دعت المرجعية الشيعية في العراق الى نبذ الطائفية والالتزام بالمواطنة بعيدا عن الانتماءات الاخرى، في وقت تتفاقم الخلافات بين الكتل السياسية ووجود توجه للاستقواء بالخارج في الاوضاع الداخلية، بعد ان حذرت تركيا من حرب شيعية سنية، ما أثار توترا مع جارها.
زوار الحسين في ذكرى الأربعين |
بغداد: حذرت المرجعية الشيعية في العراق بقيادة المرجع الاعلى السيد علي السيستاني، المسؤولين من مغبة اللجوء الى الخارج لحل الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد حاليا، وأكدت أن استمرار الخلافات بين القوى السياسية ادى الى تداعيات خطيرة على الأوضاع الأمنية والاجتماعية والخدمية، فدعت القادة الى التحلي بروح المواطنة وتذويب روح الانتماء المناطقي والمذهبي والعرقي والحزبي ضمن روح الانتماء إلى الوطن الواحد.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد السيستاني وخطيب الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) ان على السياسيين ان يدركوا أن استمرار خلافاتهم سيفرز تداعيات خطيرة على اوضاع العراق الامنية والاقتصادية والخدمية اضافة الى الآثار السلبية المستقبلية.
ودعا الكتل السياسية الى العمل الجاد من أجل حل الأزمة الراهنة وان تكون نواياها صادقة في ضرورة إنهاء الخلافات السياسية .. وطالبها بدراسة التوجه الاقليمي والصراع الدولي والتنبؤ بما تهدف اليه تلك الدول من تحقيق مصالح في البلاد ومدى انطباقها مع مصالح العراق .
وحذر من أن توجيه الانظار نحو الخارج لن يحل المشاكل السياسية التي تعانيها البلاد، quot;لان تلك الدول تنظر الى العراق بعين المصالح والتدخل في شؤونه،quot; وشدد على ان حل المشاكل السياسية يجب ان ينبع من داخل البلاد حيث إن جميع الكتل السياسية مسؤولة عن ذلكquot;.
كما أوضح ان مجرد الجلسات الشكلية للكتل السياسية لاتكفي لحل الأزمات ولابد ان تكون النوايا صادقة للوصول الى حل للازمات .
وتتصاعد حاليا حدة الاتهامات المتبادلة بين المسؤولين العراق والاتراك على خلفية تحذيرات اطلقها مسؤولون اتراك من خطر تفجر حرب طائفية في العراق مشيرين الى ان سنة البلاد يتعرضون لتطهير سياسي على حد قولهم .
واليوم قال المالكي في تصريحات متلفزة quot;ينبغي أن تكون كلمتنا موحدة عندما يتعلق الأمر باحترام دول الجوار والالتزام بمبدأ التعاون معها، شرط ألا يؤدي ذلك إلى التدخل في شؤوننا الداخليةquot;. وأسف لكون quot;تركيا تمارس دورًا، ربما يؤدي إلى كارثة وحرب أهلية في المنطقة، لن تسلم هي نفسها منهاquot;.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان قد حذر الثلاثاء الماضي من تفجّر حرب طائفية في العراق وناشد زعماء مختلف الكتل السياسية والدينية العراقية quot;الإصغاء إلى ضمائرهمquot; للحؤول دون أن يتحوّل التوتر الطائفي في بلادهم الى quot;نزاعً أخويًquot;.
وأشار إردوغان أيضًا إلى أن quot;انقسامًا جديدًا وصراعًا جديدًا في العراق سيكون سبب خيبة كبيرة في كل أنحاء العالم الإسلاميquot;.
وكانت الخلافات قد تفاقمت بين المالكي وشركائه في القائمة العراقية التي يتزعمها علاوي اثر اقامة دعوى ضد نائب رئيس الجمهورية القيادي في العراقية طارق الهاشمي بتهمة quot;قيادة فرق موتquot; وكذلك مطالبته بحجب الثقة عن نائبه القيادي في العراقية ايضا صالح المطلك اثر اتهامه للمالكي بquot;الدكتاتوريةquot; وquot;الانفرادquot; بالسلطة ما دعاهم إلى مقاطعة اجتماعات مجلسي الحكومة ومجلس النواب .
كما اعطى المالكي لوزراء العراقية الثمانية المقاطعين لجلسات مجلس الوزراء إجازة مفتوحة بدلا من اقالتهم كما كان صرح في وقت سابق.
لكن الهاشمي الذي لجأ الى اقليم كردستان الشمالي ينفي بشدة التهم الموجهة اليه بدعم الإرهاب ويطالب بنقل محاكمته الى كردستان، الامر الذي تعارضه بغداد. وسببت الاتهامات التي وصفت المالكي بquot;ديكتاتور أسوأ من صدامquot; والتي اطلقها المطلك أزمة اضافية ودفعت المالكي الى مطالبة مجلس النواب بسحب الثقة عنه.
دعوة للتمثل بضابطين ضحيا بحياتهما لإنقاذ المواطنين
وطالب ممثل المرجعية الدينية الكتل السياسية والمسؤولين بالتحلي بروح المواطنة التي أبداها المواطنان نزهان الجبوري وعلي المقدمي، اللذان ضحيّا بحياتهما في سبيل الدفاع عن حشود الزائرين في محافظة ذي قار.
وقال quot;ان الشهيدين يمثلان نموذجا لكي يقتدي به ساسة البلاد ومسؤولوها وان ينظر هؤلاء الساسة لبعضهم نظرة المواطنة بعيدا عن الانتماء الفئوي والمناطقي والمذهبي والدينيquot;. وشدد بالقول quot; ان شهيدي البطحاء جسّدا روح المواطنة الصادقة بتضحيتهما وهما نموذج ينبغي ان يحتذى به من الطبقة السياسية والمسؤولينquot;.
يذكر ان ضابطين عراقيين قد تحولا إلى رمز للوحدة الوطنية في البلاد التي تعاني أزمة بين الكتل السياسية إثر تضحيتهما بنفسيهما من اجل حماية زوّار كربلاء من تفجير انتحاري.
فقد قام الملازم الجبوري بحضن انتحاري قبل تفجير نفسه وسط جموع الزوار الموجهين الى كربلاء لإحياء زيارة اربعين الامام الحسين وحاول ابعاده بمساعدة ضابط الصف السبع لكنه انفجر ما اسفر عن مقتل 48 واصابة العشرات من الزوار. وبحسب الشرطة، كان الانتحاري الذي قام بحضنه الملازم نزهان يحمل أكثر من ثلاثين كلغم من المتفجرات وكميات كبيرة من المسامير والكرات الصغيرة ولولا قيامه بحضنه وابعاده لكان عدد الضحايا تضاعف.
امن زوار الحسين في الاربعين
واشاد الكربلائي بجهود القوات الامنية في توفير الامن والحماية للزائرين المتوجهين من مختلف مناطق العراق سيرا على الأقدام الى كربلاء لإحياء أربعينية استشهاد الامام الحسين على الرغم من خروقات امنية ادت الى مصرع العشرات من الزائرين .
ودعا الى الاهتمام بالجانب الاستخباري لمنع تكرارها، موضحا ان الكشف عن صهريج وقود مفخخ في محافظة واسط الجنوبية يعود الفضل فيه الى معلومة استخبارية ادت الى منع حصول كارثة في المحافظة.
ويذكر ان السلطات العراقية قد نشرت 35 ألف عنصر من الجيش لتنفيذ خطة أمنية أعدّتها قيادة عمليات الفرات الأوسط، تشارك فيها القوة الجوية وطيران الجيش أيضًا لحماية زائري الاربعين الذين يتوقع ان يصل عددهم الى ثلاثة ملايين شخص حيث تصل مراسم الزيارة ذروتها غدا السبت.
ومن جهته، آمال الدين الهر محافظ كربلاء صرح أنه تم استكمال الإجراءات الأمنية والخدمية الخاصة بالزيارة، وتم استنفار الكوادر البشرية وآليات دوائر البلدية والماء والمجاري والصحة والمنتجات النفطية من أجل توفير الخدمات للزائرين.
وبدوره، قال قائد عمليات الفرات الأوسط الفريق الركن عثمان الغانمي إنه تم نشر أكثر من 35 من عناصر الجيش والشرطة لحماية الزائرين، مشيرًا إلى أن قيادة عمليات الفرات الأوسط مستمرة في تنفيذ عمليات استباقية ضد الإرهابيين منذ بدء شهر محرم وحتى نهاية شهر صفر.
وأضاف أن الخطة الأمنية أسفرت عن تفكيك 21 شبكة إرهابية وإلقاء القبض على 83 مطلوبًا وفق المادة 4 إرهاب.
وأوضح أن القوة الجوية وطيران الجيش تشارك في الخطة الأمنية، من خلال الطلعات التي تقوم بها المروحيات وطائرات القوة الجوية والأخرى المسيرة، لأجل توفير الصور الجوية والمعلومات لغرفة العمليات، وخاصة المناطق الصحراوية والبساتين التي تحيط بكربلاء.
وأكد أن الخطة الأمنية الخاصة بزيارة الأربعينية هذا العام تتميز بكونها تنفذ للمرة الأولى من قبل القوات العراقية حصرًا، بعد الانسحاب الكامل للقوات الأميركية.
وأوضح أن مشاركة القوة الجوية ستكون عبر ثلاث مراحل: الأولى في محافظتي واسط والقادسية، والثانية في محافظتي النجف وبابل، والثالثة تتمركز في كربلاء.
التعليقات