صدرت تعليمات جديدة لمكافحة التطرف الإسلامي في المملكة المتحدة. وتطلب التعليمات الجديدة من العاملين في الجامعات البريطانية ، بمن فيهم المحاضرون والحراس والقساوسة، إبلاغ الشرطة عن الطلاب المسلمين الذين يبدون مكتئبين أو منعزلين عن أقرانهم.


طلاب مسلمون في بريطانيا

لندن: أثارت التعليمات الجديدة التي صدرت في بريطانيا استياء بين أعضاء الهيئات التدريسية وقادة الاتحادات الطلابية الذين يؤيدون محاربة الارهاب لكنهم يقولون ان الاستراتيجية الجديدة تشكل اعتداء على الحريات المدنية للطلاب.

ويقوم مسؤولون ينفذون استراتيجية الحكومة الجديدة بمواجهة التطرف الاسلامي بتدريب موظفين جامعيين على رصد الطلاب quot;المكشوفين للتأثر بالأفكار المتطرفةquot;، كما أفادت صحيفة الغارديان.

وجاء في وثائق وزعت على اعضاء الأسرة الجامعية أن الطلاب الذين يبدون مكتئبين أو منفصلين عن عائلاتهم أو لديهم تظلمات سياسية أو يستخدمون مواقع الكترونية متطرفة أو ليسوا مطلعين اطلاعا حسنا على التعاليم الدينية التي تشكل التيار الرئيس، قد يكونون معرضين لخطر التطرف.

ولكن الاتحاد الوطني للطلاب البريطانيين وجه كوادره بألا يقدموا معلومات الى الشرطة عن الطلاب إلا بأمر قضائي.

ويبدو أن موظفين في اجهزة الحكم المحلي وعناصر في الشرطة شرعوا في تنفيذ الإستراتيجية الجديدة منذ شهر، وتبين التحريات التي أجرتها صحيفة الغارديان ان الشرطة والسلطات المحلية فاتحت كليات في مقاطعة لانكشير شمال غرب انكلترا وفي لندن بشأن الاستراتيجية الجديدة لمنع التطرف في الجامعات.

وقال جيمس هايوود رئيس اتحاد الطلبة في كلية غولدسمث في لندن ان الاتحاد يعبر عن سخطه على مجيء ضباط شرطة quot;ليطلبوا منا عمليا التجسس على طلابنا المسلمينquot;.

وأضاف ان quot;تقديم معلومات عن طالب تعتبره الشرطة مكشوفا للتطرف ليس عملا مشينا من الناحية الاخلاقية فحسب بل يتعارض مع الطبيعة الخاصة للدعم الرعويquot;.

وتساءل هايوود انه quot;بعد صعود جماعات كراهية مثل رابطة الدفاع الانكليزية والمجزرة الأخيرة في النروج لماذا لا يقول لنا اصحاب الاستراتيجية الجديدة ضد التطرف ان نبلغ عن طلاب يضمرون كراهية لاعقلانية ضد الاسلام؟quot;

وقال اتحاد الجمعيات الطلابية الاسلامية ان التجسس على مجموعة من الأبرياء quot;اهانة لحقوقنا الانسانيةquot; مؤكدا quot;ان الجمعيات الاسلامية والطلاب المسلمين يقدمون مساهمة ايجابية في الحياة المدنية البريطانية ويتعين دعمهمquot;.

وحذر اتحاد الجامعات والكليات من ان استراتيجية الحكومة تهدد بتقويض العلاقة بين ادارة الجامعة والطلاب وان افراد اسرة العاملين الجامعيين أوضحوا انهم لا يريدون مراقبة طلابهم أو الانخراط في اي نشاط قد ينال من الثقة بينهم وبين الطلاب.

وقال البروفيسور تيد كانتل رئيس معهد التلاحم الاجتماعي ان سياسة الحكومة الجديدة تنطوي على خطر الصاق وصمة بالمسلمين.

ويُدرب عاملون في الجامعات التي تقبل الاستراتيجية الجديدة quot;للوقايةquot; من التطرف كما تُسمى ، على ابلاغ المسؤولين الذين يطبقونها عن الطلاب quot;المعرضين لخطر التطرفquot;.

وكانت استراتيجية الوقاية من التطرف أُطلقت اول مرة في عام 2007 للحيلولة دون توجه اشخاص الى ممارسة أعمال إرهابية أو دعمها.

وأُعيد اطلاقها في حزيران/يونيو الماضي بالتركيز على الجامعات بعدما كُشف في كانون الثاني/يناير ان النيجيري عمر فارق عبد المطلب الذي حاول تفجير طائرة متوجهة الى الولايات المتحدة ، درس في كلية لندن الجامعية.

وكان تقرير أصدرته الحكومة مؤخرا اشار الى ان 40 جامعة في انكلترا قد تكون معرضة بصفة خاصة لخطر التطرف لكنها لم تنشر اسماء هذه الجامعات.