تعهّد زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر أن يعمل جاهداً على توحيد إسلام العراقيين السنة والشيعة، معتبراً أن من أسماهم quot;المحتلين والمنشقينquot; هم الذين فرّقوا المسلمين في العراق. كما اعتبر الصدر أن زيادة عدد موظفي السفارة الأميركية هو نوع من أنواع الاحتلال ويجب مقاومته. فيما أكد رئيس الوزراء نوري المالكي أن العراق سيدخل ضمن مرحلة جديدة مع الولايات المتحدة الأميركية في نهاية العام الحالي.

مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري في العراق


بغداد: أطلق زعيم التيار الصدري في العراق الزعيم الشيعي مقتدى الصدر مبادرة لوحدة شيعية سنية تقف ضد البعثيين والأميركيين والارهاب والميليشيات مؤكدا استعداده لزيارة المحافظات الغربية السنية والعمل على تشكيل مجلس علماني موحد وتوحيد آذان الطائفتين وبدايات ونهايات الأشهر القمرية لهما وتشكيل مجالس مشتركة بينهما .. فيما اعتبر جميع موظفي السفارة الأميركية في العراق، في حال زيادة عددهم، محتلين يجب مقاومتهم.

وقال الصدر إن المحتلين والمنشقين هم الذين باعدوا بين شيعة وسنة العراق وشدد على انه سيدافع بقوة عن التسنن الحقيقي والتشيع الصادق. وأكد أنه سيظل متعاونا مع الجميع لا يفرق بين سني وشيعي ولا بين مسلم ومسيحي ما دام عراقيا شريفا لايمدّ يده ضد أبناء شعبه.

جاء ذلك في ردّ للصدر على سؤال وجهه له quot;لفيف من الشباب المسلم في الفلوجةquot; يشيرون فيه إلى انهم من ابناء السنة ويشعرون بالقلق في اشارة إلى الدعوات التي تطلقها مجالس بعض المحافظات السنية بالتحول إلى أقاليم ومنها محافظة الأنبار التي تعتبر الفلوجة واحدة من مدنها الرئيسة .

وقال الشباب في رسالتهم للصدر quot;نشعر بالحيرة من اتخاذ بعض القرارات السيئة نتيجة سوء الفهم وغياب قنوات الاتصال والتنسيق بين رجال الدين والنخب المثقفة وزعماء العشائر في الجنوب والوسط مع المنطقتين الغربية والشمالية بعد انسحاب قوات الاحتلال .. وبسبب مخططات عملاء الاحتلال وعدم وجود مبادرة جماعية شرعية شجاعة ووطنية تسدّ ثغرة الطائفية المذهبية والعرقية والدينية والتي يراهن عليها المحتل في تحقيق مخططاته بالهيمنة الاقتصادية على الثروات مرورا بالتقسيم او الفيدرالية سيئة الصيت .. لذلك نطلب منكم إطلاق مبادرة شعبية شجاعة تولد من رحم الدين والوطن والشعب .. حتى يكون لها التأثير المنشود والمرجوquot;.

وقد رد الصدر على السؤال قائلا :

بسمه تعالى
سلام على العراق وأهل العراق .. سلام على الفلوجة المجاهدة ورحمة الله وبركاته

أحبتي قد فرق بيني وبينكم أمران : المحتل والمنشقون الذين امتدت اياديهم الآثيمة ضدكم .. فإنّا لله وانا اليه راجعون .. لكن عهدا مني لكم يا ابناء العراق ويا احرار الاسلام اني سأعمل ما حييت على وحدة الصف وأسلمة المجتمع ونشر الهداية والسلام متعاونا مع الجميع لا أفرق بين سني وشيعي ولا بين مسلم ومسيحي مادام عراقيا شريفا لايمدّ يده ضد أبناء شعبه .. وفي الوقت نفسه سأقف مدافعا عن أرضي وشعبي وعن عقيدة التسنن الحقيقي والتشيع الصادق وكل الاديان الاخرى .. ان مسها الضر من أي شخص كان من الداخل او الخارج.

وانا أنادي الجميع وأستصرخهم إلى التعالي عن الخلافات ونسيانها لنبني عراقا جديدا مستقلا عن (الهدام) وازلامه والإرهاب وعملائه والميليشيات وقواتها والاحتلال وعملائه .. لنبني عراقا تحت راية الاسلام والسلام..

والشرف كل الشرف أن أكون سنيا أو شيعيا او غير ذلك مادمت عراقيا متآخيا مع العراقيين أعيش في ضرائهم قبل سرائهم أشعر بمعاناتهم وأنا على أتم الاستعداد فيها إذا خرج المحتل كاملا لامور أذكر منها حاليا :
1 . زيارة الأنبار
2 . زيارة صلاح الدين
3 . تأسيس مجلس علمائي موحد
4 . فتح مؤسسات مشتركة
5 . توحيد الأذان قدر الإمكان
6 . توحيد بدايات الشهر ونهاياته
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وللكلام تتمة

مقتدى الصدر

وكان مجلس محافظة صلاح الدين التي تقع شمالي العاصمة العراقية بغداد، أعلن الشهر الماضي أنه صوّت باغلبية الثلثين لصالح تحويل المحافظة إلى اقليم ورافق ذلك تأييد عشائري واسع سواء في المحافظة او في محافظات اخرى. وجاء الاعلان بعد ايام قليلة من الحملة التي شنتها قوات أمنية عراقية تم خلالها اعتقال المئات من الاشخاص في انحاء متفرقة من البلاد من ضمنها محافظة صلاح الدين.

ثم تطور الحال إلى دعوات لتشكيل إقليم موسّع يضم محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين يضاف اليه محافظتا كركوك (255 كم شمال شرق بغداد) وديالى (65 كم شمال شرق بغداد) ..

وفي المقابل واثر هذه التهديدات تجري حالياً استعدادات لعقد اجتماع لمجالس المحافظات الجنوبية في البصرة ( 550 كم جنوب بغداد) وميسان (365 كم جنوب بغداد) وذي قار (375 كم جنوب بغداد) والمثنى (160 كم جنوب بغداد) وهي محافظات تقطنها اغلبية شيعية ساحقة ويمكن ان يضاف اليها في وقت لاحق محافظتا النجف (160 كم جنوب بغداد) وكربلاء (110 كم جنوب بغداد) لبحث انشائها quot;اقليم الجنوبquot; ليضم هذه المحافظات الست. وكانت محافظة البصرة قد طالبت فعلا خلال الاعوام الثلاثة الماضية بتحويلها إلى اقليم واجرت استفتاء شعبيا حول ذلك لكنه لم يفز بالاغلبية المطلوبة .

يذكر ان العراق يضم 18 محافظة منها ثلاث كردية في شمال البلاد هي اربيل والسليمانية ودهوك، شكلت في ما بينها اقليم كردستان العراق الذي يحكمه الاكراد منذ عام 1991. ومعلوم ان هناك نزاعات بين محافظات عدة حول اراض اقتطعها منها النظام السابق وضمها إلى محافظات مجاورة حيث تطالب تلك المحافظات بإعادتها اليها باعتبارها جزءا منها تاريخيا واداريا.

ويسمح الدستور العراقي الذي صودق عليه في استفتاء شعبي عام 2005 للمحافظات العراقية بإنشاء اقاليم تتمتع بقدر كبير من الاستقلال المالي والاداري عن السلطة المركزية كما يسمح الدستور لمحافظتين او اكثر بانشاء اقليم مشترك. ويهدف هذا الامر إلى تكريس نظام اللامركزية في الحكم وهو مبدأ أقر عام 2005 لضمان عدم العودة إلى الدكتاتورية والمركزية الشديدة في الحكم.

الصدر يهدّد بمواجهة موظفي السفارة الأميركية
اعتبر الصدر ان جميع موظفي السفارة الأميركية في العراق الذين تخطط الادارة الأميركية لزيادة عددهم، هم محتلون ويجب مواجهتهم بالمقاومة.

جاء ذلك في ردّ للصدر على سؤال لأحد اتباعه قال فيه quot;نقلت مصادر اعلامية واميركية وعراقية ان هناك نية لدى الاحتلال الأميركي لزيادة عدد أفراد سفارته في بغداد من 5 الاف إلى 15 الفا اي بعد انتهاء مهلة الاتفاقية الامنية وهذا التفاف على اتفاقية الانسحاب .. فما هو رد سماحتكمquot;.

وقال الصدر في اجابته :
بسمه تعالى :
كلهم محتلون .. يجب مقاومتهم بعد انتهاء المهلة
مقتدى الصدر

العراق سيدخل مرحلة جديدة مع الولايات المتحدة الأميركية
وخلال مؤتمر صحافي في بغداد الاسبوع الماضي أكد رئيس الوزراء نوري المالكي أن العراق سيدخل ضمن مرحلة جديدة مع الولايات المتحدة الأميركية في نهاية العام الحالي معلناً عدم بقاء أية قاعدة أميركية بعد عام 2011. وقال إن المفاوضات لا تزال مستمرة مع الجانب الأميركي حول مسألة بقاء مدربين أميركيين وخصوصا ما يتعلق منها بالحصانة القضائية. وأعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما مطلع الشهر الحالي انه سيسحب كل القوات الأميركية من العراق في نهاية العام وقال quot;بوسعي ان اعلن اليوم، كما وعدت، أن البقية من قواتنا في العراق ستعود إلى الوطن في نهاية السنة. بعد قرابة تسع سنوات ستنتهي الحرب الأميركية في العراقquot;.

ومن جهتها أشارت تقارير اميركية إلى ان القيادة العسكرية الأميركية ستحصل على امكانية لبقاء جزء من قواتها في العراق بعد نهاية العام الحالي. وذكرت نقلا عن دبلوماسي عراقي توضيحه أن quot;القوات الأميركية المتبقية ستتألف من حوالى 4 إلى 5 آلاف جندي وسيحظر عليها المشاركة في العمليات العسكريةquot;. واشارت إلى ان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا قد قرر الضغط مجددا على المالكي ما ادى في النهاية إلى توصل الطرفين إلى اتفاقية تسمح لواشنطن بالإبقاء على عدة آلاف من جنودها في العراق . واوضحت أن الطرفين لم يتوصلا بعد إلى اتفاقية حول صفة القوات الأميركية التي سيسمح لها بالبقاء إلا انه وحسب معلومات شبه رسمية ستكون مهمة هذه القوات تدريب القوات والاجهزة الامنية العراقية.

وتنص الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2008 على انسحاب كامل قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي والمياه والأجواء العراقية في موعد لا يتعدى 31 كانون الأول (ديسمبر) عام 2011 الحالي بعد أن انسحبت القوات المقاتلة بموجب الاتفاقية من المدن والقرى والقصبات العراقية في 30 حزيران (يونيو) عام 2009.