على الرغم من تكثيف المباحثات والاتصالات بين القادة العراقيين للاتفاق على عقد مؤتمر وطني عام لبحث إمكانية إنهاء الأزمة السياسية التي تضرب بالبلاد، فقد تصاعدت اليوم بشكل مفاجئ حدة اتهامات بين ائتلافي دولة القانون بزعامة المالكي والقائمة العراقية بزعامة علاوي واتخذت منحى متدهوراً خاصة مع مطالبة المطلك بتغيير رئيس الحكومة معتبرا أن بقاءه رئيسا للحكومة كارثة ستقود العراق إلى التقسيم.


المطلك والمالكي

بعد يوم من مهاجمة النائب ياسين مجيد القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي لزعيم القائمة العراقية رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي واتهامه بالفشل والسعي لتخريب المؤتمر الوطني المنتظر فقد ردت حركة الوفاق الوطني برئاسة علاوي اليوم الأربعاء على الاتهام بالقول إن دولة القانون تقود البلاد إلى حكم الحزب الواحد والفرد الواحد.

وقال الناطق الرسمي للحركة هادي والي الظالمي انه في حين تسابق شعوب العالم وحكوماتها الزمن لترسيخ قوة الشرعية وإرساء قواعد الديمقراطية وحقوق الإنسان quot;تطالعنا بعض الأصوات في دولة القانون، بشكل يومي، بتمجيد القوة على حساب الشرعية، مبشرة بعهد الحزب الواحد والفرد القائد، دون أي اعتبار لحركة التاريخ ومصير الدكتاتوريات وما جرته من كوارث على الشعوبquot;.
واضاف في تصريح صحافي مكتوب تلقته quot;إيلافquot; أن مجيد ياسين قد خلط في تصريحاته quot;بين الشجاعة والحماقة، وبين الحكمة والضعف، وساوى النضال في مقارعة الدكتاتورية بالاستقواء على الشعب والشركاء السياسيين من خلال مقدرات الدولة وإمكاناتهاquot;.
وأضاف انه قد quot;فات السيد ياسين أن اياد علاوي كان في مقدمة المقارعين لنظام الطاغية صدام يوم لم يكن العراقيون قد سمعوا باسم الياسين وكثير غيره من (الكائنات الضعيفة)، كما أن يد ازلام صدام التي لاحقت علاوي في أوروبا لم تثنه أو تمنعه من قتال الطاغية صفا واحدا مع مجاهدي العراق الوطنيين من الكرد والعرب والتركمان، مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة، وطوائف أخرى، على ارض كردستان العراقquot;. وأشار إلى انه عندما يحذر علاوي اليوم من الدكتاتورية ويحشد الوطنيين ضد قيمها والانزلاق اليها فذلك ليس ضعفا منه، إنما هو الإيمان بقوة الشرعية في وضع الجميع أمام مسؤولياتهم بالشراكة في صنع مستقبل بلادهم، وهو ما لا يفهمه المستبدون ولا يرتاده الخانعونquot;.
وشدد بالقول quot;ان قوة علاوي لايحددها السيد ياسين ولا اي فهم منحرف للقوة، بل هي قوة ومشروعية النهج الوطني الجامع لكل العراقيين والمؤمن بكرامتهم وحريتهم وهو ما يبقيه حاضرا في قلب المعادلة السياسية ومحتميا بإرادة شعبه الحرة والواعية، وليس بالدبابات او وصاية الغيرquot;.
وكان مجيد اتهم علاوي بمحاولة تخريب عقد المؤتمر الوطني المزمع عقده قريبا لحل الازمة السياسية في البلاد وقال إن علاوي يشعر انه سيكون الخاسر الوحيد في هذا المؤتمر وانه لن يحقق أي مكسب منه. وأضاف مجيد أن إشتراط علاوي حضور زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم المؤتمر هو شرط غريب كون الصدر لم يحضر أي مؤتمر وطني في السابق، كما أن الحكيم يحضر كافة المؤتمرات فلذلك لا يصح وضع هذا الشرط كما نقلت عنه وكالة quot;السومرية نيوزquot; العراقية.
وأوضح ان دعوة علاوي لعقد المؤتمر الوطني في مدينة السليمانية تصعيد لمنع عقده واصفا علاوي بـ quot;الكائن الضعيفquot;.. وقال إن زعيم العراقية فقد الشعور بالأمان بعد خروج الدبابات الأميركية من العراق. وأكد أن quot;علاوي يضع هذه الشروط لمنع عقد المؤتمر كونه يعرف أنه لن يحصل على شيء منه ويبحث عن مكاسب شخصية ليس أكثرquot;.. لافتا إلى أن quot;علاوي تحول إلى كائن ضعيف ويحيا على الأزماتquot;.

وقال إن quot;إياد علاوي كان يشعر بالأمان وسط وجود الدبابات الأميركية في العراقquot;.. مشيرا إلى أن quot;علاوي بدأ يشعر بفقدانه للأمان حين خرجت تلك الدبابات وهذه مفارقة كبيرة وخطيرة من زعيم كتلة سياسية يرفض عقد المؤتمر في عاصمة البلدquot;.
المطلك : بقاء المالكي كارثة ستجر الى تقسيم للعراق ويجب تغييره
ومن جهته، اعتبر نائب رئيس الوزراء القيادي في القائمة العراقية صالح المطلك ان بقاء المالكي رئيسا للحكومة أمر كارثي سيجر العراق إلى التقسيم مشددا على ضرورة تغييره.
وقال المطلك في تصريح صحافي وزع على الصحافيين اليوم إن بقاء المالكي في رئاسة الحكومة يساوي تقسيم العراق وسيجر البلاد إلى كارثة. وأضاف انه قد أصبح وجود معادلة حاليا تفيد بأن quot;بقاء المالكي يساوي تقسيم العراق وسيجر العراق إلى كارثة لذلك بدأنا نخشى من هذا الموضوع خشية كبيرة ونطالب باستبدالهquot;. وأشار إلى امتلاكه معلومات تشير إلى أن إيران ومنذ اندلاع الأزمة السياسية في العراق الشهر الماضي تضغط باتجاه إبقاء المالكي على رأس الحكومة.
وحذر المطلك من تأثيرات بقاء المالكي على الدورة الانتخابية المقبلة عام 2014.. مشددا بالقول انه quot; كرس العامل السلطوي وعامل الانفراد وعامل الدكتاتورية عند الشخص، رغم أن أساس الديمقراطية هو التداول السلمي للسلطةquot;. وقال ان بقاء المالكي بهذا المكان لن يهيئ لانتخابات نزيهة في الدورة المقبلة وربما تكون هناك سيطرة على مفوضية الانتخابات وعلى صناديق الانتخابات في ظل غياب الرقابة الدولية فسوف يكرس حكما ربما يستمر لسنين طويلة قادمة.. وهذا الموضوع سيكون فيه خراب كبير للبلد على حد قوله.
وطالب المطلك باختيار شخصية تهيئ لانتخابات ديمقراطية في العراق وفيها الحد الأدنى المقبول من النزاهة.. وقال quot;يجب أن يأتي شخص لم يركز سلطته في مؤسسات الدولة ويحاول أن يمشّي مفوضية الانتخابات وأن يمشّي قوائم الانتخابات، ولديه سيطرة عسكرية كبيرةquot;. واوضح ان قادة القائمة العراقية لا يمانعون قدوم شخص آخر من داخل الائتلاف الحاكم ليرأس الحكومة الحالية.
واضاف المطلك أن الكتل السياسية العراقية بما فيها أطراف من الائتلاف الحاكم ترى ضرورة تغيير المالكي.. وشدد بالقول quot;كل الكتل السياسية مجمعة على أن بقاء المالكي في هذا المكان فيه خطورة كبيرة وهذا الإجماع هو من التحالف الكردستاني ومن العراقية ومن أطراف عديدة في التحالف الوطني الذي يعد المالكي جزءا منه. واوضح ان موقفه من تغيير المالكي يتشابه وموقف رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني من هذا الموضوع.
يذكر ان الخلافات بين المالكي وشركائه في القائمة العراقية قد تفاقمت اثر اقامة دعوى ضد نائب رئيس الجمهورية القيادي في العراقية طارق الهاشمي بتهمة quot;قيادة فرق موتquot; وكذلك مطالبته بحجب الثقة عن نائبه القيادي في العراقية ايضا صالح المطلك اثر اتهامه للمالكي بquot;الدكتاتوريةquot; وquot;الانفرادquot; بالسلطة ما دعاهم إلى مقاطعة اجتماعات مجلسي الحكومة ومجلس النواب. كما اعطى المالكي لوزراء العراقية الثمانية المقاطعين لجلسات مجلس الوزراء اجازة مفتوحة بدلا من اقالتهم كما كان صرح في وقت سابق.
لكن الهاشمي الذي لجأ الى اقليم كردستان الشمالي ينفي بشدة التهم الموجهة اليه بدعم الارهاب ويطالب بنقل محاكمته الى كردستان الامر الذي تعارضه بغداد. وسببت الاتهامات التي وصفت المالكي بquot;ديكتاتور اسوأ من صدامquot; والتي اطلقها المطلك ازمة اضافية ودفعت المالكي الى مطالبة مجلس النواب بسحب الثقة عنه.