أبلغ رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا انه لايعارض بقاء محدودا للقوات الأميركيّة في البلاد بعد انتهاء المدة المحددة لرحيلها بشكل نهائي في آخر العام الحالي لكنه أشار الى ان الموقف الكردي من الامر مرتبط بالاجماع الوطني الذي ستتوصل اليه القوى السياسية خاصة بعد ان رفض التحالف الوطني الشيعي الحاكم اليوم اي تمديد للأميركيّة.. في وقت تشهد العلاقات الأميركيّة الكردستانية مع إيران توترا سياسيا وأمنيا تتبادل فيه هذه الاطراف مختلف الاتهامات.
أبلغ مصدر كردي quot;إيلافquot; أن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني ووزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا بحثا في اجتماع لهما في اربيل (220 كم شمال بغداد) بمشاركة رئيس حكومة الاقليم برهم صالح العلاقات بين الجانبين وتعزيزها في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية وخاصة بعد افتتاح قنصلية أميركيّة في أربيل امس الاول.
وأشار الى ان مسألة التمديد لبقاء القوات الأميركيّة في العراق قد اخذت حيزا مهما من الاجتماع الذي استعرض القدرات الأمنية العراقية وحاجة مناطق عراقية لوجود عسكري لمواجهة العمليات الإرهابية للجماعات المسلحة.
وفي هذا الاطار أشار بارزاني الى ان حكومة كردستان ترى ضرورة لتمديد بقاء جزء من القوات الأميركيّة لفترة محددة ولأهداف معينة تتركز على التدريب والتجهيز ومساعدة القوات العراقية في حال مواجهتها لهجمات واسعة. وأضاف ان بارزاني اكد لبانيتا ان اي موقف كردي نهائي من التمديد للأميركيّة رهن بإجماع الكتل السياسية العراقية وموقفها الموحد من ذلك.
وترافق هذا الموقف مع رفض اعلن عنه اليوم التحالف الشيعي الحاكم للتمديد للقوات الأميركيّة بعد نهاية العام الحالي حيث يعتقد ان هذا الموقف يهدف الى ضمان استمرار وحدة التحالف الذي يعارض التيار الصدري احد اكبر مكوناته بشدة اي تمديد للأميركيّة بعد نهاية العام الحالي.
وكان رئيس كتلة التحالف الكردستاني في مجلس النواب العراقي النائب فؤاد معصوم اوضح مؤخرا ان الاكراد لايعترضون من حيث المبدأ على التمديد للوجود الأميركي. وأضاف أنه يستطيع التأكيد على أن القيادة الكردية تؤيد بقاء قوات أميركية في العراق بعدد محدد من الجنود ولمدة محدودة ولأهداف محددة ايضا.
ووصل وزير الدفاع الأميركي الجديد ليون بانيتا إلى بغداد الاحد الماضي في زيارة مفاجئة للعراق هي الاولى له منذ توليه منصبه قبل عشرة أيام خلفا لروبرت غيتس في مسعى إلى إقناع محاوريه العراقيين بالإسراع في طلب الإبقاء على وجود أميركي إذا كانت الحكومة العراقية ترغب في ذلك حيث من المقرر أن يغادر آخر 46 ألف جندي أميركي البلاد في نهاية العام.
توتر في العلاقات الأميركيّة والكردستانية مع إيران
وتأتي مباحثات بانيتا مع بارزاني في أجواء توتر بين إيران والولايات المتحدة التي تتهمها بدفع مليشيات شيعية عراقية لمهاجمة القوات الأميركيّة واقليم كردستان وطهران التي تتهم حكومته بحماية الجناح الإيراني لحزب العمال الكردستاني.
فقد تصاعدت اتهامات واشنطن مؤخرا لإيران مؤكدة انها باتت تؤمن اسلحة اكثر فتكا للجماعات الشيعية في العراق. وقال بانيتا ان quot;قوات الأمن العراقية يجب ان تبادر بالعمل لمواجهة هذه المجموعاتquot;. وأضاف ان quot;القوات الأميركيّة نفذت عمليات مشتركة مع العراقيين بالإضافة الى مهمات منفردة ضد المليشياتquot;. وتابع ان quot;هذه الجهود يجب ان تدفع العراقيين الى تحمل زمام المسؤولية لمحاربة تلك المجموعات الشيعية وملاحقة كل من يستخدم هكذا انواع من الاسلحةquot;.
واكد ان quot;هناك حاجة كذلك للضغط على إيران حتى تتخلى عن دعمها لمثل هكذا سلوكquot;. ونفت إيران الاتهامات واشنطن بتهريب الاسلحلة للجماعات المسلحة في العراق وافغانستان. بدوره قال كولين كال مستشار بانيتا للصحافيين ان quot;الجيش الاميركي يحتفظ بحقه في تنفيذ العمليات القتالية في العراقquot;.
وأضاف ان quot;الاتفاقية الأمنية مع العراق تخولنا حق الدفاع عن النفس واتخاذ ما يناسبنا من اجراءquot;. ومنذ السادس من الشهر الماضي قتل 17 جنديا اميركيا نتيجة استخدام صواريخ أو قذائف مورتر إيرانية الصنع وهو ما لم يحدث منذ عام 2008 عندما كانت القوات الأميركيّة تخوض مباشرة عمليات ضد المتمردين.
كما اتهمت طهران بارزاني بـ quot;خيانة الشعبين العراقي والإيراني عندما خصصت 300 ألف هكتار من الأراضي العراقية لحزب العمال التركي جاك.. مؤكدة أنها تحتفظ بحق الرد وتدمير مواقع quot;الإرهابيينquot; في الشريط الحدودي.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية عن مسؤول عسكري لم تذكر اسمه أن بارزاني quot;وضع هذه الأراضي تحت تصرف جاك الإرهابي من دون علم الحكومة الاتحادية في إطار صفقة مع الاستكبار للقيام بعمليات ضد الشعب الإيرانيquot;.
وأوضح أن هذه الأراضي تقع في الشريط الحدودي الذي يفصل بين إيران والعراق من نقطة دالامير حتى مدينة قلعة دزة وعلى طول 150 كيلومتراً بعمق 30 كيلومتراً حيث تعمل المجموعة في هذه المنطقة علی عمل دورات تدريبية ومقرات، واستخدامها مراكز انطلاق ضد الأراضي الإيرانية.
ودعا المسؤول الإيراني الحكومة العراقية الى إرسال وفد للتأكد من صحة هذه المعلومات لافتاً الى أن إيران quot;لن تسمح للإرهابيين المدعومين من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني باستغلال الأراضي العراقية للهجوم علی الشعب الإيراني على حد قوله.
وفي الثالث من الشهر الحالي احتج بارزاني على قصف إيران مناطق داخل العراق وقال quot;ندين القصف المدفعي الإيراني العشوائي على مواطني المناطق الحدودية لكردستانquot;.. مؤكداً أن هذا العمل غير مبرر وسيؤثر سلباً في العلاقات بين إيران ومنطقة كردستان.
وتهاجم القوات الإيرانية بالمدفعية من حين إلى آخر عناصر حزب الحياة الحرة الذي تأسس عام 2003 في جبال إقليم كردستان وعقد ثلاثة مؤتمرات جديدة في آخرها انتخاب عبد الرحمن حاجي احمدي الذي يعيش في أوروبا رئيساً له.
لكن رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان نفى تخصيص أي جزء من اراضي الاقليم لأي حزب.. وقال في تصريح اليوم انه اذا كانت هناك هجمات ضد إيران فإنها في داخل إيران وليس عبر حدود اقليم كردستان.
وشدد حسين قائلا quot;لسنا مسؤولين عن أية عملية او هجوم موجه ضد إيران ولاندعمها بالمطلقquot;.. مؤكداً أن المناطق الحدودية التي قد توجد فيها عناصر تابعة لأحزاب المعارضة سواء ضد إيران أو تركيا هي مناطق جبلية وعرة ليس من السهل السيطرة عليها ثم إن مسألة أمن الحدود هي مسؤولية مشتركة يتحملها الجانبان أي: إيران وإقليم كردستان.
وأضاف حسين quot;أن علاقاتنا مع إيران خصوصا علاقة تاريخية وطويلة تتشعب إلى عدة نواحٍ اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية ولا ننسى مواقف الجارة إيران في المواقف الصعبة التي واجهت شعبنا طوال تاريخه النضالي ضد الدكتاتوريةquot;. وأشار الى أن السبيل الأمثل لحل المشاكل هو الحوارلافتاً الى أن قصف المواقع الحدودية والقرى الكردية في اقليم كردستان العراق لا يؤدي إلى أية حلول منطقية لتلك المشاكل معتبراً عمليات القصف المدفعي المتكرر أمرا غير مقبول من جانب اقليم كردستان.
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ابلغ بانيتا خلال اجتماعهما في بغداد امس ان بقاء القوات الأميركيّة في العراق بعد الموعد المقرر لانسحابها الكامل من البلاد بنهاية العام الحالي يعود للاجماع الوطني ومجلس النواب وليس لقرار منه.. فيما اكد الوزير للرئيس جلال طالباني استعداد المؤسسات الأميركيّة لتعزيز مساعدة العراق في مجال التدريب وتجهيز القوات العسكرية والأمنية.
وكان رئيس اركان الجيوش الأميركيّة الاميرال مايكل مولن اعلن الخميس ان الولايات المتحدة والعراق يجريان حاليا مفاوضات حول اتفاقية أمنية جديدة محتملة تنص على ابقاء قوات أميركيّة في البلاد بعد 31 كانون الاول (ديسمبر) من العام الحالي 2011 الموعد المحدد للانسحاب.
ولا يزال 46 الف جندي اميركي ينتشرون في العراق ويفترض ان تسحب كل القوات بحلول نهاية العام الحالي المقبل بموجب اتفاقية أمنية مع بغداد. لكن مسؤولين اميركيين كبارا قالوا انهم سينظرون في مسألة ابقاء بعض القوات بعد المهلة المحددة للانسحاب اذا طلبت السلطات العراقية ذلك.
شبه اتفاق للتمديد للأميركيّة
وقد اكد طالباني السبت الماضي ان الاحزاب السياسية اتفقت على التباحث على مدى اسبوعين لتقرير موقفها من انسحاب او بقاء القوات الأميركيّة. وقال في مؤتمر صحافي عقب اجتماع مع القادة العراقيين quot;جرى طرح موضوع الانسحاب الاميركي بجميع جوانبه وتقرر ان يجمع الاخوان اصدقاءهم واحزابهم ويأتوا بعد اسبوعين بنتيجة قطعيةquot;. وتأتي زيارة الوزير الاميركي الى العراق متزامنة مع الكشف قبل ايام عن شبه اتفاق بين بغداد وواشنطن على بقاء القوات الأميركيّة حتى نهاية 2016.
ويشير هذا الاتفاق الى تواجد الاميركيين بعد انتهاء الاتفاقية الأمنية الحالية في البصرة في موقع القنصلية الموقتة وموقع البصرة للطيران... وفي كركوك والموصل فيكون في موقع السفارة في هاتين المحافظتين في حين سيكون تواجدهم في بغداد في منشأة تدريب الشرطة بالقرب من كلية الشرطة في بغداد ووزارة الداخلية وموقع بغداد للطيران داخل مطار بغداد ومنشأة دعم السفارة بالقرب من سفارة واشنطن داخل المنطقة الدولية الخضراء وفي أربيل يتركز التواجد في منشأة دعم للقنصلية بالقرب من مطار أربيل، وفي داخله. أما مدة استخدام الأراضي فتنتهي بتاريخ 31 كانون الأول (ديسمبر) عام 2016 ويمكن تمديد فترة الاستخدام بعد موافقة الطرفين على ذلك.
وتولى بانيتا الذي كان يشغل رئيس وكالة المخابرات المركزية quot;سي أي أيquot; منصبه الحالي في الأول من الشهر الحالي مرشحا من قبل الرئيس الاميركي باراك اوباما بعد مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي عليه الشهرالماضي بعد أن أحيل وزير الدفاع السابق روبرت غيتس على التقاعد في الثلاثين من الشهر الماضي بعد توليه منصبه لأربعة أعوام و نصف العام.
التعليقات