تونس: دخل الاثنين أربعة صحافيين في مؤسسة quot;دار الصباحquot; الاعلامية الشهيرة في تونس، في إضراب مفتوح عن الطعام للدفاع عن استقلالية مؤسستهم التي عينت عليها الحكومة مديرا عاما محسوبا على حركة النهضة الاسلامية الحاكمة، سبق له العمل في جهاز الشرطة.

وتصدر quot;دار الصباحquot; التي تشغل نحو 200 شخص بين صحافيين وعمال، جريدتين يوميتين هما quot;الصباحquot;، وquot;لوتانquot; الناطقة بالفرنسية، وأسبوعية quot;الأسبوعيquot;.

وقالت آسيا العتروس الصحافية في جريدة quot;الصباحquot; لفرانس برس إن أربعة من زملائها دخلوا الاثنين في إضراب مفتوح عن الطعام quot;للمطالبة برحيل المدير العام المنصب لطفي التواتي، وبحرية التعبير واحترام حقوق الصحافيينquot;.

ويطالب صحافيو مؤسسة quot;دار الصباحquot; بتسديد مستحقات مالية متأخرة للصحافيين بقيمة 7ر1 مليون دينار (حوالى 850 ألف يورو) وتسوية الوضعيات (الادارية) الهشة لبعض العاملين في المؤسسة.

والمضربون عن الطعام هم نزار الدريدي، وحمدي مزهود، وصباح الشابي، ومنية العرفاوي.

وأضافت أن التواتي حاول برفقة ثلاثة حراس ودون جدوى منع اثنين من المضربين عن الطعام من دخول مقر المؤسسة حيث يتظاهر الصحافيون يوميا منذ 32 يوما.

وفي 21 آب/أغسطس 2012 عينت الحكومة لطفي التواتي، مديرا عاما لدار الصباح.

وسبق للتواتي العمل quot;محافظا للشرطةquot; بحسب نقابة الصحافيين التونسيين التي قالت في بيان إنه quot;معروف بمساهمته النشيطة ضمن مجموعة 17 التي انقلبت (سنة 2009) على المكتب الشرعي لنقابة الصحافيين بتحريض وإعداد وإشراف من أجهزة نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وحزب التجمعquot; الحاكم في عهد بن علي.

وقبل تعيينه مديرا عاما لدار الصباح، عمل التواتي صحافيا في جريدة quot;لو كوتيديانquot; اليومية الناطقة بالفرنسية والتابعة لمؤسسة quot;دار الأنوارquot; الخاصة والتي تعتبر المنافس الرئيسي لquot;دار الصباحquot; في تونس.

ويتهم صحافيون لطفي التواتي بمحاولة استغلال صحف دار الصباح لخدمة حركة النهضة في الانتخابات العامة المقررة مبدئيا في 2013 وهو أمر نفاه التواتي.

وتأسست جريدة quot;الصباحquot; سنة 1951 وquot;لوتانquot; سنة 1975، وتعتبران بحسب مراقبين من الصحف quot;الجديةquot; في تونس.

وأعلنت منظمة مراسلون بلا حدود نهاية آب/أغسطس الفائت ان التواتي quot;اقصىquot; ثلاثة رؤساء تحرير quot;بشكل تعسفيquot; وquot;أصدر قائمة اسمية للأشخاص المخول لهم بكتابة الافتتاحياتquot; الصحافية.

واتهمت مراسون بلا حدود حكومة حمادي الجبالي بquot;الاستمرار في انتهاك استقلالية وسائل الإعلام العمومية كما لطالما فعلت منذ توليها مهامها، متبنية بشكل نهائي الأساليب التي دائما ما كانت مشجوبة في عهد زين العابدين بن عليquot;.

وفي 11 أيول/سبتمبر 2012 نفذ صحافيو وعمال quot;دار الصباحquot; إضرابا عاما كان الأول في تاريخ الصحافة التونسية.

وكان صخر الماطري صهر الرئيس المخلوع بن علي اشترى 80% من رأسمال دار الصباح. وقد صادرت الحكومة حصته في المؤسسة الاعلامية بعد الاطاحة بنظام بن علي وعينت عليها مؤتمنا عدليا.

وتعتزم الحكومة بيع الحصة المصادرة في quot;دار الصباحquot; وهو أمر يعارضه الصحافيون بشدة.