هاجم الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر السياسيين العراقيين، وقال إنهم مشغولون بمكاسبهم، فيما تسيل دماء العراقيين، لافتًا إلى أن من يقتلهم يصل إلى سدة الحكم، وتبرّأ من 46 معتقلاً من أنصاره متهمين بارتكاب جرائم.. فيما انتقد مقرّب من المالكي تصريحات أردوغان عن ممارسات طائفية تجري في العراق، وطالبه بعدم quot;دسّ أنفهquot; في الشأن العراقي، مؤكدًا أن هذا البلد لم يعد ولاية عثمانية، ليتلقى أوامره من الباب العالي.


المالكي لدى استقباله أردوغان في بغداد

أسامة مهدي: قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر (40 نائبًا و6 وزراء) إن السياسيين يتصارعون على الكراسي، ويبحثون عن مكاسب، فيما يسيل دم الشعب.

جاء ذلك في رد للصدر على سؤال وجّهه إليه أحد أتباعه، قال فيه quot;شهدت بغداد ومدن أخرى سلسلة من التفجيرات، سقط إثرها عدد من الشهداء والجرحى، بينما ما زالت الخلافات بين السياسيين مستمرة.. متناسين أمن الشعب وأمانه.. فماذا تقدّم إليهم من نصائح ومن آراء للخروج بالعراق وشعبه إلى برّ الأمان؟quot;.

فرد الصدر قائلاً: quot;حسب فهمي أنك قصدت النصح للسياسيين، وأي نصح أقدّم، وهم يرون الدماء تسيل، ويتصارعون على الكراسي، وأنتم تستمعون إليهم.. فبعضهم يقوم بأمور تزيد من شعبيته، والبعض الآخر يدافع عن نفسه، وهنالك من يقف على التل وآخر وآخر.. الخ .. وبين ذلك الشعب يهدر دمه ويقتل.. والطامة الأعظم أن من يقتلهم يصل إلى سدة الحكم أو يشترك في العملية السياسية، مدّعياً إلقاء السلاح، وهذه جريمة لا تغتفرquot;.

ويشير الصدر، في حديثه عن المجموعات التي تلقي السلاح وتنخرط في العملية السياسية، إلى quot;عصائب أهل الحقquot;، وهي مجموعة مسلحة انشقت عنه قبل ثلاثة أعوام، مدعومة من إيران، بقيادة الشيخ قيس الخزعلي، والتي أعلنت في الأسبوع الماضي عن إلقاء سلاحها والانخراط في العملية السياسية.

وقال الصدر في بيان إن كلام عصائب أهل الحق هو quot;نباحquot;، داعيًا أنصاره إلى تجنب الاحتكاك بهم أو مواجهتهم. وأضاف ردًا على ممارساتهم ومهاجمتهم للتيار الصدري quot;دومًا نسمع نباحًا، لكن لا عليكم فإن العصائب يريدونكم أن تتصرفوا ببعض الأمور لتكون ضدكمquot;. ودعا أتباعه إلى مقاطعة العصائب، قائلاً إنهم quot;سائبة، وإنكم أجلّ من أن تصغوا إليهمquot;.

على الصعيد نفسه، فقد تبرأ الصدر اليوم من 46 معتقلاً من عناصر جيش المهدي التابع له، تضمنتها قوائم أرسلت إليه.. فأكد قائلاً quot;إنهم ليسوا منا، وأنا بريء منهم إلى يوم الدينquot;. وتضمنت القوائم معلومات عن التهم الموجّهة إلى هؤلاء، وتوزعت بين جرائم قتل من السنة والشيعة، بينهم 6 بعثيين، والسطو المسلح على متاجر، بينها محال الصاغة في منطقة الطوبجي في بغداد عام 2009، وعمليات اختطاف، شملت فتاة قاصر، وسرقة واستيلاء على رواتب موظفي إحدى دوائر الدولة في منطقة الكاظمية في بغداد.

كما كشفت القوائم المنشورة عن تورّط شخصين في مساعدة أربعة من مسلحي القاعدة على الهروب من سجن المطار في أيلول (سبتمبر) عام 2010 في عملية اختفى معها خميس الدليمي مدير المعتقل، واتهم بتدبيرها.

ارتكبت هذه الجرائم منذ عام 2005 حين شهد العراق اقتتالاً طائفياً تفجّر إثر تدمير قبة مرقدي الإمامين الجوادين في مدينة سامراء في شمال بغداد في مطلع عام 2006، مما خلّف مئات آلاف الضحايا بين قتيل وجريح. وأعرب الصدر عن أمله في أن quot;لا تكون هذه الاعترافات قد تمت تحت التعذيبquot;.

والأربعاء لقي قائمقام قضاء هيت التابع لمحافظة الأنبار في غرب العراق مصرعه عندما أطلق مسلحون مجهولون النار عليه بعد خروجه من المسجد مساء اليوم.

وقال مصدر في شرطة المحافظة إن quot;مسلحين مجهولين يستقلّون سيارة مدنية فتحوا النار من أسلحة رشاشة على قائمقام قضاء هيت سعيد حمدان غزال لدى خروجه من مسجد هيت الكبير عقب صلاة المغرب مساء اليوم، مما أسفر عن مقتله في الحالquot;.

وأضاف أن الشرطة طوّقت منطقة الحادث، ونقلت جثة القتيل إلى دائرة الطب العدلي، فيما فرضت حظرًا للتجوال في القضاء حتى إشعار آخرquot;. ويبعد قضاء هيت نحو 70 كم إلى الغرب من مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، وحوالى 200 كم إلى الغرب من بغداد.

مقرّب من المالكي يدعو أردوغان إلى quot;عدم دسّ أنفهquot; بالشأن العراقي
طالب النائب ياسين مجيد القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي وزارة الخارجية العراقية باستدعاء السفير التركي في بغداد احتجاجًا على تصريحات رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، التي حذر فيها من خطورة اندلاع حرب طائفية في العراق. ودعاه إلى عدم quot;دسّ أنفهquot; في الشأن العراقي، مؤكدًا أن العراق لم يعد ولاية عثمانية، ليتلقى أوامره من الباب العالي.

وقال مجيد إن quot;تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بشأن العراق تعتبر تدخلاً سافرًا في الشؤون الداخليةquot;، مطالبًا quot;وزارة الخارجية العراقية باستدعاء السفير التركي في بغداد، وتسليمه مذكرة احتجاج على تصريحات أردوغانquot;، كما نقلت عنه وكالة quot;السومرية نيوز العراقية. وأضاف quot;إننا ننصح أردوغان بعدم دسّ أنفه في الشأن العراقيquot;، مشيرًا إلى أن quot;العراق لم يتدخل حينما اعتقلت القوات التركية الخاصة رئيس أركان الجيش التركي بتهمة التخطيط لمحاولة انقلابية، واعتبرنا الأمر حينها شأنًا داخليًاquot;.

وأشار ياسين إلى أن quot;العراق اعتبر ارتكاب الطائرات التركية مجزرة حقيقية بحق القرويين الكرد شأنًا داخليًا أيضًا، ولم يتدخلquot;.. داعيًا quot;الحكومة التركية إلى حل مشاكلها الداخلية مع الكرد بالطرق السلمية، وليس عبر الطائرات والدبابات، وعدم التدخل في الشأن العراقي الداخليquot;. وأكد أن quot;العراق دولة ذات سيادة، ونرفض التدخل في شؤونه الداخلية من أي دولة كانتquot;، لافتًا إلى أن العراق لم يعد ولاية عثمانية يتلقى أوامره من الباب العاليquot;.

وكان أردوغان عبّر خلال اتصال هاتفي مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن عن قلقه quot;حيال الأزمة السياسية بين السنة والشيعة في العراقquot;، محذراً من أن هذه الأزمة quot;قد تؤدي إلى تنامي خطر اندلاع حرب طائفيةquot;. وتحدث أردوغان عن quot;التسلط السائد في العراقquot;، وقال له إن quot;عدم الاستقرار يمكن أن يحصل لدى جيراننا، ويمكن أن يؤثر أيضًا في تركيا وفي المنطقة بكاملهاquot;.

وكان أردوغان قال في اتصال هاتفي مع نظيره العراقي نوري المالكي، مساء أمس، إن الديمقراطية ستتأثر سلبًا إذا تحولت الشكوك لدى شركاء التحالف الحكومي إلى عداء، داعيًا إياه إلى اتخاذ إجراءات لاحتواء التوتر الناتج من الاتهمات بالإرهاب، التي توجّهها السلطات الرسمية إلى نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، وضمان محاكمته بعيدًا من الضغوط السياسية.

وانطلقت على مدى الأيام الثلاثة الماضية تحذيرات من أنقرة على أعلى مستوى من تفجّر حرب طائفية في العراق، رافقتها اتهامات للسلطات العراقية بممارسة تطهير سياسي لجهة دون غيرها، في إشارة إلى السنَّة.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد أوغلو في مؤتمر صحافي عقده في طهران أول أمس عقب مباحثات مع المسؤولين فيها إن هناك إجراءات تطهيرية مؤذية تحصل في العراق من قبل الحكومة العراقية ضد السياسيين السنّة، وحذر من حصول تصدع نتيجة الصراع على السلطة في العراق. وأشار إلى أن الأوضاع المتوترة في العراق لها علاقة بما يجري حاليًا في سوريا ودعم العراق للنظام السوري.

يذكر أن العراق يرتبط مع تركيا بعلاقات تجارية واقتصادية وسياسية، إلا أن هذه العلاقات تراجعت بعض الشيء، بعدما بدأت القوات التركية بعمليات قصف المناطق الحدودية العراقية منذ عام 2007، بذريعة استهداف عناصر حزب العمال الكردستاني التركي المتواجد في تلك المناطق منذ أكثر من 25 عاماً، حيث أدت تلك العمليات إلى مقتل وإصابة آلاف من المواطنين الأكراد العراقيين.. إضافة إلى إنشاء تركيا 14 سداً على نهر الفرات وروافده داخل أراضيها، وثمانية سدود على نهر دجلة وروافده، حيث تحتاج سنوات عدة لملء البحيرات الاصطناعية خلف هذه السدود، ما أدى إلى انخفاض نسبة إيرادات المياه الواردة إلى العراق.