بايدن مجتمعًا في مقر السفارة الأميركية في بغداد مع السفير جيفري وقائد القوات الاميركية أوستن

دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المواطنين إلى الخروج في تظاهرات في مدن بغداد والنجف والبصرة ضد زيارة نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، حدد لها شعار quot;إنهض من أجل حرية بلدكquot;، معتبرًا الزيارة تدخلاً في شؤون العراق الداخلية. وسيبحث بايدن خطط تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين.


فيما يبدأ نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن في بغداد اليوم الأربعاء مباحثات مع رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان العراقيين، تتناول خطط وبرامج حكومتي البلدين لتفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بينهما، وتفعيل لجان التنسيق المشتركة، دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المواطنين إلى الخروج في تظاهرات في مدن بغداد والنجف والبصرة ضد زيارة المسؤول الأميركي، حدد لها شعار quot;إنهض من أجل حرية بلدكquot;، معتبرًا الزيارة تدخلاً في شؤون العراق الداخلية.

تأتي مباحثات بايدن في وقت أكد مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية نوري المالكي أن عملية انسحاب القوات الأميركيةبلغت نهاياتها مع تقلص وجودها بنسبة 94%، وإجلاء القواعد العسكرية وتسليمها إلى الجانب العراقي، إضافة إلى إرسال الآليات الثقيلة إلى القواعد الأميركية في الكويت.

وقال مصدر مسؤول في المكتب إن الجانب العراقي يتابع استمرار عملية الانسحاب، موضحًا أن ما تبقى منالجنود الأميركيين يمثل حاليًا ما نسبته 6% من عديد القوات، التي كانت موجودة في العراق، والتي وصل عددها في عام 2007 إلى 170 ألفًا.

مباحثات بايدن

وسيجري بايدن، الذي وصل إلى بغداد الليلة الماضية، مباحثات اليوم مع رؤساء الجمهورية جلال طالباني والحكومة نوري المالكي ومجلس النواب أسامة النجيفي، تتناول القضايا التي تخصّ الانسحاب الأميركي والعلاقة بين العراق والولايات المتحدة، والانتقال بها من التعاون العسكري إلى التعاون السياسي والدبلوماسي والعلمي والاقتصادي والثقافي والتنموي.

كما سيناقش مع المالكي القضايا التي سيتم بحثها خلال زيارته إلى واشنطن في الثاني عشر من الشهر المقبل، والتي سيلتقي خلالها بالرئيس الأميركي باراك أوباما. وتتناول مباحثات بايدن أيضًا خطط وبرامج حكومتي البلدين لتفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بينهما في أواخر عام 2008 وتفعيل لجان التنسيق المشتركة.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن بايدن سيلقي خطابًا أمام الجنود الأميركيين خلال حفل quot;لإحياء ذكرى تضحيات وإنجازات القوات الأميركية والعراقيةquot;، كما سيجتمع مع قادة عراقيين خلال الزيارة قبل السفر إلى تركيا واليونان في وقت لاحق هذا الأسبوع.

وأضاف أن quot;الولايات المتحدة والعراق يعملان على تعزيز تعاونهما في مجالات السياسة والدبلوماسية والتجارة والمال والتكنولوجيا والبيئة والنقل والقانون والعدل والدفاع والأمنquot;. وأشار إلى أن quot;اجتماع لجنة التنسيق المشتركة هذا الأسبوع سيحدد ويعزز جهودنا في كل من هذه المجالاتquot;.

وخلال اجتماع مع السفير جيمس جيفري والجنرال ليود أوستن في مقر السفارة الأميركية في بغداد الليلة الماضية قال بايدن quot;من الجيد العودة إلى هذا الغرضquot;.وهذه هى الزيارة السادسة عشرة لنائب الرئيس الأميركي إلى العراق، إما كعضو في مجلس الشيوخ أو كنائب للرئيس.

وقتل حوالى 4500 جندي أميركي منذ أن أمر الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بغزو العراق في مطلع عام 2003، حيث لا يزال في العراق حاليًا حوالى 13800 جندي أميركي، وسبع قواعد عسكرية، بعدما كان وصل العدد إلى ذروته فوق 170 ألف جندي عام 2007.

وسيجري سحب جميع الجنود المتبقين بنهاية الشهر المقبل تنفيذًا لإعلان الرئيس أوباما في 21 من الشهر الماضي سحبكل القوات في الموعد المحدد بنهاية العام الحالي.

وقد أخفقت حتى الآن مفاوضات بين واشنطن وبغداد بشأن مهمات تدريب للأميركيين في العراق، بسبب رفضبغداد منح المدربين الأميركيين الحصانة.

وكان قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال لويد أوستن توقع في الأسبوع الماضي أن تحدث quot;اضطراباتquot; أمنية في العراق بعيد انسحاب قواته منه، وذلك بسبب سعي تنظيمات مسلحة إلى quot;توسيع هامش عملياتهاquot;.

تظاهرات في مدن عراقية مندّدة بزيارة بايدن quot;لأجل حرية العراقquot;

من المنتظر أن تشهد مدن بغداد والبصرة والنجف اليوم الأربعاء تظاهرات منددة بزيارة نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، دعا إليها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تحت شعارquot;إنهض من أجل حرية بلدكquot;.

وقال التيار الصدري التابع للصدر في بيان quot;بأمر سماحة السيد القائد المجاهد مقتدى الصدر، ستنطلق مظاهرات منددة بالتدخل الأميركي في الشأن العراقي، وذلك بزيارة بايدن إلى العراق، وتكون المظاهرات في ثلاث محافظات، هي بغداد والنجف والبصرة .. موعد التظاهرة الأربعاء الساعة التاسعة صباحًا.. quot;إنهض من أجل حرية بلدكquot;.

من جهته، قال الناطق باسم زعيم التيار الصدري صلاح العبيدي quot;نستنكر زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن السرّية، ونعدّها تدخلاً في الشؤون العراقيةquot;، مؤكداً أن quot;العراقيين الأحرارسيخرجون في مظاهرات رافضة لزيارته في كل محافظات العراقquot;.

وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي اللواء جيفري بيوكانن إن quot;العراق يعمل على وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية تدريب الناتو، قد تشمل حوالى 150 من المدربينquot;. وأضاف إن quot;الحكومة العراقية تسعى إلى تحديد علاقتها بالحلف الأطلسيquot;. وقد فشلت حتى الآن مفاوضات أميركية عراقية للإبقاء على مدربين أميركيين بسبب رفض بغداد منح الجنود الأميركيين الحصانة.

وكان الأميرال صامويل لوكلير قائد القيادة الجنوبية للحلف الأطلسي أعلن في نهاية العام الماضي أن الحلف يبدي انفتاحًا حيال مواصلة مهامه إلى ما بعد الانسحاب التام للقوات الأميركية.

وبدأ حلف شمال الأطلسي، الذي لم يشارك في حرب العراق بسبب معارضة فرنسا وألمانيا، مهامه في العراق عام 2004 لتدريب قوات الأمن بناء على طلب من حكومة بغداد. وخضع حوالى تسعة آلاف ضابط في الشرطة العراقية إلى تدريبات الدرك الإيطالي المشارك ضمن قوات حلف الأطلسي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2007. وأجرى الأطلسي في العام الماضي دورات جديدة لتدريب قوات الشرطة على حماية المنشآت النفطية.

من جانبها أعلنت لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي عن قرب إكمال قراءة وتشريع اتفاقية التعاون الأمني والعسكري مع حلف الشمال الأطلسي (الناتو).

وقال رئيس اللجنة النائب حسن السنيد في تصريح صحافي إن quot;إحالة المشروع إلى مجلس النواب تعني موافقة الطرفين على بنود الاتفاقquot;. وأكد أن quot;اتفاقية التعاون التي ستشرع قريبًا لا تتضمن منح حصانة لأي عنصر من الناتوquot;.. مبينًا أن quot;الوثيقة المعمول بها ستنتهي بنهاية العام، وإذا طلبت الحكومة العراقية تجديدها فسيتم تجديدهاquot;.

وتنص الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2008 على وجوب انسحاب جميع قوات الولايات المتحدة منكل الأراضي والمياه والأجواء العراقية في موعد لا يتعدى 31 كانون الأول (ديسمبر) عام 2011 الحالي، بعدما انسحبت المقاتلة منها بموجب هذه الاتفاقية من المدن والقرى والقصبات العراقية في 30 حزيران (يونيو) عام 2009.

كما وقع العراق والولايات المتحدة أيضاً خلال عام 2008 اتفاقية الإطار الإستراتيجية لدعم الوزارات والوكالات العراقية في الانتقال من الشراكة الإستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة إلى مجالات اقتصادية ودبلوماسية وثقافية وأمنية.. إضافة إلى تنفيذ برنامج تطوير الشرطة والانتهاء من أعمال التنسيق والإشراف والتقرير لصندوق العراق للإغاثة وإعادة الإعمار.