اللواء محسن الفنجري

القاهرة: اكتسب نائب وزير الدفاع المصري عضو المجلس العسكري الحاكم في مصر اللواء محسن الفنجري محبة المصريين عندما رفع يده تحية لشهداء الثورة التي اطاحت بحسني مبارك، لكنه اثار غضب المتظاهرين الذين رأوا في حركة اصبعه امس تهديدا واضحا لهم.

فعندما رفع اللواء الفنجري كفه بالتحية العسكرية للشهداء الذين سقطوا اثناء التظاهرات المطالبة برحيل حسني مبارك انتقل الى قمة مشاعر الحب التي منحها الشعب المصري لاحد قياداته العسكرية.

وجعلت منه هذه الحركة بطلا ورمزا لوحدة الشعب المصري وجيشه وتلبية للشعار الذي رفعه المتظاهرون في حينه quot;الجيش والشعب ايد وحدةquot;.

وقد انتشرت صورته وهو يؤدي التحية العسكرية في كل مكان واحتلت مكانا مميزا لها في ميدان التحرير واستخدمها الالاف كصورة quot;بروفايلquot; خاصة بهم على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

واصبح اللواء الفنجري من خلال هذه الصورة الشهيرة احد رموز الثورة التي اطاحت بالرئيس السابق.

واعتبر نشطاء سياسيون وافراد من الشعب المصري ان التحية التي اداها الفنجري تدلل بشكل قاطع على ان الجيش سيدعم الشعب ويحقق اهداف الثورة خصوصا وانها المرة الاولى التي يقوم بها احد قادة الجيش بتحية شهداء سقطوا بهراوات ورصاص وعربات ومصفحات وزارة الداخلية.

وفتح له المعجبون صفحة خاصة به ولمحبيه جمعت ما يقارب مئة الف عضو خلال الفترة السابقة تعبيرا عن تقديرهم لهذا الرجل الذي قدر ضحاياهم وقدم لهم الاحترام العسكري الذي يستحقونه.

الا ان هذا الحب انقلب مباشرة اثر القاء اللواء الفنجري الثلاثاء بيان المجلس العسكري وحرك اصبعه بطريقة اعتبرها المعتصمون والمتظاهرون في ميادين مدن مصرية وقوى سياسية عدة، حركة تهديد واضحة.

وكان اللواء الفنجري اعلن في كلمة الثلاثاء ان الجيش quot;لن يتخلى عن دوره فى ادارة شؤون البلادquot;.

وحذر من ان quot;انحراف البعض بالتظاهرات والاحتجاجات عن النهج السلمي يؤدي الى الاضرار بمصالح المواطنين وتعطيل مرافق الدولة وينبىء بأضرار جسيمة بمصالح البلاد العلياquot;.

واكد بلهجة صارمة في بيان تلاه على التلفزيون المصري ان quot;القوات المسلحة لن تسمح بالقفز على السلطة او تجاوز الشرعية لاي كان وسيتم اتخاذ ما يلزم من اجراءات لمجابهة التهديدات التى تحيط بالوطنquot;.

ورفض عدد من المرشحين المحتملين لمنصب الرئاسة في الانتخابات المقبلة لغة الخطاب التي راوا فيها لغة تهديد، بينما وافق على البيان السلفيون والاخوان المسلمون ومن يؤيدهم.

وخلال ساعات امتلات مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما فيسبوك بعشرات الصفحات التي حملت عناوين مختلفة مثل quot;صباع الفنجريquot; وquot;لا لصباع الفنجريquot;، وquot;الفنجري والصباعquot;. وتحولت صفحة الفنجري من صفحة تأييد الى صفحة تحمل عنوان quot;يا فنجري احنا مبنتهددشquot;.

كما انتشرت دعوة الى حذف صفحة المجلس العسكري من المشتركين في فيسبوك. وقد انسحب منها ما يقارب 300 الف مشترك من اصل مليون و800 الف خلال ثلاث ساعات.

وتبعت ذلك موجة من السخرية الرافضة لبيان المجلس العسكري بين المتواجدين في ميدان التحرير وموقع فيسبوك وخدمة تويتر. وراح المتظاهرون في ميدان التحرير يهتفون quot;يا فنجري يابو صباع وحنجره وطاقيه ... يلي في الميدان ثوار مش شوية بلطجيةquot;.

وانتشرت على الانترنت قصائد شعرية ترد على البيان وعلى لهجة التهديد التي تضمنها ومن بينها قصيدة quot;المجلس المخفي.. قال الكلام حرفي.. يا ثورة مش وقته.. اهدي بقى واخفي.. لكل شيء آخر.. يا شعبنا الساخر.. انا اللي اسوق وحدي.. بصباعي بانذركم.. ما زلت انا كبيركم.. ايه يعني تعتصموا.. طزين في ثورتكمquot;.

وعلى صفحة quot;يا فنجري احنا ما بنتهددشquot; وضعت قصيدة بعنوان quot;الصوباعquot;.

وتقول القصيدة quot;الاولة روح الشهيد.. اديتلها تحية.. والتانية غصب عني.. حطيتكوا في عنيا.. اتاريك محضر بيان.. كلماته مش هيا.. صوتك خشن عالي.. مش هوا دا بتاعك.. وبتقسى عالثوار.. وبتحمي مين باعك.. صدقني يا فنجري.. لو ناوي يوم تفتري.. الاقوى منك .. جري .. فرحان ليه بصوباعكquot;.

ويعتصم عشرات الالاف في ميادين المدن المصرية المختلفة احتجاجا على التباطوء في تحقيق اهداف الثورة ومحاكمة رموز نظام الرئيس السابق وتبرئة ضباط متهمين بقتل ثوار والافراج عن اخرين وعدم تولي الحكومة علاج المصابين اثناء الثورة.