ضمّت برقيات ويكيليكس المسرّبة حديثًا أسماء أشخاص تحدثوا بصورة سرّية للدبلوماسيين الأميركيين، وأبدى مسؤولون في واشنطن وناشطون حقوقيون قلقهم من أن يواجه هؤلاء، ومن بينهم صحافيون وأكاديميون، في أنظمة استبدادية أعمال انتقامية، بما في ذلك الطرد من الوظيفة أو الملاحقة أو العنف.


ويكيليكس نشر أخيرًا برقيات تضمّ أسماء مصادر أُحيطت هوياتها في البرقيات بحذر صريح يدعو إلى حمايتها من الكشف

لندن: أثار موقع ويكيليكس قلق المسؤولين الاميركيين بتغيير تكتيكاتيه ناشرًا نحو 134 ألف برقية دبلوماسية مسرّبة خلال الأيام الأخيرة، أو ما يربو على ستة أضعاف ما نشره من وثائق وزارة الخارجية الاميركية منذ بدأ عملية الكشف في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وتبيّن عينة من الوثائق المسربة على الموقع أن البرقيات المنشورة حديثًا تضم أسماء أشخاص تحدثوا بصورة سرية للدبلوماسيين الاميركيين، وأُحيطت هوياتهم في البرقيات، بتحذير صريح يدعو إلى حمايتها من الكشف.

وأبدى مسؤولون في وزارة الخارجية وناشطون في مجال حقوق الانسان قلقهم من أن تواجه مثل هذه المصادر، ومنها ناشطون وصحافيون واكاديميون، في انظمة استبدادية، قد يتعرضون إلى أعمال انتقامية، بما في ذلك الطرد من الوظيفة أو الملاحقة أو العنف.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز ومنافذ إعلامية أخرى اطلعت منذ اواخر 2010 على اكثر من 250 الف برقية دبلوماسية حصلت عليها مجموعة ويكيليكس، واقتبست منها مقاطع في تقاريرها مع نشر عدد صغير منها، اعتبرتها ذات قيمة خبرية.ولكن نيويورك تايمز والصحف الأخرى كانت تشطب أسماء الأشخاص الذين ارتأت أن أصحابها معرّضون للانتقام.

ونشرت منظمة ويكيليكس بعض البرقيات على موقعها، ولكنها حتى كشف الدفعة الجديدة من الوثائق، كانت تنشر نسخًا محررة من البرقيات لحماية المصادر الواردة أسماؤها فيها.

وعكف مسؤولون في الإدارة الأميركية وصحافيون على دراسة البرقيات التي نشرها موقع ويكيليكس يوم الاثنين لتحديد ما إذا كان الأشخاص الواردة اسماؤهم فيها معرضين للملاحقة بسببها.

وتوصلت عملية فرز سريعة الى ان برقية واحدة على الأقل نُشرت بلا اسماء، ولكن برقيات أخرى عدةأبقت على هويات أشخاص وضع عليها الدبلوماسيون علامة تنبه الى ضرورة حماية أصحابها.

وأشارت صحيفة نيويورك تايمز الى من بين الأشخاص الذين كُشفت عن هوياتهم مسؤول في الأمم المتحدة يعمل في غرب افريقيا، وناشط حقوقي أجنبي يعمل في كمبوديا، وكلاهما تحدثا لدبلوماسيين أميركيين على أساس أن هويتهما لن تُكشف.

ورجح مراقبون ان تثير الوثائق التي نُشرت يوم الاثنين سجالاً حول منافع ومخاطر الكشف عن آراء دبلوماسيين اميركيين أبدوها في وثائق سرية، لا سيما وان بعضهم شكا من أن التسريبات زادت عملهم صعوبة.

وأصدرت منظمة ويكيليكس بيانًا يوم الاثنين قالت فيه إن التسريع بنشر البرقيات ينسجم مع التزام ويكيليكس بزيادة تأثير عملية النشر قدر الإمكان ووضع المعلومات في متناول الجميع.

وأشار البيان الى ان المنظمة كانت تهدف أيضًا إلى تبديد التصور الخاطئ بأن نشاط المنظمة انحسر في الأشهر الأخيرة.

وقال البيان إن تشر الوثائق مع أسماء المصادر سيتيح لأشخاص من أصول وقوميات مختلفة تفسير البرقيات.

وكان بيان ويكيليكسخلا من التوقيع، ولكن المعروف أن مؤسس الموقع جوليان أسانج عادة يكتب نص بيانات المنظمة أو يوافق عليها.