الخرطوم: اندلع القتال في ولاية النيل الازرق السودانية الحدودية بين الجيش وقوات موالية للحاكم المنتخب مالك عقار الذي يتزعم كذلك الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، حسبما قال الجانبان الجمعة بعد اقل من شهرين من استقلال جنوب السودان عن الخرطوم.
وجاءت الاشتباكات بعد تعزيز للقوات في النيل الازرق وتحذيرات من انتقال الصراع المستمر في ولاية جنوب كردفان المجاورة منذ ثلاثة اشهر عبر الحدود إلى جنوب السودان.
وقالت الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال في بيان ان quot;في صفحة جديدة من العدوان وامتدادا لما حدث في جنوب كردفان قامت قوات تابعة للدفاع الشعبي والقوات المسلحة (السودانية) بشن هجوم شامل على مواقع الجيش الشعبي في الدمازينquot; بعد منتصف ليل الخميس/الجمعة.
وقال بيان للحركة ان الهجمات استهدفت منزل عقار، رئيس الحركة الشعبية-شمال وهي الحزب الرئيسي بالمعارضة في السودان، وموقع قائد القوات المشتركة في ولاية النيل الازرق الجندي سليمان عند مدخل مدينة الدمازين عاصمة الولاية.
واضاف البيان ان عقار لم يصب بأذى غير ان الهجوم تكثف بعد ذلك ليشمل كافة مواقع الجيش الشعبي، دون تقديم تفاصيل عن خسائر بشرية.
وقالت الحركة الشعبية - شمال ان التوترات تصاعدت خلال الايام الاربعة الماضية مع حشد الجيش السوداني قوات كبيرة ومعدات عسكرية في الدمازين، شملت 12 دبابة و40 عربة محملة برشاشات ثقيلة.
ومن جانبه اكد متحدث بلسان الجيش السوداني اندلاع القتال في ولاية النيل الازرق غير انه قال ان الحركة الشعبية هي المسؤولة عن ذلك.
وقال المتحدث العسكري خالد سعد quot;هاجمت قوات تابعة للجيش الشعبي ليل امس الساعة التاسعة (18,00 تغ) مواقع للجيش في الدمازينquot; مضيفا ان هجمات وقعت في خمس مناطق اخرى.
وتابع المتحدث quot;نسيطر الان على تلك المناطق وتتعقب قواتنا المتمردينquot;.
وقالت سناء حمد العوض وزيرة الدولة بوزارة الاعلام السودانية ان قوات الامن قد اصدرت اوامر للحركة الشعبية بتسليم كافة المتورطين في الاشتباكات الى السلطات او مواجهة الاعتقال.
كما نفت تعرض منزل عقار للقصف في بيان نقلته وكالة الانباء السودانية، حيث قالت ان الحاكم موجود في الوقت الراهن في بلدة كرمك الحدودية.
غير ان مصدرا للحركة الشعبية - شمال قال ان بلدة كرمك تعرضت للقصف صباح الجمعة اضافة الى مواقع اخرى للجيش الشعبي في النيل الازرق.
يذكر ان كرمك كانت ساحة قتال رئيسية خلال الحرب الطاحنة التي استمرت 22 عاما بين الخرطوم والجيش/الحركة الشعبية الممثلة عن المتمردين الجنوبيين سابقا والتي اصبحت الان الحزب الحاكم في دولة جنوب السودان.
وقد سعت الخرطوم لتشديد قبضتها داخل حدودها الجديدة خاصة في المناطق الحدودية والمناطق المتنازع عليها القريبة من جنوب السودان الذي اعلن استقلاله الرسمي في التاسع من تموز/يوليو الماضي.
وتقع ولايتا النيل الازرق وجنوب كردفان الى شمال خط الحدود الدولية الجديد بين البلدين غير انهما تضمان اعدادا ضخمة من المؤيدين للحركة الشعبية.
ومنذ اوائل حزيران/يونيو اندلعت اشتباكات في جنوب كردفان، الولاية الوحيدة المنتجة للنفط في السودان، بين الجيش السوداني وميليشيات من قبائل النوبة التي تحالفت في الماضي مع المتمردين الجنوبيين وتلقب نفسها الان بالجيش الشعبي-شمال.
وكان الرئيس عمر البشير اعلن في الثالث والعشرين من اب/اغسطس هدنة لمدة اسبوعين غير ان حكومته متهمة بعدم احترام تعهدها وقد تعرضت لانتقادات كثيفة من جانب الامم المتحدة والمجموعات المدافعة عن حقوق الانسان.
فقد قالت مسؤولة الامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري ايموس الثلاثاء ان اكثر من 200 الف من متضرري القتال في جنوب كردفان يواجهون quot;مستويات خطيرة من سوء التغذية ومعدلات وفاة مرتفعةquot; بسبب رفض الخرطوم السماح لمنظمات الاغاثة بمساعدة المحتاجين.
كما ذكرت مجموعتان رائدتان في حقوق الانسان هذا الاسبوع ان الضربات الجوية القاتلة التي تنفذها حكومة الخرطوم ضد المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في جبال النوبة قد ترقى لمصاف الجرائم ضد الانسانية.
التعليقات