحدة، فيما يتعلق بتصديق تلك النبوءات التي تتحدث عن هذا الأمر، وضربت المثل في البداية بأسرة من مدينة ميدلتاون في ولاية ميريلاند، مكونة من خمسة أفراد ( أبوين وثلاثة أبناء ) ndash; حيث يؤمن الأبوين بالنبوءة، بينما لا يلقي الأبناء لها بالاً من الأساس.

ونقلت الصحيفة عن أحد الأبناء، قوله quot; أخبرتني أمي بشكل مباشر أني لن أصعد إلى السماء. في البداية، كان ذلك أمراً محزناً، لكن هذا هو ما تعتقده أمي بصدقquot;. مضت الصحيفة تقول إن الآلاف في جميع أرجاء البلاد قضوا الأيام القليلة الماضية وهم يسيرون في الشوارع ويودعون العالم بصورة نهائية قبل يوم السبت، يوم الحساب، حين يتوقعوا أن يصعدوا إلى السماء في عملية تعرف باسم النشوة. ويقولون كذلك إن غير المؤمنين سيُترَكون ليهلكوا مع العالم على مدار الأشهر الخمسة المقبلة.

ومن خلال تي شيرتاتهم الخاصة بيوم القيامة، ولافتاتهم، ومنشوراتهم، يُنظَر عادةً إلى الأتباع ndash; المُمسكين بأناجيل في الغالب - على أنهم دعاة غير ضارين من خارج الدين السائد. لكن قناعاتهم تخلق بشكل متكرر معظم أجواء التوتر بداخل أسرهم، لاسيما مع الأقارب الذين أهم ما يشغل بالهم بشأن عطلة نهاية الأسبوع هو ما إن كانت ستمطر أم لا.

ونقلت الصحيفة عن شخص يدعى كينو دوغلاس، 31 عاماً، قوله إنه بات من الصعب عليه التوافق مع شقيقته ستاسي، 33 عاماً، التي لا تريد أن تتحدث عن أي شيء آخر. وأردف بقوله quot; فعندما أقول ( ماذا سنفعل هذا الصيف ؟ ) أجدها تجاوبني بالقول ( سوف ينتهي العالم في يوم 21 أيار / مايو الجاري، لذا فأنا لا أعرف لما تخططون لفصل الصيف ؟ )quot;. وتابعت الصحيفة بنقلها عن ستاسي، وهي أم لطفل عمره 7 أعوام، قولها quot; بينما لا تنظر أسرتي للمستقبل بنفس الطريقة التي أنظر بها إليه، سمحت لي أمي أن أضع علامة خاصة بيوم القيامة على منزليquot;.

وقد آمنت ستاسي مع غيرها بنبوءة هارولد كامبينغ، المهندس المدني الذي أصبح فيما بعد عالم في الكتاب المقدس، وتم بث السيناريو الذي يتصوره ليوم القيامة على شبكة راديو الأسرة، وتوقع حدوث ذلك يوم غد الموافق 21 من الشهر الجاري.

وفي هذا اليوم، الذي تم التوصل إليه عبر سلسلة من العمليات الحسابية المستندة إلى الكتاب المقدس التي تفترض أن العالم سينتهي بعد 7000 سنة بالضبط من طوفان نوح، سوف يصعد المؤمنون إلى السماء بالتزامن مع وقوع زلزال في جميع أنحاء العالم. أما غير المؤمنين فسيتعرضون لخمسة أشهر من الأوبئة والزلازل والمجاعات والحروب والعذاب العام قبل أن يُدمَّر الكوكب تماماً في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

من جهته، قال كيفن براون، ممثل راديو الأسرة، إن الصراع مع باقي أفراد الأسرة كان جزءً من الاختبار المتعلق بما إن كان الشخص مؤمن بصورة حقيقية أم لا. بينما قال غاري دانيلز، 27 عاماً، إنه يعتزم قضاء يوم غد السبت مثله مثل باقي المؤمنين، وأتبع quot; سأظل إلى جانب جهاز التلفزيون، منتظراً يوم القيامة، ووقوع الزلزال من بلد إلى آخرquot;. لكنه اعترف في نفس الوقت بأن أسرته لا تقف كلها ورائها.