تتحدث تقارير عدة عن إمكانية فقدان القطب الإعلامي روبرت مردوخ التراخيص الخاصة بقنواته التلفزيونية إذا ثبتت إدانته بخرق قوانين مكافحة الرشوة. يأتي هذا في أعقاب فضيحة التنصّت على الهواتف، وتلقي مردوخ ضربة موجعة أخرى تتمثل في استقالة ليس هينتون، الرئيس التنفيذي للشركة التي تنشر صحيفة وول ستريت جورنال.


الضربات تتالى ضدّ امبراطوريّة الإعلام التابعة لروبرت مردوخ

واشنطن: قال واحد من أقرب حلفاء الرئيس باراك أوباما إن الإمبراطورية الأميركية للقطب الإعلامي روبرت مردوخ بدأت quot;تنفجر وتتكشفquot; في أعقاب فضيحة التنصت على الهواتف.

جاء هذا التطور بالتزامن مع تعرّض سيطرة مردوخ على محطة فوكس وغيرها من محطات الكابل على ما يبدو لتهديدات متزايدة، وسط تقارير تتحدث عن أنه قد يفقد التراخيص الخاصة بقنواته التلفزيونية إذا ثبتت إدانته بخرق قوانين مكافحة الرشوة.

كماضاعف المحامي العام الأميركي إيريك هولدر من الضغوط الملقاة على كاهل مردوخ، رئيس نيوز كوربوريشن، في وقت أكد فيه أن وزارة العدل تنظر في إمكانية فتح تحقيق رسمي في ما إن كانت الشركة قد حاولت اختراق البريد الصوتي لضحايا أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر.

كما تلقى مردوخ ضربة موجعة أخرى تمثلت في استقالة ليس هينتون، الرئيس التنفيذي لشركة داو جونز، التي تنشر صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية. ويعتبر هينتون واحداً من أكثر المقربين من مردوخ، وكان رئيساً تنفيذياً لشركة نيوز انترناشيونال في لندن خلال الفترة ما بين عامي 1995 و2007، وهي الفترة التي تنصتت خلالها نيوز أوف ذا وورلد على الهواتف.

وأكد هينتون من جهته أنه لا يعلم أي شيء عن واقعة التنصت، موضحاً أن quot;الألم الذي لحق بالضحايا فاق حدود الخيالquot;، وأنه quot;كان من المناسبquot; بالنسبة إليه أن يتقدم باستقالته من مجموعة نيوز كورب. وفي حديث له مع صحيفة غلوب أند ميل الكندية، قال جون بوديستا، رئيس مركز التقدم الأميركي الذي ساعد في وصول أوباما إلى البيت الأبيض عام 2008: quot;المسألة غير متعلقة بأحد المحررين المارقين. فهذه إمبراطورية مبنية على مجموعة من أخلاقيات مهنة الصحافة التي بدأت تتفجر وتنكشفquot;.

وأضاف بوديستا quot;كانوا يرشون الموظفين العموميين بصورة روتينية. ودَعَينا للانتباه إلى حقيقة استمرار تلك المسألة لبعض الوقت، فهي لن تستمر على مدار أسبوعين فقط، حسب اعتقاديquot;. وأكدت من جهتها اليوم صحيفة الدايلي ميل البريطانية أن بوديستا واحد من الديمقراطيين البارزين في الولايات المتحدة الذين يأملون في تعرض إمبراطورية مردوخ داخل الولايات المتحدة للانهيار في أعقاب الفضيحة الأخيرة.

ومضت الصحيفة تقول إن البيت الأبيض لطالما دخل في صراعات مع محطة quot;فوكس نيوزquot;، المملوكة لشركة نيوز كوربوريشن، لدرجة إنه قاطعها لبعض الوقت. وهناك مؤشرات متزايدة تتحدث الآن عن أن مردوخ قد يفقد سيطرته علىكل قنوات الكابل التي يمتلكها في أميركا، والتي من بينها ناشيونال جيوغرافيك وفوكس.

وأوضحت الدايلي ميل أنه إن ثبت خرق الشركة لقانون الرشوة الأجنبية وأحكام مكافحة الرشوة الأميركية، فإنه ستعَاقَب بدفع غرامة تصل قيمتها إلى 2 مليون دولار، وإذا أدينت، من الممكن أن يواجه الموظفون حكماً بالسجن تصل مدته إلى خمسة أعوام.

وقال يوليوس غيناشويسكي، رئيس لجنة الاتصالات الاتحادية، إنه لابد من التحقيق في تلك الإدعاءات، وإن رفض القول ما إن كانت منظمته ستفتح مثل هذا التحقيق أم لا. وأوردت الدايلي ميل عن بعض الأشخاص العالمين ببواطن الأمور في عالم البيزنس قولهم إن أيام مردوخ باتت معدودة في رئاسته لشركة نيوز كوربوريشن.