بيروت: أكد وزير الداخلية والبلديات العميد المتقاعد مروان شربل، أن التحقيقات النهائية التي أجريت في حادث مقتل الشابين في انطلياس بانفجار قنبلة يدوية أثبتت عدم وجود أية أبعاد سياسية وراءه، بعد أن تبين أن هناك خلافاً مالياً بين الإثنين أدى الى هذه النهاية المأساوية.

وزير الداخلية والبلديات العميد المتقاعد مروان شربل

وانتقد الوزير شربل في لقائه وفد مجلس نقابة محرري الصحافة برئاسة نائب النقيب سعيد ناصر الدين اليوم الحملات التي شنت ضده من قبل قيادات ومسؤولين في فريق المعارضة 14 آذار واتُهم فيها بـ quot;التسرّعquot; والإدلاء بمعلومات منافية للواقع في ردّه أسباب الحادث الى مشكلة مالية، فيما تبينت أخيراً صحة ما رمى إليه، لافتاً الى quot;أن بعض المنتقدين لما أعلنته بشأن الحادث كانوا يرغبون أو يتمنون أن اتهم quot;حزب اللهquot; بالوقوف وراء هذه العملية كون الشخصين المختلفين ينتميان الى الطائفة الشيعيةquot;.

وناشد وزير الداخلية والبلديات وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في لبنان، أن تكون عوناً للدولة وسنداً لها لتأمين مستلزمات الاستقرار وعدم السير في أجواء الشحن والتحريض وتضخيم الأمور وإعطائها أبعاداً غير أبعادها الحقيقية مستشهداً في ذلك بالحادث الذي وقع في انطلياس.

وأبدى الوزير شربل تخوفه من المرحلة التي يعيشها لبنان قائلاً: quot;إن بلدنا معرّض لمخاطر عدة في ظل الأوضاع المضطربة التي تعيشها المنطقة، وخصوصاً في بلدان مجاورة أو جارة لناquot;، مشيراً الى أن المتربصين شراً بلبنان حاولوا أكثر من مرة تنفيذ مخططهم الرامي الى زرع الفتنة وإحداث الانشقاق والانقسام بين اللبنانيين. فلقد سبق أن جربوا ضرب التعايش المسيحي الدرزي في العام 1860 ثم عمدوا الى فصل المسلم عن المسيحي إبان الحرب اللبنانية وإعلان الطلاق فيما بينهم، وها هم اليوم يعملون على دفع السنّة والشيعة الى الصدام.

وخلال اللقاء ردد الوزير مروان شربل أكثر من مرة عبارة quot;الظروف صعبةquot; متوقفاً بصورة خاصة عند ما يجري في سوريا قائلاً: quot;إنه في حال تغير النظام هناك لا بد أن يتأثر لبنان بذلك، كما أن بقاء النظام سيكون له تداعياته أيضاً على الساحة اللبنانية، ولا أريد أن أتحدث أكثر في هذا الموضوعquot;.

ورفض وزير الداخلية الغوص في قضية المقابلة التي نشرتها مجلة quot;تايمquot; الأميركية وقالت إنها أجرتها مع أحد المتهمين الأربعة المنتمين الى quot;حزب اللهquot; في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، موضحاً أنها من اختصاص القضاء اللبناني الذي استدعى اليوم مراسل المجلة في بيروت، إلا أنه استدرك قائلاً: quot;هذه المقابلة لا يمكن أن تعد إلا ضد quot;حزب اللهquot; ولا أعتقد أن الأخير يقدم على عمل فيه إساءة لهquot;.

وتناول الوزير شربل وضع المؤسسات الرسمية في الدولة اللبنانية راسماً صورة قاتمة عنها، حيث اعتبر أن سنوات الحرب والأوضاع المضطربة التي عاشها لبنان، جعلت الناس يعتادون على نمط معين من quot;الكسلquot; والتراخي، الأمر الذي فتح الباب واسعاً أمام تفشي ظاهرة الرشاوى والفساد داخل الإدارات، فيما ارتفع منسوب عدم احترام القوانين والالتفاف على المخالفات والشواذات. ومن هنا يأتي دورنا لنبدأ من الصفر كي نعيد الى الدولة هيبتها ونقنع المواطنين بأننا صادقون في التعاطي معهم ومع جميع الأمور التي تهمهم بواقعية وموضوعية.