القاهرة:أكد مسؤولون في واشنطن أن ثلاثة أميركيين، بينهم سام آدم لحود، مدير فرع quot;المعهد الجمهوري الدوليquot; في مصر، ونجل وزير النقل الأميركي، راي لحود، يتواجدون حالياً في سفارة بلادهم بالقاهرة بعدما طلبوا اللجوء إليها لشعورهم بالقلق على سلامتهم الشخصية، على خلفية قضية quot;الجمعيات الأهلية.quot;

وقال الناطق باسم البيت الأبيض، جاي كارني: quot;لقد أتوا وقالوا إنهم يشعرون بالتهديد ويخشون على حياتهم،quot; مضيفاً: quot;نحن لسنا على علم بوجود خطر يتهددهم.quot;

وتابع كارني بالقول: quot;لقد أوضحنا خلال مباحثاتنا مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة (الذي يدير الأمور في مصر حالياً) مدى قلقنا حول هذا الموضوع وشعورنا بخيبة الأمل بسبب منع أولئك الأشخاص من مغادرة مصر بسبب التحقيقات،quot; في إشارة إلى ملف الجمعيات الأهلية التي داهمتها قوات أمن مصرية بحجة تلقيها مساعدات خارجية.

وصل ضباط مصريون الاثنين الى الولايات المتحدة لاجراء مشاورات مع مسؤولين اميركيين في محاولة لنزع فتيل الازمة حول موظفين اميركيين يعملون في منظمات غير حكومية ولجأوا الى السفارة الاميركية في القاهرة بعد منعهم من مغادرة البلاد.

وكانت السلطات المصرية منعت الاسبوع الماضي عددا من الاميركيين العاملين مع منظمات اهلية من بينها انترناشونل ريبابليكان انستيتيوت (المعهد الجمهوري الدولي) من مغادرة القاهرة.

ومن بين هؤلاء سام لحود، مدير المعهد الجمهوري الدولي في مصر ونجل وزير النقل الاميركي راي لحود، كما اعلنت الاسبوع الماضي مصادر ملاحية لوكالة فرانس برس.

ولجأ العديد من العاملين في هذه المنظمات المستهدفة الى السفارة الاميركية في القاهرة كما صرح مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية لفرانس برس.

وامس الاثنين، قال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني quot;خلال محادثاتنا (مع المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية) قلنا بوضوح اننا نشعر بالقلق في هذا الشان وبخيبة امل لعدم السماح لهؤلاء الرعايا بمغادرة مصرquot;.

واوضح كارني في لقائه اليومي مع الصحافيين ان بامكانه quot;تاكيد وجود بعض الاميركيين (المحتمين) في السفارةquot; الاميركية في القاهرة.

وقال quot;لسنا على علم بوجود اي خطر يستهدفهم لكن هؤلاء الرعايا (الاميركيين) قرروا البقاء في السفارة بانتظار الحصول على اذن بمغادرة مصرquot;.

واضاف quot;سنواصل العمل مع السلطات المصرية لحل هذه المشكلة في اسرع وقت ممكنquot;.

واوضحت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند الاثنين ان الاميركيين لجأوا الى السفارة الاميركية بسبب quot;قلقهمquot;. لكنها اعتبرت في مؤتمر صحافي ان الولايات المتحدة quot;لا تشعر بان حياتهم في خطر، لكن هذا لا يعني عدم تعرضهم لمضايقات من جانب القضاء المصريquot;.

وكان البنتاغون اعلن في وقت سابق الاثنين ان وزير الدفاع اتصل امس بالمشير طنطاوي ليطلب منه quot;اتخاذ اجراءات لرفع حظر سفر المواطنين الاميركيين الراغبين في مغادرة مصرquot;.

كما اعرب ليون بانيتا للمشير طنطاوي عن quot;قلقه من القيود المفروضة على المنظمات غير الحكومية العاملة في مصرquot;.

وقد سبق ان اتصل بانيتا بطنطاوي في اخر كانون الاول/ديسمبر الماضي ليبلغه بquot;قلقه الشديدquot; بعد اقتحام مقار منظمات غير حكومية عدة في القاهرة في اطار التحقيق في تمويل اجنبي غير مشروع لهذه المنظمات.

ويتزامن هذا التوتر الجديد في العلاقات المصرية الاميركية مع وصول وفد عسكري مصري الى تامبا في فلوريدا (جنوب شرق) حيث مقر القيادة الاميركية للشرق الاوسط لاجراء مشاورات مع البنتاغون ووزارة الخارجية والكونغرس، وفقا لمسؤول في وزارة الخارجية.

واضاف ان الوفد سيتوجه الى واشنطن الاربعاء لاجراء مشاورات مع البنتاغون ووزارة الخارجية والكونغرس.

واوضحت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ان quot;هذه الزيارة كانت مقررة منذ فترة طويلة وقبل اندلاع قضية المنظمات غير الحكومية التي ستطرح بالتاكيد في كل جولة مباحثاتquot;.

وفي رسالة الى المسؤولين المصريين، هدد السناتور جون ماكين بقطع المساعدات العسكرية عن مصر والتي تقدر بمليار دولار.

وتصاعدت خلال الايام الاخيرة حركة الاحتجاج على المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد منذ تنحية الرئيس السابق حسني مبارك، بمناسبة مرور عام على اندلاع ثورة 25 يناير مع اتهامه بمواصلة سياسة النظام السابق القمعية والسعي الى الحفاظ على امتيازات المؤسسة العسكرية.