أعلن نواب إسرائيليون نيتهم زيارة قبر يوسف في وضح النهار، وهي بادرة غير مسبوقة، الأمر الذي اعتبره الفلسطينيون خطوة استفزازية تهدف إلى إشعال فتيل صراع جديد.


نابلس: أعلن عدد من أعضاء الكنيست الإسرائيلي اليمينيين نيتهم زيارة قبر يوسف في بلدة بلاطة البلد بمحافظة نابلس في الضفة الغربية غدا الثلاثاء عند الساعة الحادية عشر ظهرا وهي تعد الزيارة الأولى من نوعها في هذا الإطار.

إلى ذلك يستعد الفلسطينيون في مدينة نابلس لمواجهة التحركات الإسرائيلية غير المسبوقة التي اعتبروها خطوة استفزازية تهدف إلى إشعال فتيل صراع جديد قد يقود إلى مواجهات وصدامات على الأرض.

قال غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، خلال لقاء خاص مع quot;إيلافquot;: quot;إن زيارة أعضاء من الكنيست الإسرائيلي لقبر يوسف في نابلس وضح النهار تعد بادرة غير مسبوقة وهي الأولى من نوعها حيث لم تحصل من قبل على الإطلاقquot;.

وأضاف دغلس: quot;هذه الزيارة تأتي بزخم برلماني إسرائيلي حيث أعلن نحو 25 عضوا من أعضاء الكنيست نيتهم زيارة قبر يوسف يوم الثلاثاء دون أن يتم التنسيق والترتيب مع الجانب الفلسطيني حيث يقع القبر ضمن مناطق صلاحيات السلطة الوطنيةquot;.

وأكد دغلس أن هذه الزيارة غير مرحب بها على الإطلاق وربما تحمل في طياتها مزيدا من تأجيج الأوضاع الميدانية في محيط القبر خاصة وأنه يقع في منطقة سكنية مكتظة وبالقرب من عدة مدارس.

وطالب مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية بضرورة إلغاء هذه الزيارة التي أعلن عنها دون التنسيق أو الترتيب مع الجانب الفلسطيني تجنبا لوقوع أية مشاكل على الأرض، لافتا إلى أن إسرائيل تحاول جر الفلسطينيين إلى مربع العنف في ظل مأزقها السياسي وتهربها من استحقاقات عملية السلام.

وشدد دغلس على ضرورة أن تكون هناك حرية لجميع الأديان والسماح للجميع بزيارة الأماكن المقدسة الإسلامية واليهودية والمسيحية، منوها إلى ضرورة أن تسمح إسرائيل للفلسطينيين والمسلمين بزيارة المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي كما تسمح لنفسها بذلك.

هذا وحصلت quot;إيلافquot; على بيان صوتي صادر عن quot;ائتلاف شباب الانتفاضة الفلسطينية الثالثة في الأراضي الفلسطينيةquot; نشر لاحقا على صفحة الائتلاف على الفايسبوك مواقع أخرى يدعو جماهير نابلس وفلسطين للتصدي لهذه الزيارة.

وجاء في البيان: quot;جماهير شعبنا الأبي أبناء نابلس عاصمة جبال النار عاصمة الثورة والثوار نحييكم بتحية فلسطين بتحية الأوفياء لها القابضين على الجمر نطل عليكم اليوم وسط دعوات احتلالية صهيونية لاستباحة مدينتكم الطاهرة في وضح النهار بعدما تجرؤوا سابقا على التسلل لها تحت جنح الظلام ليؤدوا مناسكهم في ذلك المقام الطاهر متخذين منه موطئ قدم ليدنسوا مدينتنا الباسلة بعدما كانت عصية عليهم تحت ضربات المقاومةquot;.

وأضاف البيان الصوتي: quot;جماهير شعبنا البطل لقد قرر مجموعة من الصهاينة المغتصبين أعضاء ما يسمى بالكنيست استباحة هذه المدينة والوصول للقبر للصلاة فيه خلال هذا الأسبوع لذا نهيب بكم وأنتم الأبطال القابضين على الجمر وأنتم الثوار الفدائيون، ندعوكم للرباط والتجمهر والاستعداد خلال الساعات القادمة تحسبا لاقتحام المستوطنين في المناطق التالية شارع القدس، ومدخل مخيم بلاطة، وشارع الحسبة، ومفرق بيت فوريك، ومحيط قبر يوسف، وبلاطة البلدquot;.

ودعا البيان المواطنين في نابلس: quot;إلى مساندة إخوانهم في المناطق المذكورة حال وقوع أية مواجهات، ودعا البيان كذلك جموع المواطنين للصلاة يوم الجمعة السابع والعشرين من الشهر الجاري في ساحة الضريح أو القبر للتأكيد على إسلاميتهquot;.

بدوره، قال نصر أبو جيش عضو لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس في اتصال هاتفي مع quot;إيلافquot;: quot;إن هذا التوجه يسبب غضبا شعبيا فلسطينيا كونه يثير حالة من الاستفزازquot;.

وأضاف أبو جيش: quot;أن لجنة التنسيق الفصائلي تداعت لمثل هذه الخطوة الإسرائيلية وأصدرت بيانا باسم حزب الشعب الفلسطيني والجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين دعت فيه إلى ضرورة التصدي لهجمات المستوطنين والتكاتف والتلاحم ما بين جميع المؤسسات العامة والشعبية للوقوف في وجه المستوطنينquot;.

وأكد عضو لجنة التنسيق الفصائلي عن حزب الشعب على ضرورة الوقوف بحزم في وجه عربدة المستوطنين، مناشدا السلطة الوطنية بعدم السماح لمثل هذه الزيارة الاستفزازية.
وشدد على أهمية أن يكون القبر مفتوحا أمام جميع الطوائف كمكان تاريخي وأثري وأن يسمح للجميع بزيارة الأماكن المقدسة، مطالبا في الوقت ذاته بأن يكون المسجد الأقصى مفتوحا أيضا أمام جميع الفلسطينيين دون استثناء.

وتأتي زيارة هؤلاء الأعضاء بعد شهر من مقتل مستوطن هو ابن شقيق وزيرة الشباب والرياضية الإسرائيلية ليمور ليفنات وإصابة ثلاثة آخرين بعد إطلاق النار عليهم من قبل قوى الأمن الفلسطيني بالقرب من قبر يوسف في أعقاب دخولهم إلى القبر دون تنسيق مع قوى الأمن الفلسطينية.

وبحسب مسؤولين فلسطينيين فإن الجانب الإسرائيلي لم يبلغ السلطة الفلسطينية حتى اللحظة بتفاصيل الزيارة ولا يعرف إن كان سيجري تنسيق بين الجانبين قبيل موعد الزيارة، فيما ترجح بعض الأوساط أن الجانب الإسرائيلي سيكتفي بإبلاغ السلطة الفلسطينية بالزيارة قبل دقائق على أن يعمل الجيش الإسرائيلي على توفير الأمن والحماية لأعضاء الكنيست.

من جهتها أكدت السيدة عنان الأتيرة، نائب محافظ محافظة نابلس، في اتصال هاتفي مع quot;إيلافquot;، أن الجانب الفلسطيني والارتباط العسكري الفلسطيني يصران على أن تكون هذه الزيارة تحت السيادة الفلسطينية، وأن تكون ضمن الأصول المتفق عليها ضمن اتفاقية أسلو لا سيما وأن قبر يوسف يقع تحت السيادة الفلسطينية.

وكانت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني قد دعت في بيان لها جموع المواطنين إلى هبة جماهيرية وشعبية في كافة القرى والمخيمات ومدينة نابلس للتصدي لهذه الزيارة المقررة الثلاثاء.
تجدر الإشارة إلى أن مقام يوسف كما يطلق عليه الفلسطينيون... أو ضريح يوسف كما يحلو للإسرائيليين تسميته... نقطة صراع متجددة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث بات كالمسمار الذي غرس في خاصرة نابلس.

وأوردت مصادر إسرائيلية خلال الشهر الماضي أن قيادة الجيش الإسرائيلي تبدي امتعاضها من سلوك المستوطنين الذين لا يكفوا عن التسلل للأراضي الفلسطينية رغم انف الجيش، مؤكدا في الوقت ذاته، أن أكثر من 3000 مستوطن يهودي دخلوا نابلس وصلّوا في قبر يوسف تحت حماية الجيش في غضون السنة الماضية حيث كانت هذه الزيارات تتم تحت جنح الظلام.