لا تشغل المرأة الليبيّة منذ اندلاع الثورة ضد نظام القذافي سوى منصبين فحسب من مناصب المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوّار والتي تقدر بحوالى 40 مقعدًا. وحتى وزارة التعليم التي كان يتوقع أن تشغلها امرأة، من المرجح أن تذهب الآن إلى أحد المرشحين الرجال.


بنغازي: بعد أسابيع من التأخير والاجتماعات المغلقة، أعلن قادة الثوار في ليبيا على مدار الأيام الأخيرة عن قائمة من التعيينات الجديدة، بما في ذلك وزير للدفاع ووزير للتعمير والبنية التحتية. وأضافوا أعضاء إلى المجلس الوطني، لتمثيل مناطق في جنوب ووسط وغرب ليبيا، في محاولة من جانبهم لدعم الثورة، وتمثيل البلاد بصورة أفضل ndash; في حالة فرار العقيد معمر القذافي ndash; والتقليل من احتمالية حدوث حرب أهلية.

وفي ظل هذا الزخم، أبرزت اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية الغياب الواضح للعنصر النسائي في كل ما تشهده ليبيا من أحداث وتطورات.

ففي الوقت الذي تضاعفت فيه أعداد المسؤولين بحكومة الثوار الناشئة، لا تشغل المرأة سوى منصبين فحسب من مناصب القيادة التي تقدر بحوالى 40 مقعدًا. وحتى وزارة التعليم التي كان يتوقع أن تشغلها امرأة، من المرجح أن تذهب الآن إلى أحد المرشحين الرجال.

ورأت الصحيفة في هذا السياق أنه بالنسبة إلى حركة ثورية بدأتها النساء ( قريبات الرجال الذين قتلوا في أحد سجون القذافي ) يمثل استبعادهن في أعلى المستويات إبعادًا لأشخاص ناشطين منذ مدة طويلة في مجال الديمقراطية، وزاد من المخاوف بشأن صنع القرار في حركة بدأت منذ 3 أشهر، وبدا أنها تنمو على نحو غامض يومًا بعد يوم.

ونقلت الصحيفة هنا عن هناء الجلال، المحامية البارزة في مجال حقوق الإنسان والتي قيل إنها كانت مرشحة لشغل منصب وزير التعليم، قولها:quot; لدينا مشكلة الآن. ففي النظام القديم، لم يكن لدينا أي صوت في القطاع الاقتصادي والسياسي. والآن، لا نحظى بأي تواجد في هذين القطاعينquot;.

وقالت أيضًا إيناس الدراسي، المتخصصة في المعالجة بالإشعاع وتبلغ من العمر 23 عامًا، وقد استقالت مؤخرًا من وظيفتها لتعمل في المجلس الوطني:quot; حين بدأت الثورة، كان للمرأة دور كبير. لكن الوضع تغير الآن، وبدأ يتوارى هذا الدور. ولا أعرف حقيقةً السبب الذي يقف وراء ذلكquot;.

وقالت سلوى بوجيغيث، وهي محامية تولت دورًا قياديًا في بدايات الثورة :quot; نحن نريد المزيد. وأعتقد أنه من الضروري أن نحظى بتواجد في دوائر صنع القرارquot;.

في حين أوضحت سيدات أخريات أنهن غير قلقات بشكل كبير إزاء الغياب اللافت للمرأة في الأدوار القيادية، مؤكدات أن هياكل الإدارة مؤقتة وتعكس الاندفاع للحفاظ على مناطق المتمردين من الانزلاق إلى الفوضى.

ونقلت النيويورك تايمز هنا عن مولي ترهوني، محلل مستقل في بنغازي ويقوم بدراسة حركة التمرد، قوله :quot; أنا لست قلقًا على الإطلاق. فالمرحلة الراهنة هذه مرحلة مؤقتة وانتقالية. ولا أعتقد أنه من الإنصاف القول إن ما يحدث حاليًا صورة مصغرة لما سيحدث في المستقبل. وأنا أرى ndash; وفقًا لوجهة نظري الخاصة ndash; أن المرأة ستلعب دورًا بارزًاquot;.
وقالت أمينة مغيريبي ، التي تدير مجموعة يطلق عليها quot;تواصلquot; تعني بتوفير البرامج التدريبية وباقي الخدمات للشباب والنساء :quot; نحن نريد الناس المؤهلين. فالسيدات هن من قمن بقيادة الثورة. وأنا متأكدة من أننا سنحظى بدور مهمّ في المستقبلquot;.

ثم أعقبت الصحيفة بقولها إن المرأة الليبية تواجه بالفعل مخاطر متنامية. وقال مسؤولو الصحة العامة هناك إنهم حصلوا على أدلة تقول إن عشرات السيدات تعرضن للاغتصاب على يد جنود تابعين للقوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي، وعلى الرغم من الخطوات التي تتخذها العديد من المنظمات في سبيل تقديم يد العون والمساعدة لضحايا جرائم الاغتصاب، فإن الجهود لا تزال ممزقة ومن دون قيادة مركزية. ولفت الأطباء إلى أن الحرب تؤدي أيضًا إلى زيادة عدد ضحايا العنف الداخلي.

كما اعترفت بعض السيدات أنهن يخشَيْن من أن يشهد التقدم الذي أحرزنه على مدار العقود الأخيرة حالة من التراجع. وهو الأمر الذي أسفر عن تعالي أصوات تدعو إلى ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر فعالية، بغية تمكين المرأة، وتفعيل دورها المجتمعي.