الزعيم الشيعي مقتدى الصدر

بغداد: دفعت اشتباكات بين عناصر من quot;جيش المهديquot; ومدنيين عراقيين نجمت عن خلاف على طول سقيفة دكان، بالزعيم الشيعي مقتدى الصدر الى التراجع عن تهديده برفع التجميد عن ميليشياته.
واعلن الصدر في التاسع من تموز/يوليو عدم اعادة quot;جيش المهديquot;، الجناح العسكري لتياره، الى العمل حتى لو لم تنسحب القوات الاميركية من البلاد نهاية العام الحالي، وذلك بسبب quot;ازدياد المفاسد بين صفوفهquot;.

وجاء قرار الصدر بعد يومين من وقوع تبادل لاطلاق النار بين افراد يدعون الانتماء الى تياره، ومدنيين ينتمون الى عشيرة البو دراج، قتل فيها شخص واصيب آخر بجروح.
وقال مصدر امني رفيع المستوى مطلع على ملف القضية لوكالة فرانس برس ان quot;الشجار اندلع اثر تجاوز شخص يدعى حسين الدليمي مقهى جاره بثلاثين سنتم من خلال تشييده سقيفة اضافية لدكانه في حي الامين في جنوب شرق بغدادquot;.

واضاف ان quot;الحادثة وقعت في السابع من الشهر الحالي، حيث اعترض صاحب مقهى +الملك+ هيثم عبد الكاظم على تجاوز جاره حسين الدليمي صاحب محل لبيع المواد الكهربائيةquot;.
وتابع quot;تطور الخلاف ما دعا الدليمي الى الاتصال باصدقائه في جيش المهدي الذين وصلوا فورا على متن اربع سياراتquot;.

واضاف quot;قام عناصر جيش المهدي وهم مدججون بالاسلحة والبنادق بالترجل من السيارات وفتح النار على صاحب المقهى الذي كان قد هيأ نفسه للهجوم، وكان احد اشقائه وهو شرطي يعمل في وحدة مكافحة الارهاب حاضراquot;.
وذكر ان quot;الاشتباكات دارت بين الطرفين واسفرت عن اصابة هيثم ومقتل شقيقهquot;.

ووصلت قوة من الشرطة الى موقع الحادث، واشتبكت مع المسلحين وتمكنت من القبض على شخص يدعى حسن كريم فرحان يلقلب بquot;حسن روطةquot; وشقيقه علي كريم فرحان، وهما عنصران في جيش المهدي، فيما تمكن الباقون من الفرار.
وذكر المصدر الامني ان الشرطة قامت بالتحقيق مع المتهمين، وتمكنت من اعتقال اربعة اشقاء يدعون ضياء وصفاء ومحمد وحيدر وجميعهم يتقلدون مناصب قيادية في جيش المهدي، وفقا للمصدر الامني.

وكان الاشقاء الاربعة معتقلين لدى القوات الاميركية في سجن بوكا قبل ان تفرج عنهم السلطات العراقية التي تسلمت ملف المعتقلين بحسب الاتفاقية الامنية الموقعة بين بغداد وواشنطن.
واضافت المصادر ان quot;القوات الاميركية كانت تعد ضياء شخصا خطيرا وقامت بمداهمة منزله عشرات المرات حتى تمكنت من القبض عليهquot;.

وعلى اثر مقتل شقيق صاحب المقهى الذي ينتمي الى عشيرة البو دراج، رد اقرباؤه على الاعتداء بحرق خمسة منازل تعود الى المهاجمين.
ووجه الصدر الذي عرضت عليه القضية بالكامل اعتذاره الى اهالي الضحايا، وقال quot;اعلن براءتي من كل من يعمل سوءا ويدعي الانتماء ليquot;.
ودفعت هذه الحوادث بالصدر الى اتخاذ موقف متشدد جدا تجاه انصاره للحد من الخروقات التي تمسه شخصيا، معلنا عن عدد من الوصايا للتعبير عن سخطه مما وصل اليه بعض المحسوبين على تياره الشيعي.

وطلب في بيان quot;اغلاق مرقد الشهيد الصدر الثاني (والده) في مقبرة وادي السلام يوم الجمعةquot;. كما طلب من المصلين quot;لبس الوشاح الاسود في صلاة الجمعة للتعبير عن الحزن والاسى لما يعانيه جميع ابناء الشعب العراقي من هؤلاء الضالينquot;.
وكان الصدر قال في بيان بثه على موقعه الالكتروني الاسبوع الماضي ان quot;ما يزيدني حزنا والما واسى ان ارى ان المفاسد قد زادت مرة اخرى بين صفوف من يدعون انهم ينتمون الى جيش المهديquot;.

وشدد على ان quot;تجميد جيش المهدي سيبقى ساريا حتى في حال عدم انسحاب الاحتلالquot;.
كما اصدر الصدر قرارا الاربعاء بتجميد انشطة ثقافية لنفس الاسباب.

وكان الصدر هدد في نيسان/ابريل الماضي، باعادة تفعيل quot;جيش المهديquot;، الجناح المسلح للتيار الصدري الذي خاض معارك ضارية ضد الاميركيين في 2004، اذا لم تنسحب القوات الاميركية في الموعد المحدد، وذلك بعد ان كان جمد انشطة هذه الميليشيا الشيعية في اب/اغسطس 2008 اثر مواجهات دامية مع قوات الامن العراقية.
وعلى الرغم من ذلك، ابقى الصدر باب الحرب ضد القوات الاميركية مفتوحا.

وقال quot;اجعل العمل العسكري منحصرا ب+لواء اليوم الموعود+ فقط في حال عدم انسحاب الاحتلال من ارض العراقquot; نهاية العام الحالي.
وقد شكل الزعيم الشيعي عام 2008، لواء quot;اليوم الموعودquot; كقوة سرية منتخبة من عناصر جيش المهدي لمقاتلة القوات الاميركية.