توقيت النشر: الجمعة 22 يوليو GMT 18:45:
توقيت آخر تحديث: السبت 23 يوليو 12:07 :GMT

اهتزّت النرويج على وقع هجومين، أولهما انفجار قنبلة استهدفمباني في الحي الحكومي في أوسلو وثانيهما إطلاق نارٍ على مخيم لشبية حزب العمال الحاكم بالقرب من اوسلو أسفرا عن 91 قتيلاً على الأقل. واشتبهت السلطات بضلوعمطلق النار في الحادثين واصفة إياه بـ quot;المسيحي الأصولي.

صورة من موقع الانفجار في العاصمة النرويجية


أوسلو: اعلنت الشرطة النروجية السبت ان الشاب المتهم بارتكاب الاعتداءين الداميين الجمعة في اوسلو وجزيرة قريبة لديه آراء معادية للإسلام، لكنها لم تكشف عن دوافعه.

وقال مفوض الشرطة سفينونغ سبونهايم للتلفزيون العام ان ار كي ان العناصر التي وضعها المتهم على الانترنت تبعث على الاعتقاد بأن quot;لديه بعض الملامح السياسية التي تميل الى اليمين والمعادية للإسلام، لكن من المبكر جدًا القول ما اذا كان ذلك يشكل دافعًا وراء فعلتهquot;.

الشرطة تصف المتهم بـ quot;المسيحي الأصوليquot;

وبحسب المعلومات الواردة في شأنه على صفحة فايسبوك، فإن الرجل، وهو صاحب شعر أشقر متوسط الطول، يوصف بأنه quot;محافظquot; وquot;مسيحيquot; عازب، يهتم بالصيد وبألعاب الكترونية، مثل quot;وورلد اوف واركرافتquot; وquot;مودرن وارفير 2quot;.

وعلى صفحته على موقع quot;تويترquot;، لا يوجد سوى رسالة واحدة تعود الى 17 تموز/يوليو، وهي كناية عن استشهاد بعبارة للفيلسوف الانكليزي جون ستوارت ميل تقول quot;ان شخصًا مؤمنًا يملك من القوة ما يساوي مئة الف شخص ليس لديهم سوى مصالحquot;.

وتحمّل الشرطة المشتبه به مسؤولية الاعتداءين في النروج وتصفه بquot;الاصولي المسيحيquot;.

تشديد التدابير الأمنية حول المباني الحساسة

واعلنت الشرطة في اوسلو السبت ان الجيش والشرطة سيشددان التدابير الامنية حول المباني والمؤسسات الحساسة غداة الاعتداءين الداميين اللذين أوقعا 87 قتيلاً.

من جهة اخرى، رفعت الشرطة التحذير من عدم التجول في وسط مدينة اوسلو. وقالت شرطة اوسلو في بيان quot;ان الحي حول مقر الحكومة سيبقى مطوقًا حتى إشعار اخر. وستشدد الشرطة والجيش التدابير الامنية حول المباني والمؤسسات التي يمكن ان تكون مهددةquot;.

واوضحت الشرطة quot;ان الوضع في وسط اوسلو لم يعد فوضويًا، والتحذير لتجنب وسط المدينة قد رفعquot;.

وقتل 91 شخصًا quot;على الاقلquot; في الاعتداءين اللذين استهدفا الجمعة وسط اوسلو وجزيرة مجاورة لها، كما اكد لوكالة فرانس برس متحدث باسم الشرطة النرويجية.

وكان قد قال اري فريكهولم في تصريح لفرانس برس ليل الجمعة السبت quot;قتل 84 شخصًا على الاقل في الهجوم المسلح وحدهquot; في جزيرة اوتويا قرب اوسلو، مشيرًا الى ان سبعة اشخاص آخرين قتلوا من جراء القنبلة التي انفجرت قبل ذلك بقليل في وسط العاصمة.

اضافة الى القتلى، اسفر انفجار القنبلة قرب حي الوزارات في وسط العاصمة عن اصابة تسعة اشخاص بجروح خطرة، ولكن حتى بعد مرور حوالي 12 ساعة على الهجوم المسلح الذي تعرض له شبان من شبيبة الحزب العمالي الحاكم كانوا في مخيم صيفي في جزيرة اوتاي المجاورة للعاصمة، فان الشرطة ليس لديها حصيلة نهائية عن عدد الذين اصابهم مطلق النار.

رئيس الوزراء النروجي يصف الاعتداءين بquot;المأساة الوطنيةquot;

ووصف رئيس الوزراء النروجي ينس ستولتنبيرغ السبت بquot;المأساة الوطنيةquot; الاعتداءين الداميين اللذين اوقعا 91 قتيلا على الاقل في اوسلو وجزيرة قريبة بحسب حصيلة جديدة للشرطة.

وقال ستولتنبيرغ في مؤتمر صحافي quot;منذ الحرب العالمية الثانية لم تضرب بلادنا مطلقا اي جريمة بهذا الحجمquot;.

واضاف quot;انه كابوسquot; متحدثا عما واجهه الشبان المشاركون في المخيم الصيفي لشبيبة الحزب العمالي من quot;الخوف والدماء والموتquot; عندما فتح رجل متنكر بزي الشرطة النار في جزيرة اوتويا القريبة من اوسلو.

واوضح مسؤول في شرطة اوسلو ان 84 شخصا على الاقل قتلوا في اطلاق النار في جزيرة اوتويا القريبة من اوسلو فيما قتل سبعة اخرون في تفجير قنبلة في قلب حي الوزارات في العاصمة النروجية.وكانت حصيلة سابقة اعلنتها الشرطة اكدت مقتل 17 شخصًا سقطوا في انفجار قنبلة في وسط اوسلو قرب مقر رئاسة الوزراء، ومن ثم في هجوم مسلح اعقبه، واستهدف مخيمًا صيفيًا لشبيبة الحزب الحاكم على جزيرة صغيرة قرب العاصمة.

وتسود حالة من الارتباك السلطات النرويجية، حيث ذكرت الشرطة انه ليس لديها اي علم بالجهة التي وراء الهجوم، الا ان وسائل الاعلام قالت ان المسلح الذي اطلق النار على مخيم الشبيبة قد اعتقل.

توقيف شاب يحمل سكينا قرب رئيس الوزراء النروجي

اوقفت الشرطة النروجية شابا يحمل سكينا في جيبه السبت في الموقع حيث تجمع الناجون من عملية اطلاق النار الجمعة، بعيد وصول رئيس الوزراء النروجي ينس ستولتنبرغ لتفقدهم، على ما افادت قناة ان ار كاي التلفزيونية.

وقالت صحافية في التلفزيون كانت قرب الفندق الذي نقل اليه الناجون ان الشاب اوضح انه يحمل السكين quot;لانه لا يشعر بالامانquot;.

واضافت الصحافية ان الشاب اكد انه عضو في الشبيبة العمالية التي قتل 84 فتى وفتاة من منتسبيها على الاقل حين فتح رجل يرتدي بدلة الشرطة النار في مخيم صيفي تابع لها في جزيرة اوتاي ما اسفر عن مقتل 84 شاب وشابة على الاقل.

ولم يكن من الممكن في الوقت الحاضر الاتصال بالشرطة للحصول على تعليق.

المشتبه به النروجي اشترى ستة اطنان من الاسمدة مطلع ايار/مايو

قام الموقوف الذي يشتبه بتورطه بالاعتداء بالقنبلة الجمعة في وسط اوسلو بشراء ستة اطنان من الاسمدة في مطلع ايار/مايو، على ما افادت تعاونية للوازم الزراعية السبت.

وقالت اودني استنستاد لفرانس برس quot;بعناه ستة اطنان من الاسمدة ما يشكل طلبية اعتيادية الى حد ماquot;، مشيرة الى انه تم تسليمها في الرابع من ايار/مايو.

وفي المقابل لم تشأ الكشف عن طبيعة المواد او تحدد ما اذا كان يمكن استخدامها لانتاج متفجرات يدوية الصنع.

والمشتبه به الرئيسي في اعتداءي اوسلو الذي عرفت عنه وسائل الاعلام النروجية باسم اندرس بيرينغ برايفيك، كتب على صفحته على موقع فيسبوك انه مدير برايفيك جيوفارم، وهي مزرعة للمنتجات البيولوجية.

واعتبرت استنستاد طلبيته quot;صغيرةquot; وquot;اعتياديةquot; لمنتجي الخضار، موضحة ان المزارعين غالبا ما يشترون مثل هذه المنتجات في هذا الموسم.

اشتباه بعلاقة منفذ اطلاق النار بالتفجير

واعلنت الشرطة النرويجية ان المشتبه فيه الذي تم توقيفه بعد اطلاق النار على مخيم للشبيبة في جزيرة تويويا قرب اوسلو هو على الارجح على علاقة بتفجير القنبلة وسط العاصمة النرويجية بالقرب من مقر الحكومة.

وافادت شهادات نقلتها وسائل الاعلام النرويجية ان الرجل كان متنكرًا في ملابس الشرطة ومسلحًا ببندقية رشاشة. وقالت هذه الشهادات ان مظهره يدل على انه متحدر من شمال اوروبا.

ودخل الرجل الى المخيم زاعما انه يريد التأكد من سلامة المشاركين بعد انفجار اوسلو واطلق النار على المشاركين.

وقالت صحافية من اذاعة quot;ان ار كيquot; العامة كانت في المكان quot;هناك اشخاص ممددون على الارض وعليهم اثار دماءquot;.

وفي اوتويا، قال شهود للاذاعة العامة quot;لقد دعا رجل يرتدي ملابس الشرطة بعض الشبان بقوله +تعالوا الى هنا+ ثم قام ببرودة اعصاب بقتلهمquot;.

وحاول الكثير من الشباب بعد اطلاق النار الهرب بالقفز في النهر، وفق الشهود.

وقال صديق فتاة مشاركة في المخيم quot;تلقيت رسالة هاتفية تقول: هناك اطلاق نار. سأختبىءquot;.

وقال متحدث باسم الشرطة ان الانفجار ناجم من quot;قنبلةquot;. وصرحت الشرطة في بيان ان quot;انفجارا قويا وقع في الحي الحكوميquot;، الا ان رئيس الوزراء ينس ستولتنبرغ لم يصب بأذى. واضاف البيان quot;نؤكد وقوع قتلى وجرحى في اعقاب الانفجار في المنطقة التي تضم مباني حكومية بعد ظهر اليومquot; الجمعة.

وقال ضابط في الشرطة في مؤتمر صحافي ان السلطات ليس لديها اي دليل عن الجهة التي وراء الهجوم. واضاف quot;ليس لدينا فرضية رئيسة، وليست لدينا اية فرضية يمكننا ان نعمل على اساسها .. امامنا الكثير من العمل لنفهم الوضعquot;.

الا ان الشرطة اعربت عن اعتقادها بوجود صلة بين الهجومين. وقال مفوض الشرطة سفينونغ سبونهايم للصحافيين في اوسلو quot;توجد اسباب قوية تدفعنا للاعتقاد بوجود علاقة بين الحادثين.

الارتباك يسيطر على السلطات

ومما زاد في حالة الارتباك ان رجلاً يرتدي زي الشرطة فتح النار الجمعة على تجمع لشباب حزب العمال الحاكم في جزيرة يوتويا الواقعة على مشارف العاصمة اوسلو، حسب ما اورد تلفزيون quot;ان ار كايquot;. وكان من المقرر ان يشارك رئيس الوزراء في التجمع ويلقي كلمة السبت امام 560 شخصًا.

وقال ضابط رفيع في الشرطة ان هناك احتمالاً بوجود متفجرات على الجزيرة الواقعة على مشارف اوسلو، والتي اطلق فيها مسلح يرتدي زي الشرطة النار على شبيبة حزب العمال الحاكم، استنادا الى معلومات من اشخاص كانوا يشاركون في اجتماع الشبيبة.

وقال تلفزيون quot;ان ار كايquot; العام ان الشرطة القت القبض على المسلح، الا ان الشرطة لم تؤكد او تنفي ذلك، كما لم تصدر اية معلومات عن عدد القتلى والمصابين في ذلك الحادث. وصرح رئيس بلدية اوسلو فابيان ستانغ ان العاصمة تحاول استيعاب فكرة انها انضمت الى قائمة المدن التي يستهدفها مسلحون.

وقال لتلفزيون سكاي البريطاني quot;اليوم نفكر في الناس الذين يعيشون في نيويورك ولندن الذين عاشوا مثل هذه التجربةquot;.

واضاف quot;لا اعتقد انه من الممكن لنا ان نفهم ما حدث اليوم، ولكن نامل في ان نتمكن من الاستمرار وان تكون اوسلو مدينة مسالمة غداquot;. وقال متحدث باسم الشرطة في وقت سابق ان عربة شوهدت تسير بسرعة كبيرة في المنطقة قبل وقوع الانفجار، الا انه لم يؤكد ما اذا كان الانفجار ناجمًا من سيارة مفخخة.

وعرض التلفزيون النرويجي صورًا لمكتب رئيس الوزارء وغيره من المباني وقد أصيبت بأضرار، فيما غطى الزجاج المكسور الارصفة، وارتفعت اعمدة الدخان من المنطقة.

واغلقت الشرطة المنطقة، التي تضم مكاتب رئيس الوزراء ووزارة المالية ومبنى صحيفة quot;فردينز غانغquot; (في جي) اكبر صحيفة شعبية في البلاد. كما دعت الشرطة سكان اوسلو الى البقاء في منازلهم.

والمنطقة التي تعرضت للتفجير تقع وسط اوسلو، وعادة ما تكون مكتظة، الا ان انفجار الجمعة جاء في وقت من العام يكون فيه العديد من سكان العاصمة خارجها لقضاء الاجازة. واكد رئيس الوزراء في مقابلة هاتفية الجمعة انه لم يصب بأذى في الانفجار الدامي الذي وصفه بـquot;الخطرquot;.

وقال في مقابلة مع محطة تلفزيونية نرويجية quot;حتى لو كانت الاستعدادات جيدة، فإن وقوع امر مثل هذا دائما ما يترك اثرا خطراquot;. وصرح وزيران حكوميان لفرانس برس في وقت سابق ان ستولتنبرغ كان من المقرر ان يزور مناطق خارج اوسلو الجمعة.

وصرح صحافي يعمل مع اذاعة quot;ان ار كيquot; العامة في موقع الانفجار quot;ارى ان بعض نوافذ مبنى صحيفة في جي والمقر الحكومي قد تحطم. بعض الناس ملطخون بالدماء ومستلقون على الشارعquot;. واضاف صحافي quot;ان ار كيquot; ان quot;شظايا الزجاج تنتشر في كل مكان، والفوضى تعم المشهد. انفجرت نوافذ كل الابنية في محيط الانفجارquot;، وقال انه ظن في بادئ الامر ان ما وقع كان quot;زلزالاquot;.

وتظهر صور نشرها موقع quot;ان ار كيquot; شظايا الزجاج المتناثرة امام مبنى الصحيفة المحطة، وتطويق قوات امن نرويجية للمنطقة، حيث يجري ايضًا تقديم المساعدة للمصابين. ولم تعرف على الفور الجهة التي وراء الهجوم، الا ان جهاز الشرطة الاستخباراتية النرويجية ذكر في شباط/فبراير ان التطرف الاسلامي يشكل تهديدا كبيرا على البلاد.

وقال يان كريتيانسين رئيس الجهاز اثناء تقديمه التقرير السنوي لتقويم المخاطر ان التطرف الاسلامي quot;هو اولويتنا الرئيسة وهمنا الاساسيquot;. وجاء في التقرير انه quot;رغم ان عددًا قليلاً من الناس يدعمون التطرف الاسلامي، تقوم بعض الجماعات بنشاطات يمكن ان تسهم في رفع الخطر الامني في عام 2011quot;.

والنرويج عضو في حلف الاطلسي، وتنشر نحو 500 من جنودها في افغانستان، ولم تتعرض لاي هجوم على اراضيها من قبل مسلحين اسلاميين. الا ان الشرطة اعتقلت العام الماضي ثلاثة مسلمين في النرويج، يشتبه في تخطيطهم لشن هجوم في البلد الاسكندنافي باستخدام متفجرات.

كما وجّه الادعاء النرويجي في وقت سابق من هذا الشهر تهمة الارهاب للملا كريكار مؤسس جماعة انصار الاسلام الكردية المتهم بتهديد سياسي بالقتل بسبب احتمال طرده من البلاد.

وحذر الملا كريكار من ان quot;النرويج ستدفع الثمن غاليًاquot; اذا قامت بترحيله. كما تشارك مقاتلات نرويجية من طراز اف-16 في غارت على ليبيا، رغم ان اوسلو قالت انها ستسحب قواتها من ليبيا في الاول من اب/اغسطس.

واستهدفت السويد المجاورة بتفجير انتحاري في كانون الاول/ديسمبر الماضي عندما فجّر عراقي نفسه وسيارته في شارع فارغ قبالة ممر مكتظ للمشاة، مما ادى الى اصابة شخصين. كما استهدفت الدنمارك المجاورة في التظاهرات العنيفة التي عمت العالم الاسلامي بعدما نشرت صحيفة quot;يلاندس-بوستينquot; الدنماركية رسومًا اعتبرت مسيئة للنبي محمد في عام 2005. واعادت صحيفة افتينبوستن النرويجية نشر تلك الرسوم.

ادانة واسعة للهجومين

وسارع كل من الولايات المتحدة واوروبا وحلف الاطلسي الى ادانة الهجمات، وقدمت تضامنها مع الدولة العضو في حلف الاطلسي، والتي تشارك في مهمات عسكرية دولية، حيث تنشر قوات في افغانستان كما تشارك في الغارات الجوية التي يشنها الحلف على ليبيا.

واعرب قادة اوروبا والولايات المتحدة عن ادانتهم الشديدة للهجومين، وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما quot;اود تقديم تعازي الشخصية للنرويجيينquot; ودعا دول العالم الى التعاون في مكافحة الارهاب.

ووصف اوباما خلال اجتماع مع رئيس الوزراء النيوزيلاندي جون كي الهجمات بانها quot;تذكير على ان المجتمع الدولي بكامله له مصلحة في منع حدوث مثل هذه الاعمال الارهابيةquot;. وقال quot;نحن الى جانبهم، وسنقدم لهم كل مساعدة ممكنةquot;.

وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية هايدي برونك فولتون لوكالة فرانس برس quot;ندين اعمال العنف المقيتة تلك .. ونتقدم بالتعازي للضحايا وعائلاتهم، وقد اتصلنا بالحكومة النرويجية لابلاغها تعازيناquot;.

وقالت فولتون ان سفارة بلادها في اوسلو حثت الرعايا الاميركيين على تجنب منطقة وسط اوسلو quot;والبقاء يقظين ومتنبهين الى محيطهمquot;.

وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في رسالة الى رئيس الوزراء النرويجي ينس ستولتنبرغ quot;لقد تاثرت بعدما ابلغت للتو بالانفجار الدامي الذي استهدف وسط اوسلو بعد الظهرquot;، مضيفا quot;ادين باشد العبارات هذه العمل المشين وغير المقبولquot;.

واضاف quot;انا حريص، في هذا الوقت العصيب، على ان اؤكد لكم تعاطف شعب فرنسا العميق مع شعب النرويج (..) وارجو ان تنقلوا الى عائلات الضحايا تعازي الخالصةquot;.

وقال وزير الخارجية الفرنسية الان جوبيه في بيان ان فرنسا quot;تدين باشد العبارات اعمال العنف الوحشية والعمياء في بلد صديقquot;.

كما ادان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الهجوم التفجيري quot;المروعquot; في اوسلو، مؤكدا ادانة بلاده للارهاب بكل اشكاله.

وقال هيغ quot;تقف المملكة المتحدة يدًا بيد مع النروج وكل حلفائنا الدوليين في مواجهة هذه الفظائع، وتلتزم بالعمل من دون كلل معهم لمكافحة تهديد الارهاب باشكاله كافةquot;.

يذكر ان نحو ربع مليون بريطاني يزورون النروج سنويًا، بحسب الخارجية البريطانية، وقد اعرب هيغ عن استعداد سفارة بلاده لمساعدة رعاياها، ان كان اي منهم من المتضررين جراء الهجوم.

كما اعرب رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبي عن شجبه لهجوم اوسلو، ووصفه بـquot;العمل الجبانquot;. وقال فان رومبي quot;اشعر بالصدمة، وادين باشد العبارات هذه الاعمال الجبانة التي لا يمكن تبريرهاquot;، معربًا عن دعم بلدان الاتحاد الاوروبي السبعة والعشرين للنروج ورئيس وزرائها.

وقال رئيس البرلمان الاوروبي يرزي بوزيك quot;لقد قدمت النروج خدمات ثمينة من اجل السلام في بعض اشد بقاع العالم توترًا.. واخر ما تستحقه النروج هو هذا الهجوم الارهابي على اراضيها. بيد ان الهجمات الارهابية لا يمكن تبريرها في اي مكان وعلى اية حالquot;.

وضم الامين العام لحلف شمال الاطلسي، اندريس فوغ راسموسين صوته الى اصوات الادانة، حيث وصف الهجوم بالمريع، مقدمًا تعازيه للضحايا.

واضاف quot;ادين بالاصالة عن حلف شمال الاطلسي بأشد عبارات الادانة اعمال العنف المريعة في النروجquot;. وقال quot;نتضامن تضامنًا راسخًا مع النروج (العضو في حلف الاطلسي). ان بلدان الحلف تقف متحدة في معركتها ازاء افعال العنف هذهquot;. وتشارك النروج في حملة حلف الاطلسي في ليبيا وفي افغانستان.

ودان الاردن الاعتداءين quot;الارهابيينquot; اللذين استهدفا الجمعة وسط اوسلو وجزيرة مجاورة لها ما ادى الى مقتل 87 شخصا على الاقل.

ودانت الحكومة الاردنية quot;باشد العبارات الاعتداءات الارهابية الاجرامية التي وقعت في النروجquot;، على ما افادت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا).

وقال وزير الخارجية ناصر جودة ان quot;الاردن اذ يعبر عن ادانته الشديدة واستنكاره البالغ لهذه الاعمال الاجرامية الجبانة فانه يتقدم من حكومة وشعب النروج واهالي الضحايا باصدق مشاعر العزاء والمواساة بالضحايا الذين قضوا بسبب هذه الاعمال الارهابية البشعةquot;.

واكد ان quot;هذه الاعمال الاجرامية لن تفت من عضد المجتمع الدولي باسره ولا من عزيمته وجهوده التضامنية والتشاركية في محاربة الارهاب الدولي واستئصال افته من جذورهاquot;.

وشنّت طائرات النروج غارات على قوات معمّر القذافي في ليبيا، لكن اوسلو اعلنت سحب هذه الطائرات في نهاية الشهر.

والنروج عضو في الحلف الاطلسي، ونشرت قرابة 500 جنديًا في افغانستان، في كابول وفي الشمال.

اسرائيل تعرض مساعدتها

ومن جهتها، عبرت اسرائيل السبت عن تعازيها للنروج وعرضت تقديم مساعدتها بعد الهجوم المزدوج الذي اسفر عن 91 قتيلا على الاقل في اوسلو وجزيرة قريبة منها الجمعة.

واعلن مكتب وزير الدفاع الاسرائيلي في بيان ان quot;وزير الدفاع ايهود باراك تحدث مع مسؤولين في الحكومة النروجية وعبر عن تعازيه بضحايا الهجومين وعرض مساعدة اسرائيلquot;.

واضاف quot;ان النروجيين شكروا لوزير الدفاع عرضه لكنهم اوضحوا انهم حتى الان لا يحتاجون الى مساعدةquot;.

هجمات في بلدان اسكندينافية منذ عام 1999

في ما يلي قائمة بالهجمات التي شهدتها البلدان الاسكندينافية منذ عام 1999:

- 28 تموز/يوليو 1999: اصابة صحافيين وابنهما البالغ الثامنة من عمره حينما انفجرت سيارتهما في ضاحية في استوكهولم اثر تلقيهما تهديدات بالقتل من جماعات من النازيين الجدد. وكان الصحافيان قد نشرا تقريرًا في صيحفة اكسبرسن السويدية عن شركة اسطوانات بثت موسيقى تشيد بـquot;الجنس الابيضquot;. وبعد ثلاثة ايام من الهجوم، اصيب شرطيان بجروح بالغة في انفجار سيارة مفخخة في مالمو في جنوب السويد اثناء قيامهما بتفقد السيارة.

- 11 تشرين الاول/اكتوبر 2002: مقتل سبعة اشخاص بينهم المهاجم واصابة اكثر من 80 شخصا في انفجار انتحاري استهدف مركزا للتسوق في فانتا شمال العاصمة الفنلندية هلسينكي، وما تزال دوافع الانتحاري، طالب الكيمياء بيتري غيرت 19 عاما، مجهولة.

- 17 ايلول/سبتمبر 2006: اطلاق الرصاص من رشاش على واجهة كنيس في اوسلو من دون وقوع اصابات، واعتقال ثلاثة اشخاص يشتبه في قيامهم ايضًا بالتخطيط لهجمات على السفارتين الاميركية والاسرائيلية في العاصمة النروجية.

- 31 كانون الاول/ديسمبر 2008: اصابة اسرائيليين اثنين بالرصاص في مركز للتسوق في اودينس في وسط الدنمارك، والحكم بسجن فلسطيني لعشرة اعوام في كانون الثاني/يناير 2010.

10 ايلول/سبتمبر 2010: بلجيكي من اصل شيشاني يدعى لورس دوكاييف يخطط لهجوم على صحيفة ييلاندز-بوستن انتقامًا لنشر الصحيفة رسومًا ساخرة من نبي الاسلام، غير ان القنبلة تنفجر اثناء اعداده لها في فندق في كوبنهاغن، ويصدر حكم بسجنه 12 عامًا.

- 11 كانون الاول/ديسمبر 2010: تيمور عبد الوهاب، 29 عامًا، الذي منحت السويد اسرته اللجوء بعد فرارهم من العراق عام 1991، يفجر نفسه في شارع جانبي متفرع من احد اكثر الشوارع المزدحمة بالمشاة في استوكهولم، ما يسفر عن جرح شخصين، وموقع اسلامي يدعى شموخ الاسلام ينشر ما يفترض انه وصية لعبد الوهاب، يقول فيها انه ينفذ تهديدًا اطلقته القاعدة في العراق بمهاجمة السويد لحربها على الاسلام، خاصة في افغانستان، بحسب الموقع.

واعلنت الشرطة انها القت القبض على شاب في الثانية والثلاثين من العمر نروجي الجنسية وquot;الاصلquot; يشتبه في تورطه في الاعتداءين، لكنها رفضت تأكيد الاسم الذي اوردته بعض وسائل الاعلام.

وذكر التلفزيون تي في 2 ان المتهم قريب من اوساط اليمين المتطرف ولديه قطعتا سلاح مسجلتان باسمه، احدهما بندقية رشاشة.

لكن الشرطة رفضت تأكيد هوية الموقوف. وقال متحدث آخر باسم الشرطة quot;لا يمكنني قول اي شيء في هذا الخصوص. انها امور يعود الى التحقيق امر تبيانهاquot;. ولم تعرف حتى الساعة دوافع هذا الاعتداء المزدوج.