مقديشو: زعمت تقارير صحفية أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA قامت مؤخراً بإنشاء مقر سري لها في العاصمة الصومالية مقديشو، في إطار أنشطتها لمكافحة الإرهاب، فيما تباينت ردود المسؤولين الأميركيين إزاء ما جاء في تلك التقارير.
وذكرت مجلة quot;ذا نايشنquot; الأميركية، في تقرير لها الاثنين، أن وكالة الاستخبارات تدير مجمعاً مترامي الأطراف محاطاً بجدران حماية صلبة، يضم مطار خاص، وسجناً سرياً، يقع أسفل مقر الاستخبارات الصومالية، وذلك ضمن مشروع موسع لمكافحة الإرهاب في المنطقة.

إلا أن مسؤولون أميركيون ردوا على التقرير بحذر، حيث قال أحدهم لـCNN: quot;إن الصومال تعد معقلاً لحركة شباب المجاهدين المسلحة، والتي يشتبه في إدارتها لعمليات إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة، ومن الطبيعي أن تشكل الولايات المتحدة الأميركية، قوة هجوم لاستهدافهم.quot;
فيما قال مسؤول آخر، في حديث مع شبكة تلفزيون ABC الأميركية: quot;إن الحكومة الصومالية ضعيفة في مجال أنشطة مكافحة الإرهاب، ومساعدتهم في هذا الجانب أمر منطقي.quot;

لكنه في الوقت نفسه، نفى المسؤول الأميركي وجود أي مرافق تابعة للاستخبارات الأميركية في مقديشو، كما وصف تقرير المجلة.
ومهما كان عمق تورط وكالة الاستخبارات الأميركية، وغيرها من الوكالات الاستخباراتيه والعسكرية في الصومال، فهذا التقرير أثار الكثير من التساؤلات حول الممارسات الأميركية، والسياسات المكروهة في مكافحة الإرهاب في العالم الإسلامي، والتي كان الكثيرون يأملون تلاشيها، في ظل إدارة الرئيس باراك أوباما، وفي أعقاب الربيع العربي.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية، تتعاون مع الأنظمة العربية، التي كان يُنظر إليها باعتبارها quot;وحشيةquot;، مثل نظام حسني مبارك في مصر، ومعمر القذافي في ليبيا، في عمليات الاحتجاز، والاعتقال السري، والتعذيب تجاه إسلاميين ومشتبيهن بالإرهاب.

ومن المعروف أن هناك تهديدات أمنية تشهدها منطقة القرن الأفريقي، أكثرها نابع من تنظيم القاعدة في اليمن، وحركة الشباب المجاهدين في الصومال، والتي تضم بين أعضائها مجموعة من الشباب، تربوا ونشأوا في الولايات المتحدة، لكنهم موجودون الآن في الصومال.
ومن الصعب التكهن بمدى الخطط الموضوعة لمكافحة الإرهاب في الصومال، خاصة بعد نمو حركة الشباب المسلحة، ومدى التكتيكات التي تعتزم الولايات المتحدة استخدامها لمكافحتها.